مركز طارق بن زياد يضفي الفرحة على وجوه أبناء البلدة القديمة بالخليل
وفا- أمل حرب
تعالت أصوات أطفال البلدة القديمة في الخليل فرحا وابتهاجا، وهم يطفئون حر الصيف في مسبح مركز طارق بن زياد، الذي وفر لهم المكان الآمن لقضاء ساعات ممتعة من السباحة وممارسة بعض النشاطات الرياضية، في ذلك الجزء المكتظ بالسكان والذي ما زال تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، ويعاني من استفزازات المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة.
ويضم المركز الرياضي، الذي تبلغ مساحته نحو 1000 متر مربع، مسبحا، وقاعة للمصارعة، وغرفة "ساونا"، وقاعة للبخار بمعاير دولية، تهدف إلى خدمة نحو 5000 شاب وفتاة في البلدة القديمة التي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وعبر الطفل بشار عماد الرجبي (13 عاما) عن فرحته بافتتاح المركز الذي يوفر لهم مكانا آمنا ونظيفا لقضاء عطلتهم الصيفية برفقة أصدقائهم. وقال: قبل افتتاح المركز كنا نذهب إلى مسابح المدينة البعيدة عن مكان سكننا، في الوقت الذي لم يتمكن كل أصدقائي من مرافقتنا نظرا لتكلفة المواصلات وتذكرة دخول المسبح، قياسا بهذا المسبح الذي يتقاضى رسوما رمزية، ووجود المسبح في قلب البلدة القديمة ساعد جميع الأطفال الفقراء والأغنياء على الاستمتاع بعطلتهم، وممارسة النشاطات الرياضية، بإشراف مدربين وأخصائيين في المركز.
وقال الطفل عمر نعمان دعنا (12 عاما) إنه يأتي إلى المركز برفقة أصدقائه وأولاد عمومته، منذ افتتاح المركز، مؤكدا أن العطلة الصيفية هذا العام سوف تكون ممتعة. وقال وهو مبتهج "أخيرا أصبح لنا مكان جميل نفرح ونمرح به بهدوء، بعيدا عن الشوارع التي لا تخلو من المستوطنين وجيش الاحتلال".
من جانبه، أكد مسؤول قسم الإعلام في بعثة التواجد الدولي المؤقت (TIPH) بير انرود لـ"وفا"، أن فكرة المشروع جزء من صلاحيات وعمل البعثة الدولية، بالإضافة إلى مراقبة وتوثيق اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم في البلدة القديمة، وتهدف إلى تحقيق الأمان والرفاه للمواطنين، وكذلك تحسين الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.
وأوضح أن التواجد الدولي ساهم بثلث المشروع، إلى جانب مشاركة بلدية الخليل، والفدرالية الفرنسية (FSGT) ونادي طارق بن زياد.
وقال: "نأمل أن يساهم المشروع في إعطاء انطباع جيد عن التواجد الدولي في المدينة، الذي يحاول أن يكون جزءا من المجتمع في المدينة من خلال النشاطات والفعاليات المقدمة للمجتمع المحلي".
وأضاف: "المشروع سيوفر فرص نجاح للشباب لإظهار قدراتهم الرياضية، وأن الكفاءات سوف تجد مكانا لها في هذا المركز، وسوف يحتضن ويخرج كفاءات فلسطينية، كما يعطي فرصا متساوية للرجال والنساء للاستفادة من كل هذه النشاطات".
وعبر انرود عن سعادته لسماعه أصوات الأطفال الفرحين بهذا المشروع، الذي يعطيهم شيئا إيجابيا للتعبير عن مهاراتهم، ويخفف من الضغط والتوتر الذي يعيشه أطفال البلدة القديمة، واصفا إنجاز المشروع بالحلم الذي كان يراود جميع أفراد البعثة.
واستذكر أفراد البعثة الذين قتلوا خلال أحداث انتفاضة الأقصى، شاكر بلدية الخليل على تخصص قاعات في المركز بأسمائهم، وتمنى أن يحقق المركز نشاطا حقيقيا في المنطقة الجنوبية من المدينة، ويصبح ملهما لأحلام شبان في الميداليات وطريقهم إلى البطولات.
وخلال جولة في مرافق المركز، قدّم مدير المركز رجائي السلايمة، شرحا عن المركز، مشيرا إلى أنه يحقق رؤية ورسالة بلدية الخليل في مجال تقديم وتوفير الأفضل للحركة الشبابية والثقافية في المدينة، ويخدم جميع الفئات العمرية وذوي الاحتياجات الخاصة، والفئات المهشمة في المجتمع، كما أن المركز يتميز بوجوده في منطقة ما زالت تعاني من استمرار سيطرة الاحتلال واستفزازات مستوطنيه.
وأشار السلايمة إلى أن صالة المصارعة التي أطلق عليها قاعة "جانكيز" مزودة ببساط مصارعة هو الأول في فلسطين ذي مواصفات وأبعاد عالمية وأولمبية، ما يتيح إقامة المباريات المحلية والدولية عليه.
كما جُهز مسبح نصف أولمبي بأحدث التجهيزات الخاصة بالمسابح من تسخين للمياه، وكلورة، وفلترة ما يتيح عمل التدريبات والبطولات فيه ضمن أجواء صحية ورياضية مثالية، وهو مفتوح لاستقبال الأطفال، والنساء، والرجال حسب برنامج أعد لإتاحة فرص متساوية لجميع الفئات للمشاركة في كافة الفعاليات.
وقال: توجد أيضا قاعة للعلاج الطبيعي، والمكونة من جاكوزي، وساونا، وبخار، وتقام الأنشطة والفعاليات في كافة المرافق تحت إشراف متخصصين في مجالات المصارعة، والسباحة، والعلاج الطبيعي، والتنشيط الرياضي، وراعى تصميم المركز احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة في كل المرافق، ليسهل دمجهم في المجتمع وممارسة نشاطاتهم بكل حرية.
وأكد السلايمة أن المركز سيحوي في المستقبل العديد من الطوابق التي تشمل قاعة للمناسبات تتسع لـ300 شخص، وقاعة ملتيميديا، ومكتبة عامة، ومكتبة أطفال، ومكتبة كمبيوتر، وناد للشطرنج، والرسم الحر، وللأشغال اليدوية والتطريز، وقاعة جاليري، مبينا أن المخططات اللازمة لهذا المشروع جاهزة، وقدمت إلى بعثة التواجد الدولي والمؤسسات المعنية لدراستها.