16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع    60 عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"    الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة  

إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة

الآن

'سر' 'بوش' النابلسي

 فاطمة إبراهيم

في سوق نابلس القديمة، يقف الخمسيني نضال المصري بشاربه العريض وطربوشه الأحمر وراء بسطة لبيع الموز، يمسك أرجيلة بيده، ويدلل بصوته الجهوري على بضاعته. يلتف حوله المشترون والفضوليون الذين جاءوا لحضور مشهد من مسلل شامي قديم، يجسده المصري، الذي يضحك حين يسأله أحد عن حاله ويقول: 'ما حد غيري بلبس الطربوش الكل بطّلع عليّ. بحس حالي غير. بحس إني مميز'.

نضال هو الوحيد من بائعي خان التجار في نابلس، الذي يرتدي الطربوش أثناء عمله، ويكاد يكون الوحيد في المدينة الذي يواظب على ارتدائه أيام الجمع وحين يزور القدس وفي المناسبات الاجتماعية، لأنه بهذه الطريقة يعيد تاريخ نابلس وعزها ويقتدي بجديه، كما يقول.

دخل الطربوش نابلس أبان الحكم العثماني، وهناك من يقول إنه انتقل من بلاد المغرب العربي إلى  عاصمة الدولة العثمانية 'الأستانة'، ومنها إلى بلاد الشام. في نابلس ارتداه ذكور كبار العائلات وأصحاب الشأن، باعتباره رمزا للجاه والمركز الاجتماعي.

نضال المصري حفيد سلالة اعتمرت الطرابيش، روى له جده كيف كان الناس يصطفون ليلة العيد إلى طلوع الفجر أمام دكان ابي رجب -واحد من أشهر صانعي الطرابيش في نابلس- لكيّ طرابيشهم وتزيينها.

الطربوش المشتق اصطلاحا من كلمتي 'سر' و'بوش' بالفارسية ('سر' تعني رأس و'بوش' معناها غطاء)؛ يصنع من الجوخ الأحمر المحشو بالقش لتهوية الرأس عند ارتدائه، وتتدلى منه خيوط سوداء تسمى 'الخوصة'، وقديما كان لكل رأس قالب خاص فيه لصناعة الطربوش على مقاسه.

اليوم يستعاض عن الجوخ بورق كرتون مغطى بقماش أحمر، وقد تدخل فيه بعض الزخرفات للفت النظر. هذا ما أكده باسل سبع العيش، أحد بائعي الطرابيش في نابلس، 'زمن الطرابيش انتهى. على بعد خطوات من هنا كان دكان الطرابيش. نابلس كلها كانت تكتسي منه. حدثونا كيف أنه كان يصنع لكل رأس طربوش على مقاسه. أما هذه الطرابيش التي أعرضها أمامكم تجارية، تأتينا من سوريا ومصر'.

ما زال البعض يسأل سبع العيش عن الطرابيش، يقتنونها للزينة أو لالتقاط صور بها لا أكثر، لكن لم يعد أحد يرتديه ويخرج به.

درات عجلة الزمان بنابلس، وغيرت معها عادات كثيرة، كاعتبار الخروج بدون غطاء الرأس للرجال ضربا من العيب حتى وقت قريب، ودكان أبو رجب أيضا طاله التغيير، إذ أصبح متجرا لبيع الأجهزة الخليوية، وفي طريق الخان الذي كان يصطف فيه الناس ينتظرون دورهم لصنع طرابيبشهم أو لكيّها، لا تلمح أحدا يعتمر الطربوش سوى مجموعة من رؤوس 'المليكانات'، تلك المجسمات البلاستيكية التي يستعين بها التجار لعرض بضاعتهم من الملابس.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025