شقيقة أبو عمار وحيدة في غزة وتوصي الجيل الجديد بالإنتاج والوحدة
لفتت نظري بنظرتها وابتسامتها المطمئنة التي كست وجهها السمح، فأخذت أتأملها امرأة جميلة تجاوزت التسعين تتحدث اللكنة المصرية.. لحظة ما صافحتها أرجعتني الى مثل أو صورة قديمة، لم يحالفنا الحظ كجيل جديد ان نلتقي بها او حتى ان نراها ولكنها محفورة بالذاكرة نفتقدها كلما مر بنا العمر واحسسنا بحاجتنا الى مثل هذه الشخصية في حياتنا.
خديجة عرفات الأخت الوحيدة للرئيس الراحل ياسر عرفات التي تسكن غزة بمفردها بعد وفاة زوجها يجاورها بنفس البناية اقاربها واصدقاؤها يربطها بهم صداقات وعلاقات حميمة.
ومن الجدير ذكره ان خديجة القدوة أسست مؤسسة جمعية القدس للتنمية الاجتماعية في القاهرة وكانت ناشطة بمساعدة العائلات الفلسطينية البسيطة وتدريب ربات البيوت على انتاج بعض المشغولات المطرزة او الصوف او بعض الاكلات الفلسطينية.
وبعد العودة الى الوطن منحها الرئيس قطعة ارض اقامت عليها مبنى للجمعية وكان من المؤسسات الرائدة في قطاع غزه تم الاستيلاء عليها في احداث الانقسام وضربتها الطائرات الاسرائيلية.
وساهمت ايضا بتأسيس الهلال الاحمر الفلسطيني وتطوعت بكل معارك الثورة وكانت تعمل ممرضه لكي تساعد جرحى الثورة الفلسطينية في كل حروب الثورة، واسست بيت الصمود الذي يرعى الايتام من ابناء الشهداء الذين تبناهم الشهيد القائد ياسر عرفات وخصه ممن تركوا بين انقاض المجزرة بمخيم صبرا وشاتيلا حيث اعتنت بهم وكانت تزورهم باستمرار.
وخلال زيارة لها وجّهت رسالة الى الجيل الجديد الذي رأته أمل هذا الامة وأوصته بالمحافظة على التراث الذي يعد جزءا من الهوية الفلسطينية، كما حثت الشباب الفلسطيني على الإنتاج والاعتماد على الذات "وان ذلك ما يضمن تعزيز قدراته ونمائه وعزته".
وحثت بالسير على نهج ابو عمار بالمحافظة على الثوابت الفلسطينية وعدم التفريط بها وهي التي افنى ياسر عرفات حياته ومات عزيزا ولا ان يفرط باي منها.
ورأت ان الطريق لتحرير فلسطين هو ان يحب الفلسطينيون بعضهم البعض ومن ثم أن يحبوا فلسطين، موضحة انها كانت وصية ابو عمار قبل وفاته عند اول زيارة لها لغزة حين سؤال ابو عمار لها كيف وجدت غزة؟ فقال لها معلقا: "انه لا بد لنا من محبة الناس ومحبة بعضنا ومحبة فلسطين"، وعلق تحرير فلسطين بذلك الشرط مبينا انه حينها ممكن ان نتجاوز خطايا بعضنا ونغفرها ولم يربط المحبة بالتوحد السياسي.