يوم لنا
مر يوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني هذا العام، مرور الكرام في اروقة المجتمع الدولي، وهو الذي اقره عبر الامم المتحدة، يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولتذكير العالم بحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حق العودة وفقا للقرار الاممي 181 ولعل هذا اليوم كان يمر كذلك طوال الاعوام الماضية، منذ اقراره عام 1977 من القرن الماضي، لطالما ان المجتع الدولي وخاصة اصحاب الهيمنة والنفوذ وصناع القرار فيه، مازالوا في احسن احوالهم، يراوحون في اطار خطب المناسبات والعلاقات العامة ، في تعاطيهم مع القضية الفلسطينية..!!
ومنذ التاسع والعشرين الاول وما زال شعبنا لايرى تضامنا حقيقيا فعالا معه، بعيدا عن تميكنه من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، وفي لجم الاحتلال واستيطانه، وسياساته الدموية التي نشهد اليوم تصعيدا غير مسبوق لها، ضد شعبنا عبر الاعدامات الميدانية وهدم البيوت والاعتقالات وحصار البلدات والقرى .
وشعبنا اذ يتحمل كل ذلك، ويرفض الاستسلام ويقاوم بالهتاف والحجر، ما زال وسيبقى لايتطلع لغير تضامن الفعل الانساني النبيل، بنزاهة القرار العادل، الذي يدفع بقرارات الشرعية الدولية على طريق الحل الممكن، واولا في مثل هذه الايام تأمين الحماية الدولية لشعبنا وهو الاعزل، لتضع حدا لبطش الاحتلال واستيطانه البغيض لعل طريق السلام تتفتح بأمل جديد .
وشكرا والف شكر لفعاليات التضامن الشقيقة والصديقة, شكرا لحملات المقاطعة العالمية التي تتصاعد ضد الاحتلال ومنتجاته الاستيطانية، شكرا لصوت الضمير الذي يرفع عاليا هتاف فلسطين، هتاف الحرية والعدالة والسلام، لعل فضاء العالم يخلو من ازيز الرصاص، وهدير الدبابات و الطائرات الحربية، وليخبو صوت خطابات العنصرية والطائفية والكراهية القبيح، بل لعل هذا الصوت يخمد تماما لصالح اغنيات الحياة اغنيات المحبة والتسامح والسلام دائما .
التاسع والعشرون من كل عام يوم لنا، فاجعلوه يا اقطاب المجتمع الدولي يوما لكم في كل يوم، حين تنصرون فلسطين بالحق والعدل والنزاهة، ولا نريد شيئا اكثر من ذلك، فنحن لا نطلب المستحيل بل الممكن والممكن جدا لطالما ان ارادة شعبنا كانت وستظل عصية على الكسر ابدا .