الشهيد حكمت.. الغذاء الأخير
إيهاب ريماوي
حمل صورة والده الشهيد وجلس على عتبة البيت تقابله صورة أخرى كبيرة، أطفال الحي تجمعوا حوله لا لمواساته إنما ليراقبوا المشهد.. طفل لا يتجاوز الخامسة من عمره، ينظر صورة والده.. لا يدري ما يقول أو يفعل.. والده الشهيد حكمت حمدان من مدينة البيرة.
وليس بعيدا عن ذلك المشهد يقف والد الشهيد يراقب حفيده الصغير قائلا بصوت خافت 'من يعوض هذا الطفل، قتلوا والده بدم بارد، أصبح يتيما.. عزائي الوحيد أن العدل ليس هنا على الأرض إنما هناك في السماء، حيث حكمت'
وفي تفاصيل الرواية، يقول والد الشهيد حكمت إن نجله خرج الساعة التاسعة من مساء أمس بسيارته قاصدا أحد أصدقائه، ويبدو أنه صادف مجموعة من الجنود على مدخل المخيم الذين فتحوا نيران أسلحتهم اتجاهه ما أدى إلى ارتقائه شهيدا.
ويتابع: 'لا نملك الكثير من تفاصيل القصة فالاحتلال اختطف الجثمان، وخبر استشهاده وصلني من أحد الأصدقاء، صباح اليوم، ولا نعلم أكثر من ذلك'.
يضيف الوالد 'كان حكمت شابا أديبا خلوقا يعمل في حرفة الدهان، ولديه طفلين وثالث في بطن أمه'.
ويستذكر والد الشهيد 'أمس الثلاثاء أصر حكمت أن نشاركه ووالدته طعام الغداء مع أهل بيته، فكان هذا الغداء الأخير الذي يجمعنا به، وكأنه علم أنه سيذهب ولن يعود'.