اطلاق كتاب "اسرائيل الابارتهايدية وجذورها في الصهيونية السياسية" لأوري ديفيس
في ندوة ناقشته بدار الشروق
عقدت في دار الشروق برام الله مساء امس ندوة تم خلالها اطلاق النسخة العربية من كتاب "اسرائيل الابارتهايدية وجذورها في الصهيونية السياسية"، للبروفيسور أوري ديفيس، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني والصادر عن دار الشروق للنشر. وأدار الندوة رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة محمود ابو الهيجاء، واستعرض د. ايهاب بسيسو الكتاب معرفا بالدكتور اوري ديفيس.
وقال بسيسو ان هذا الكتاب ينتمى الى فئة البحث الحفري، فرغم ان بعض الابحاث ناقشت المسألة التي تعامل معها ديفيس، الا انه دخل في مسار جريء، من خلال نقد المألوف، أي الممارسات الصهيونية العنصرية من خلال القوانين التي استهدفت الشعب الفلسطيني، خاصة في الاراضي المحتلة عام .
واضاف بسيسو ان التأويل السياسي في الكتاب مهم جدا من ناحية العلاقة بين اسرائيل كنظام فصل عنصري وبين النظام العنصري البائد في جنوب افريقيا، فالمسألة ليست تمييزا عنصريا فقط، بل هي حالة ذهنية في الفكر العنصري الصهيوني. واستعرض بسيسو فقرات من الكتاب ساقها ديفيس لاثبات طرحه حول كون اسرائيل دولة ابارتهايدية، ليس فقط من ناحية نظام سياسي، بل من ناحية ذهنية لدى الافراد الذين يؤمنون بالصهيونية كأيديولوجية عنصرية.
وقال بسيسو ان الكتاب يخلق نوعا من الوعي، ولذلك يجب ان يكون مرجعا عن واضعي السياسات الفلسطينية، فهو يشكل "مانفيستو" حقيقيا لطبيعة الحركة الصهيونية بأبعادها الاستعمارية الاستيطانية القائمة على الارهاب والقتل.
ديفيس: مصير اسرائيل سيكون مشابها لابارتهايد جنوب افريقيا
وقال د. ديفيس إنه اختار مقدمة موسيقية لهذا الكتاب، لمبدعة فلسطينية هي أمل مرقس، "حجار فوق حجار صاروا دار".. فهذه المقدمة ترمز إلى الإنجاز وتحقق بناء التراكمية، فالنسخة الاصلية من الكتاب صدرت بالانجليزية عام ، وسر الانجاز هو المثابرة، وصولا الى صدور النسخة العربية الحالية، فـ"حجار فوق حجار صاروا دار".
وأضاف ديفيس، أن الفضل في إنجاز كتابه يعود الى التراكم البحثي السابق، مشيرا الى كتاب نشر بالانجليزية قبل اربعين عاما بعنوان "الصندوق القومي اليهودي"، حفزه الى البحث عن إجابة لسؤال: هل اسرائيل دولة ابارتهايد، وإن كانت كذلك، فكيف تمكنت من تسويق انها واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط؟ بعد البحث، يقول ديفيس، وجدت اجابة غريبة، فهذا كان ممكنا لأن اسرائيل تمكنت من ايجاد غطاء للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، ولهذا اهمية خاصة. فمثلا لماذا كان جورج دبليو بوش بحاجة لغطاء لشن حربه الاجرامية على العراق؟ الاجابة هي ايجاد مبرر قانوني لشن هذه الحرب، وكان الغطاء وجود اسلحة دمار شامل في العراق، الأمر الذي تبين انه لم يكن صحيحا.
وأشار ديفيس الى البروفيسور ناعوم تشومسكي، الذي يقول إن وجود جمهور في المجتمع المدني الاسرائيلي يقوم بتوفير الغطاء للابارتهايد هو الذي مكن اسرائيل من ذلك.
واشار ديفيس الى المفارقات بين نظام الفصل العنصري في افريقيا واسرائيل، مشيرا الى ان الحالة الاسرائيلية خاصة، دخلت فيها ايضا كلمة "التهجير".
ويرى ديفيس ان العقوبات الاممية التي فرضت على جنوب افريقيا ادت الى انهيار الابارتهايد ونشوء نظام ديمقراطي، واذا تمكنا من الوصول الى هذه الحالة مع اسرائيل فستجد نفسها عرضة للعقوبات الاممية ما يؤدي الى انهيار نظامها العنصري ايضا.
واضاف ان الابارتهايد هي عنصرية بموجب قانون، او بموجب تشريعات برلمان، وهذا الحال مشترك في نظام الابارتهايد في جنوب افريقيا سابقا، وفي اسرائيل سابقا وحاليا، وهذا ينطبق عليها ليس بعد احتلال عام ، بل قبل ذلك ايضا.
وبعد استعراض الكتاب والمداخلات وجه الحضور بعد التساؤلات والتعليقات ثم قام ديفيس بتوقيع الكتاب للحاضرين.