أراجيف الزهار - حسن سليم
ومن اين نجد للزهار جهة وطنية يتعامل معها ويسلمها المعبر؟ ومن يستطيع ان يستنسخ جهة "وطنية" كحركته، وهي "الوكيلة الحصرية" للمقاومة، غير قابلة للتوكيل او الاستنساخ، و"ممثلة الرب" في الطهارة على الارض؟ من اين نستدعي للزهار عقلا مبدعا يفهمه ان شرطه بان يقول الغزيون المقهورون نعم "لجهة وطنية"، حتى يسلم المعبر، قد تمت الاجابة عليه صراحة وصراخا بالفم الملآن قهراً منه ومن سلطته، لا، ولا كبيرة لسياسة الحكم بقوة السلاح والترهيب التي تنتهجها سلطته الغاصبة في قطاع غزة.
ومن يستطيع ان يثبت للزهار بلغة الطب، كونه "حاملا لشهادة الطب"، بان نساء فلسطين اللواتي لم يتزوجن من كوادر حركته، قد انجبن اطفالا، وارضعهن لبنا فلسطينيا خالصا، حتى غدوا رجالا وماجدات، ولاؤهم لفلسطين، ولفلسطين فقط، ولا يقبلون قسمتها، او تقاسمها.
وهل من وسيلة يفهم الزهار بها ان ثمة حاجة ملحة لمدرسته ان تتغير، لعدم صلاح مناهجها التي لم تعد تنطلي على الصغار قبل الكبار، بعد ان انكشف ما تحمل من اراجيف، وخرافات لا تصلح الا كقصص مسلية للاطفال قبل نومهم، وكلنا نذكر الشعارات التي رفعتها حركته في حملتها الدعائية بعد تحليلها للمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي احد نواتج "اوسلو الملعون"، ومنها "الاصلاح والتغيير"، والتي سرعان ما ثبت زيفها، فلا اصلاح مارسوا، ولا تغيير أحدثوا.
ولا اعلم ان كان احد قد أخبر الزهار ان السنوات الثماني العجاف، التي خضعت فيها غزة ولا زالت لحكم حماس، انما هي خير شاهد على مأساة ادارتها، فلا غزة اصبحت سنغافورة العرب، ولا كوريا الشمالية بقوتها، ما يحتم على قيادة حماس ان تراجع سياساتها ونتائجها، كما عليها ان تختار بين حكم حتى الموت لمن تحكم، وبين شراكة في الحكم وفق ما يقرر المحكومون، والشراكة بالطبع، سياسية، وليست ادارية او مالية، كون الحديث هنا عن دولة، وليس عن شركة قابضة.
الاسئلة بالطبع كثيرة، وان كان بعضها تجيب عليه حماس يوميا بالممارسة، كفهمها للسلطة، ومفهومها للاصلاح والتغيير، وكيف تمارس الديمقرطية، وماذا تعني لها فلسطين، وولاؤها لمن، وما هي رؤيتها للمقاومة وكيف تتحدد، فلم يعد استغلال حاجة الغلابة مجديا، ولا العزف على وتر الوكالة لحكم الرب على الارض مقنعا، فالشمس لا يغطيها الغربال، لكن يبقى غير واضح لنا، ونحتاج لمن يفهمنا اياه، كيف تم القبول بشخص بهذه العقلية، وبهذا الخطاب ليكون يوما ما رئيسا للدبلوماسية الفلسطينية، وكيف كان يمكن ان يعول عليه ليقنع العالم باننا شعب يستحق دولة.