اتحاد الكتاب يصدر ترجمة كتاب 'ربيع العربي الرقمي (العروبة الجديدة)
صدر حديثا عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ترجمة كتاب للمؤلف الفرنسي إيف غونزاليس كيخانو، 'ربيع العربي الرقمي (العروبة الجديدة).'
وصدرت النسخة الفرنسية للكتاب بعنوان 'Arabe Web du Printemps Le :Numériques Arabités عن منشورات سندباد/ آكت سود عام 2012. ونقلته عن الفرنسية المترجمة ولاء سمارة.
يعرض هذا الكتاب لفكرة محورية أساسها تفتح هويات وثقافات رقمية جديدة شكلت الجذور الحقيقية للانتفاضات العربية، حيث اتجه إيف غونزاليس كيخانو، في كتابه هذا نحو افتراض أن هناك 'عروبة جديدة' تُشكل على نول الإنترنت والإعلام الحديث، وهي ليست نتاج 'جيل رقمي' عفوي، بل امتداد لسلسلة أحداث تاريخية تراكمت فأنتجت التطور الرقمي الراهن.
تأتي اهمية ترجمة هذا الكتاب وفقا لما أشار اليه الكاتب في تمهيده في النسخة العربية، من انعدام ما كتب باللغة الفرنسية أو حتى الإنجليزية حول ذات الموضوع، اذ يتيح هذا الكتاب للقارئ الغربي تكوين فكرة عامة عن عملية نماء الإنترنت في المنطقة بشكل عام، أو بشكل أكثر تحديداً، حول الصراعات السياسية التي استفادت -في هذه المنطقة من العالم- من الأدوات الرقمية الحديثة. كما أضاف: 'بالنسبة لكاتب مثلي، يأخذ بعين الاعتبار دائما أطروحات إدوارد سعيد في كتاباته، من الطبيعي ألا تكون قراءة تحليلاتي باللغة العربية مجرد فرصة فقط، وإنما واجب أخلاقي تقريباً. إن الوسيلة الأمثل للهرب من فخ الاستشراق-هذه النظرة التي لا تزال سائدةً حتى يومنا هذا وتكاد لا تتخلص من نظرة تشوبها الغرائبية والشعور بالتفوق على الآخر-هي حتماً بعرض الكتاب، بفضل الترجمة، إلى حكم أولئك الذين نعتقد أن لدينا ما نكتبه عنهم'
تتبع كيخانو، عبر صفحات هذا الكتاب تسلسل تشكل الهوية العربية منذ عصر النهضة في القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا - حين انتشرت الطباعة والصحف، ونشأ الارتباط مع كيان الأمة والإحساس بال ـ'نحن'- عاقداً مقارنة بين المفكرين البرجوازيين صانعي الحداثة العربية في ذلك العصر، وبين جيل الشباب 'الغيك' الذي اخترق قواعد النضال التقليدي وحدوده مستخدماً وسائل الإعلام الاجتماعي في الانتفاضات الراهنة.
إن اللحظات المريرة التي تعيشها الشعوب العربية اليوم هي إشارة أكيدة على ولادة صعبة جداً، هناك عالم عربي جديد على وشك الولادة، ولا يعرف أحد اليوم ماذا ستكون ملامحه. وعلى الرغم من التشاؤم الذي قد يثيره الوضع الراهن، يجب علينا تبني مقولة الفيلسوف والناشط أنطونيو غرامشي: 'كوني متشائماً فهو نابع من الذكاء، وكوني متفائلًا فهو نابع من الإرادة.'
تصدّر مقدمة الكتاب اقتباسٌ لمؤسس 'ويكيبيديا' تنبّأ فيه عام 2008 بالتحول الذي ستشهده المنطقة العربية بفضل الإنترنت، وهو ما يدعم محاولات الكاتب عبر صفحات هذا الكتاب إثبات تسييس الإنترنت والشبكات الاجتماعية، مجيباً عن عدة أسئلة رئيسة في محاور الكتاب الخمسة: منذ متى بدأ استخدام الإنترنت في العالم العربي؟ لماذا أهدت أمريكا الإنترنت إلى العالم العربي؟ ما هي آثار تبني الأدوات الرقمية على اللغة العربية، وحضور الجسد، وممارسة الشباب السياسة، وطريقة تعبيره عن نفسه؟ هل تغيرت النظرة الاستشراقية إلى العالم العربي بعد هذه الانتفاضات؟ وهل نحن أمام ثورة حقيقية فعلاً؟.
اختتم كيخانو، الكتاب بالتساؤل حول سبب تأثر البلاد العربية دون سواها بوسائل الإعلام الحديثة: لماذا ولد الربيع من رحم عربي؟
وحول الكاتب، فهو مترجم، وباحث متخصص في دراسة المجتمعات العربية المعاصرة، ويدير مدونة بعنوان 'الثقافة والسياسة العربية' يقدم فيها تحليلات أسبوعية تعد مرجعا أساسيا للقضايا الاجتماعية الخاصة بالعالم العربي منذ عام 2005. وهو أستاذ للأدب العربي المعاصر في جامعة ليون، وترجم من الضاد إلى الفرنسية عدة مؤلفات، كمؤلفات لمحمود درويش وحنان الشيخ وصنع الله إبراهيم وغيرهم. وأما المترجمة، فهي شابة مستقلة (لغة فرنسية-إنجليزية)، حاصلة على شهادة الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان، والبكالوريوس في اللغة الفرنسية والترجمة من جامعة بيرزيت، لها عدة مقالات مترجمة حول الإعلام الرقمي ونظم الإنتاج الثقافي العربي.
يعد هذا الكتاب الإصدار الأول للمترجمة، وهو يقع في 140 صفحة من القطع المتوسط، ويضم خمسة فصول، تضمن الفصلين الأول والثاني تاريخ تطور الانترنت العربي تحت عنوان: الشباب العربي يحول الصحراء الرقمية الى جنة، وكيف كان الويب العربي قبل حلول ربيعه. كما عقد الكاتب مقارنة بين المتفائلين والمتشائمين بدور الانترنت في المظاهرات العربية، الفصل الثالث تحت عنوان: حزب التفاؤل السيبراني والثورات الاسطورية في تونس والقاهرة، الرابع: الجانب الخفي للإنترنت: حزب التشاؤم السيبراني، ثم اختتم الكاتب الفصل الخامس: الجذور الرقمية للثورات العربية بسؤال: 'لماذا ولد الربيع من رحم عربي'؟