مهد المسيح.. أمل ورجاء نحو انتعاش القطاع الاقتصادي
عنان شحادة
ينهمك حنا أبو عيطة في ترتيب وتجهيز محله لبيع التحف الشرقية الكائن قرب كنيسة المهد في بيت لحم استعدادا لاستقبال السياح والحجاج والزوار القادمين للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة .
يقول أبو عيطة في حديث خاص لـ'وفا': منذ أسبوع حرصت على جلب تحف خشبية مختلفة من صلبان، ومغارات للميلاد، وايقونات فضة وغيرها وترتيبها على الرفوف، كما قمت بتزيين المحل بزينتة الخاصة للعيد تحضيرا لهذه المناسبة الدينية الوطنية التي نعول عليها كثيرا في عملية إعادة تنشيط الحركة الشرائية التي انعدمت منذ أشهر بسبب الوضع السياسي القائم .'
وندب حظه للوضع الصعب الذي يمر به من حيث القدرة الشرائية التي غابت وأصبحت لا تقارن بالأيام التي سبقت شهر تشرين الأول الماضي، حيث لا يتعدى يومه العادي من مبيعات عشرة دولارات على عكس السابق والذي كان يصل إلى 200 دولار .
وأشار أبو عيطة إلى أن المرافق السياحية الواقعة في ساحة المهد لا تنال الحظ الأوفر من وصول المجموعات السياحية للتسوق التي تذهب في معظمها لمحلات تقوم بشرائها قبل الوصول الى الأراضي الفلسطينية عن طريق مكاتب سياحية.
ما يهدئ من روعه، هو تسلحه بالأمل، وأن ينفرج الحال خلال الايام القادمة والتي ربما تحمل معها رياح التغيير بقدوم أعداد كبيرة من السياح والحجاج والزوار لتنتعش القدرة الشرائية .
والحال لا ينساق فقط على أصحاب محلات بيع التحف الشرقية، وانما يتعدى الامر إلى كافة المرافق السياحية المختلفة من أدلاء سياحيين وفنادق ومطاعم.
وتتوسط ساحة المهد شجرة الميلاد التي اضيئت في احتفالية كبيرة بحضور رئيس الوزراء رامي الحمدالله، ويُشاهد فيها عدد من الادلاء السياحيين جالسين ينتظرون لعل القدر يبعث لهم مجموعة سياحية كي يحصلون على رزقهم اليومي .
وقال الدليل السياحي خالد أحمد عيسى إن 'الوضع صعب جدا، فقدنا الكثير، حيث كان الموسم يبدأ من شهر تشرين اول حتى نهاية السنة، لكن الحال اختلف، حيث الآن أقل من السنين الماضية بنسبة 30% من الموسم'.
وأشار الى انهم لا يظفرون في الاسبوع الواحد سوى بمجموعة سياحية واحدة يتراوح عددها من 20-25 على عكس السابق، إذ كان مجموعتان كل يوم، لافتا إلى أن عملهم ينحصر في بيت لحم فقط ولا يسمح لهم الدخول إلى مدينة القدس مع المجموعات السياحية لعدم حصولهم على تصريح خاص بذلك من اسرائيل .
ويشهد قطاع الفنادق قبل ثلاثة أيام من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد حالة من التخبط والتخوف من تراجع نسبة التشغيل بعد ان تم الغاء عدد من الحجوزات، حسب المصادر الرسمية في جمعية الفنادق العربية في فلسطين .
في هذا الصدد، أكد رئيس جمعية الفنادق العربية في فلسطين جورج أبو غيطة لـ'وفا'، ان نسبة الحجز للفنادق في الأيام العادية كانت تصل الى 80% وأسبوع العيد الى 100%، لكن هذا العام هناك تراجع كبير والنسبة العامة للحجز تتراوح ما بين 30- 40% في كافة الفنادق الموزعة على المدن الثلاث، بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور .
واشار الى أن مجموعات سياحية مع بداية الأحداث في شهر تشرين أول قامت بالغاء الحجوزات، حتى ان فلسطينيي داخل الخط الأخضر لم يقوموا بالحجز كما في السنوات والفترات الماضية.
وأكد أن نسبة الحجز الآن في كافة الفنادق لا يتعدى 20% حتى شهر كانون ثاني من العام القادم وعليه هناك خسائر كبيرة، لافتا إلى ان قيمة الخسائر ستظهر جليا على الاشهر القادمة، حيث الموسم السياحي .
وتعيش مدينة بيت لحم تراجعا كبيرا في الجانب الاقتصادي بسبب تدني نسبة التشغيل في قطاع السياحة .
رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم سمير حزبون قال، 'حسب المعلومات والمعطيات اثر تراجع القطاع السياحي على الوضع الاقتصادي بشكل عام لأن بيت لحم تعتمد بالدرجة الاولى على السياحة التي تستوعب 28% من نسبة التشغيل بطريقة مباشرة وغير مباشرة'.
وأضاف حزبون، أن السوق التجاري مقارنة بالعام الماضي فيه تراجع بنسبة 35%، مؤكدا ان سوق هذا العام 'سوق عقلاني ورشيد'، مع تأكيده انه يمكن ان يتحرك في الأيام القادمة فقط على المأكولات والملابس والأحذية.