ضوء خافت لشجرة الميلاد
أسيل الأخرس
الاحتفال بأعياد الميلاد تخفض للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما، لا عروض كشفية ولا شجرات أعياد، ميلاد المسيح في مهد المسيح يعيشه الفلسطينيون بفرحة منقوصة، بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
ويرى الأب رئيس معهد الكليركي في بيت جالا جمال خضر، أن قرار اقتصار الاحتفال على الشعائر الدينية، فيه تخفيف للمظاهر الخارجية، وتركيز على جوهر الأعياد، ودليل على إصرار شعبنا على استمرار الحياة، والصمود أمام ما يتعرض له من اعتداءات.
ويضيف، 'لا يمكن الاحتفال بالأعياد في ظل ما تتعرض له فلسطين، ولأن ولادة المسيح ولادة حياة جديدة، ترفض سياسة الموت التي تفرض وتطبق على شعبنا، الذي يحب الحياة'.
وأوضح 'أنه في يوم 24 من الجاري سينطلق موكب بطريرك اللاتين فؤاد طوال من مدينة القدس، تليه مسيرة كشافة من أمام مؤسسة العمل الكاثوليكي إلى ساحة المهد في بيت لحم، وتقام صلاة صغيرة في كنيسة المهد ايذانا ببدء الأعياد'.
وأشار إلى 'أن قداس منتصف الليل من المتوقع أن يشارك به الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة، وسط مشاركة آلاف المواطنين'.
ويقول الأمين العام للشبيبة الطالبة المسيحية مغنم غنّام، 'إن شجرة الميلاد غابت عن غالبية الشوارع الرئيسية، وإن تواجدت فوجودها خجول وحجمها صغير، تزين بعض المحال، ولم يكن شكلها كما اعتاد عليه المواطنون، مؤكدا أهمية الشجرة، التي تعني الحياة والصمود الإنساني'.
وأوضح غنّام أن القرار الذي اتخذته بلدية بيت لحم بتخفيض الاحتفال، واقتصاره على الشعائر الدينية، تبعه قرار لبلدية رام الله بالتوافق مع مسؤولي الطوائف المسيحية في رام الله، على أن تكون الاحتفالات داخل الكنائس والأديرة، الأمر الذي انتقل ايضا بين المجالس القروية والبلدية للقرى المختلفة، كان نتيجة الأوضاع الراهنة.
واعتبر أن قرار إلغاء العروض الكشفية للمرة الأولى منذ أكثر من 60 عاما في المحافظات الاخرى واقتصارها على مدينة بيت لحم والقدس، قد حجم العيد، وتسبب في حالة من الارباك بين صفوف المواطنين، وخفض مستوى الأمل الذي عادة ما يشعر به الفلسطينيون في أجواء العيد، وتسبب بحالة من الاحباط.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن فرح الميلاد يركز على نقل رسالة الميلاد للعالم، الا أنه لأول مرة تخفض الاحتفالات بالأعياد في فلسطين إلى هذا الحد، منذ أكثر من عشرين عاما.
ولفت إلى أن التشديدات الأمنية التي تفرضها إسرائيل على المعابر، والخوف من زيارة القدس بسبب الأحداث المندلعة، تسببت في تحجيم الشعور بفرحة العيد، ولقاء الأصدقاء من كافة محافظات الوطن.
وتقول المواطنة آمال سلامة، 'إن غياب شجرة الميلاد وزينة الميلاد عن الشوارع والمحال التجارية جعلتنا لا نشعر بالعيد، ولا حتى بأجوائه التي كانت في مثل هذا الوقت من كل عام يشعر بها المسلمون قبل المسيحيين'.
واعتبرت أن إلغاء الكشافة وبعض الفعاليات الخاصة بالعيد والتي تبهج المواطنين، أمر لا يؤثر ولا ينتقص من وجع الشعب الفلسطيني المكلوم.
يشار الى أن الطوائف المسيحية التابعة الى 13 كنيسة رسمية في فلسطين، وأكثر من 55 ألف مسيحي في الضفة الغربية وقطاع غزة، يحتفلون بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام في أوقات مختلفة تبدأ من (8 كانون اول) وتنتهي في (22 كانون ثاني).
وكان مستشار الرئيس للعلاقات المسيحية المحلية والدولية الوزير زياد البندك قد أعلن عن اقتصار فعاليات الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هذا العام على الشعائر الدينية فقط.
وقال: 'إن المسيحيين هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، واحتراما لمعاناة شعبنا وما يقدمه مؤخرا من شهداء، وما يتعرض له الأسرى، صدر موقف رسمي بضرورة أن تقتصر فعاليات عيد الميلاد في المدن الفلسطينية على إضاءة شجرة الميلاد والجوانب الدينية والوطنية، بعيدا عن مظاهر الاحتفالات والبهجة'.
وأشار إلى أنه من المقرر مشاركة الرئيس بالقداس الليلي لعيد الميلاد، وأيضا مشاركة رئيس الوزراء بإضاءة شجرة الميلاد.