حرب على عزبة شوفة
هدى حبايب
لم يعد لدى أهالي عزبة شوفة جنوب طولكرم، مجالا للشك بأنهم أمام مخطط استيطاني كبير يهدف إلى سلبهم ما تبقى من أراضيهم، وتهجيرهم عنها.
تفاجأ أهالي القرية صباح هذا اليوم بجرافات الاحتلال تساندها قوة كبيرة من جيش الاحتلال ودورياته الراجلة والمحمولة، تدمر البيوت البلاستيكية المزروعة بالبندورة، وأشتال السبانخ، وتقتلع أشجار الحمضيات والزيتون المعمرة من أراضي المواطن منير فتحي مصطفى اسماعيل وأشقائه، البالغ مساحتها ما يقارب 27 دونما.
لم تكتف قوات الاحتلال بذلك بل سرقت أشجار الزيتون وحملتها في شاحنة كبيرة على مرأى الأهالي، بعد اقتلاعها من جذورها.
هذه الاعتداءات أثارت غضب واستياء أهالي القرية وأصحاب الأرض، الذين تجمهروا في المكان، وسط منع جنود الاحتلال لهم بالتجول في الأرض وإجبارهم على البقاء في منطقة قريبة، ينظرون بألم وحسرة على مصير أرضهم التي أفنوا حياتهم في استصلاحها وزراعتها بشجر الزيتون الشاهد على ثبات الفلسطيني على أرضه.
هذه الممارسات والاعتداءات على مواطني الغزبة، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من قرية شوفة، لم تكن الأولى، وتعرضتا لاستيلاء الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضيهما الخصبة، وأقام عليها 'أفني حيفتس' وغيرها من البؤر الاستيطانية، كما استولت سلطات الاحتلال على الطرق الرئيسية لتأمين الحماية للمستوطنين، على حساب مواطني القرية والتضييق عليهم.
وقال منير إسماعيل صاحب الأرض، إنهم تفاجأوا بجرافات الاحتلال تنفذ مخططها في تدمير الأرض، بحجة أنها أرض حكومية إسرائيلية لا يجب التصرف بها، وذلك بناء على الإخطارات التي تلقوها قبل مدة طويلة بأن هذه الأرض هي لدولة إسرائيل.
وأضاف، بعد هذه الإخطارات قمنا برفع قضية في المحاكم الإسرائيلية وتم الاستئناف فيها، وما زالت مرفوعة ولم نتلق أي إخطار أو قرار من المحكمة.
وذكر أن دوريات الاحتلال حضرت قبل أسبوع وتجولت في المنطقة وغادرت، لنتفاجأ اليوم بعودتها مع الجرافات لهدم وتدمير وقلع الأشجار، مبيناً أن الأرض تضم 150-200 شجرة زيتون معمرة، وأخرى مزروعة حديثاً، إضافة إلى أشجار الحمضيات والبيوت البلاستيكية والزراعة البعلية المكشوفة.
ولفت إسماعيل إلى أنه لم يتم إبلاغهم بقرار التدمير ليتصرفوا بالمزروعات والدفيئات التي كلفتهم آلاف الشواقل، مشيراً أن هذه الإجراءات ليست جديدة على الاحتلال.
وشدد أنه لن يقف مكتوف الأيدي؛ فما دمره اليوم سيعاود بناءه وزراعته من جديد، مؤكداً أن هذه الأرض ملكه وليس كما تدعي إسرائيل بأنها أملاك دولة.
المواطن تحسين حامد، قال إن سلطات الاحتلال لم تترك وسيلة لمحاربة الفلسطيني إلا واستخدمتها بهدف تنفيذ مخططها في سلب المزيد من الأراضي، وتوسيع مستوطناتها على حساب الأراضي الزراعية الخصبة، ومحاربة الفلاح الفلسطيني في قوته بعد اجتثاثها لشجرة الزيتون المعمرة.
واعتبر إن إقدام سلطات الاحتلال على تدمير هذه الأرض ما هو إلا بأمر من المستوطنين الذين يدّعون بأن الفلسطينيين يعمرون ويتوسعون في العمران وسيصلون إلى مستعمراتهم، وهذا دليل على خوفهم وذعرهم من أي شيء على الأرض يخص الفلسطيني، مشيراً إلى أن مستوطنة 'آفني حيفتس' المقامة عنوة على أراضيهم بعيدة عن هذه الأرض نحو 3 كم.
واختتم، 'باقون على الأرض حتى لو هدموا كل شيء وسنواصل نضالنا حتى إرجاع الحق إلى أصحابه'.