الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

بالرغم من الألم ما زال الأمل موجود.........ماهر يتحدى السرطان

صدقي موسى- "الأمراض ملح الحياة"، جملة يرددها المتطوع الاجتماعي ماهر صالح، بينما ترتسم على وجهه ابتسامة وهو يتلقى العلاج الكيماوي لمرض السرطان، والذي ارتفعت نسبة الإصابة به في الأراضي الفلسطينية بحسب المؤشرات الطبية.

"الرحلة مع المجهول"، كما اسماها صالح، بدأت قبل شهر رمضان ببضعة أيام، وقال: "ظهرت العلامات والمؤشرات الأولية للمرض، لا سيما مع وجود بعض المعلومات عندي حول المرض والتي تعطي مؤشرا بوجود شكوك حول إصابتي بمرض السرطان، عندها وقعت في حيرة وتساءلت ماذا أفعل ؟ كيف أتصرف؟ من أخبر؟ وبمن ابدأ؟ زوجتي، أولادي، والدي، إخواني، بعض أصدقائي".

ويضيف، "كانت لحظات عصيبة، للوهلة الأولى ذهلت وتسمرت مكاني، لا أدري ماذا افعل؟ وأخذت الوساوس تتجول في عقلي،عندها لا بد من قرار جريء، وحكيم، ومؤلم بنفس الوقت، قررت أن احمل العبء وحدي، وأن اخفي الأمر عن أهلي، وبدأت بعمل الفحوص المخبرية اللازمة، لتأكيد تلك الشكوك التي بدأت يوما بعد يوم تتحول إلى يقين بوجود المرض.

 وبنفس الوقت قررت أن لا يلاحظ أحد ما يحدث معي، ومارست حياتي بالشكل الطبيعي، بل أفضل مما كنت معتادا عليه، ودخل الأسبوع الثاني من رمضان، وعمل الفحوصات مستمر، وأخذت على عاتقي أن لا أضعف، وأن أبقى قويا في مواجهة ذلك الإعصار اللعين، دخل الأسبوع الثالث من رمضان وأنا صلب قوي، عندها عملت الفحص المخبري اليقين في أحد المختبرات الطبية، حيث أخذت خزعة (عينة) من مكان المرض، وقال لي دكتور المختبر: النتيجة تحتاج خمسة أيام".

ويصف صالح فترة انتظار النتيجة بقوله: "كانت أصعب الأوقات، أحسست أنها دهرا، إلا أنني بقيت متماسكا، وجاء الوقت لأخذ النتيجة قبيل العيد ببضعة أيام، حيث أثبتت أنه يوجد ورم سرطاني في الشق الأيسر من الصدر، ويجب استئصاله سريعا، عندها وقعت في حيرة شديدة، وأخذت الدنيا تروح بي وتجيء، لا ادري ماذا افعل؟ وقررت وحسمت الأمر أن أبقى قويا غير مهزوم، وبدأت بعمل الإجراءات اللازمة لدخول المستشفى، لإجراء عملية الاستئصال حيث كان الموعد بعد العيد مباشرة".

بهذه اللحظة كما يقول صالح: "كان لا بد من معرفة أسرتي وأقاربي، وبكل شجاعة، قمت بالاتصال مع كل من يخصني من الأقارب، وقلت لهم: أريد أن اسمع منكم وجهة نظر في أمر معين.

وفعلا زاروني في بيتي ليلة العيد، وأخبرتهم بمرضي بكل جرأة، ورباطة جأش، وكان الخبر له وقع صادم عليهم ومؤلم".

وينوه صالح إلى أن من يصاب بهذا المرض يمر بحالة نفسية صعبة، ويحتاج المريض لمعنويات عالية ووعي، إضافة إلى وعي أسرته وأقاربه، ووجوب وجود مختصين نفسيين يقدمون النصح والإرشاد المناسب والمتخصص.

ويكمل روايته لرحلته مع المجهول، "تأثرت أسرتي وأقاربي بخبر مرضي، إلا أنني أكدت لهم أنني قوي ولن يؤثر السرطان على حياتي وعملي، وذهبت ليلة العيد إلى السوق، واشتريت مستلزماته، وقضيت العيد بين أقاربي وأنا سعيد، فلن ينغص علينا المرض حياتنا وأوقاتنا الجميلة.

 وثالث أيام العيد ذهبت إلى السوق، واشتريت كافة مستلزمات المدرسة والبيت للفترة التي سأقضيها في المستشفى، وأنا على يقين بأنها ستكون فترة بسيطة، حيث بت في المستشفى تسعة أيام وعدت واسترحت بعدها مدة أسبوع في البيت، وها أنا ذا اليوم أزاول عملي،  ووظيفتي كأن شيئا لم يكن، وحاليا اخضع لعلاج بالكيماوي، واستغل وقت فراغي بتعلم اللغة العبرية".
ويوجه ماهر نصيحة إلى مرضى السرطان بقوله: "المعنويات المنهارة، والنفس المنهزمة هي عدو الإنسان الأول، السرطان كبقية الأمراض، على الوهم أن لا يصنع في عقولنا جحيما ويقعدنا عن الحياة والعيش في تفاصيلها الجميلة، المطلوب هو العزيمة القوية والإصرار، للأسف هناك من يصاب بهذا المرض فينزوي في البيت وتظلم الدنيا وتسود أمام ناظريه، هذا ليس حلا، يجب أن لا يهزمنا المرض أو أن نستسلم له، الحياة جميلة والإصرار على البقاء أجمل".
صالح الذي ينشط في مناهضة مصادرة الأراضي والجدار العنصري، ما زال يشارك في المسيرات الأسبوعية، وعلى صفحته في الفيسبوك يسجل رحلته مع المجهول وتطورات حالته الصحية، ليجد الدعم المعنوي والمساندة من الأصدقاء الذين يتفاعلون معه.

وكان وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي، كشف في شهر أكتوبر الماضي، عن أن أمراض القلب والأوعية الدموية في فلسطين تعتبر السبب الأول في وفاة المواطنين، في الوقت الذي تشكل فيه أمراض الأوعية الدماغية السبب الثاني للوفاة، وفي المرتبة الثالثة أمراض السرطان.

وقال إن هذا الأمر يتطلب منا جميعا العمل الجاد لإذكاء الوعي العام للحد من هذه الأمراض، كتبني نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الطبية بشكل متواصل وممارسة النشاط البدني ووقف التدخين.

ودعا د. أبو مغلي إلى البدء بحملات وطنية توعية وتثقيفية وتنظيم المعارض والفعاليات للوقوف على أسباب ومخاطر هذه الأمراض المزمنة وغير السارية للحد منها وتقليلها.

وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز أساليب الوقاية والكشف المبكر عن هذه الأمراض، حيث تم وضع إستراتيجية وطنية وتوفير كافة الأدوات اللازمة لمكافحتها، مطالبا وسائل الإعلام بتعزيز دورها في إيصال رسائل صحية للمواطنين وتقديم الدعم في هذا الموضوع.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024