ابو يوسف: القنطار كان فلسطينيا حتى النخاع وهو الذي عاش الانتصار على سجانيه بحريته
تقدم الدكتور واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية باحر التبريكات والتعازي من حزب الله وقيادته ومن سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله ومن الشعب اللبناني الشقيق ، وقال نعزي انفسنا كشعب فلسطيني ونعزي كل احرار العالم باستشهاد المناضل سمير القنطار الذي تربى على القيم والمبادىء ، حيث كان فلسطينيا حتى النخاع من خلال التحاقه بصفوف جبهة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية مؤمنا بتحرير كامل التراب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلكة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
واضاف ابو يوسف في مقابلة مع قناة فلسطين ان استهداف الشهيد سمير يأتي في ظل انتفاضة شعبنا العظيمة التي تقدم الشهداء، وان ما نراه من تصفية لشبابنا والاعتداءات على البيوت والارض والمقدسات لا ينفصل عن عملية اغتيال سمير القنطار وهي حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية , تقوم بها حكومة الاحتلال بسبب فشلها في اخماد الانتفاضة الشعبية .
ورأى ان استهداف سمير القنطار وكل التصفيات التي يتعرض لها شبابنا وشاباتنا لن تكسر من عزيمة شعبنا ومقاومته , فكل التحية الى روح الشهيد سمير القنطار الذي تمسك ببوصلة فلسطين رغم التحاقه في صفوف حزب الله والمقاومة فبقي يحمل القيم النضالية الذي تربى عليها وهي القيم التي تحملها المقاومة من اجل تحرير الارض والانسان , وهنا لا بد ان اؤكد ان العملية التي قامت بها الجبهة في 22 نيسان 1979 عملية الشهيد جمال عبد الناصر في نهاريا ، كانت تضم اربعة رفاق اثنان منهم استشهدوا وهما مهنا المؤيد وعبد المجيد اصلان ، واثنان اسروا وهم المناضلان سمير القنطار و احمد الابرص , حيث اصيب سمير بخمس رصاصات في انحاء جسده كافة حيث نقل الاسير سمير القنطار وهو ينزف دما الى شاطئ نهاريا للتحقيق معه في ظروف العملية التي نفذها واهدافها وبعدها نقل الى عدة سجون احتلالية ، حيث تم اطلاق سراح الاسير احمد الابرص في صفقة التبادل عام 1985 ، وبقي سمير ثلاثون عاما من الاسر حيث شكل مدرسة كفاحية من خلال صموده وعطائه وتحديه للاحتلال واجراءاته الى جانب اخوانه في الحركة الاسيرة المناضلة ورغم وجود رصاصة ثابتة ما زالت ترقد بعمر اعتقاله في إحدى رئتيه ، وبعد انتصار تموز اطلق سراحه في عملية تبادل مع حزب الله , وان ما قام به الاحتلال باستهداف المناضل سمير القنطار يؤكد مرة اخرى ان هذا العمل هو مسلسل متواصل من الارهاب المنظم التي تمارسه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وخاصة حكومة التطرف اليمينية من استهداف للاراضي السورية واللبنانية من خلال الموساد ، خاصة عندما يتم قصف جرمانا فلا بد من وقفة ، لاننا عندما نتحدث عن الارهاب يجب تجفيف منابع هذا الارهاب الذي يضرب الشعوب العربية والاسلامية , وهذا لا يمكن السكوت عليه بل يجب العمل على مطالبة الامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية للقيام بمحاسبة هذا العدو الذي ما زال يمعن في استهداف الشابات والشباب والمناضلين والعالم يصمت لذلك , لا بد من الخروج عن هذا الصمت المريب .
واضاف ان لدى الاحتلال اكثر من مسؤول تحدث عن كي الوعي لدى الفلسطينيين ، ولكنه لم ينجح في ايقاع ما يقوم به من محاولات , وما جرى في غزة من حرب لم يرفع فيها شعبنا الفلسطيني الراية البيضاء , شعبنا يتمسك بالحقوق المشروعة والمطلوب جلاء الاحتلال عن كل الاراضي المحتلة , وشعوب امتنا العربية تدرك بان الاحتلال لن يكسر من عزيمتها , وما يقوم به الارهاب التكفيري هدفه حرف البوصلة عن فلسطين , ولكن ستبقى فلسطين القضية المركزية للامة العربية رغم ما يجري من تغييب لها وهذا ما رايناه في خطابات الامم المتحدة , حيث قفز اوباما بخطابه عن القضية الفلسطينية , ولكن الانتفاضة الشعبية اعادت البوصلة وشعبنا الفلسطيني سيمضي قدما على درب النضال والمقاومة ومتمسكا بالحقوق المشروعة والثابتة .
ورأى ان جريمة اغتيال المناضل القائد سمير القنطار يجب ان تفتح افقا جديدا لمقاضاة الاحتلال ومقاطعته رغم انشغال الدول العربية باوضاعها الداخلية بل مطلوب قطع العلاقات مع الاحتلال بما فيها التطبيع , ويجب ان يكون هنالك حركة نضال لعزل هذا الكيان جراء ما اقترفه من جرائم والتي كان اخرها في فلسطين حرق الشهيد محمد ابو خضير ومن ثم حرق عائلة الدوابشة والاغتيالات التي تستهدف شبابنا والتي كان اخرها اغتيال سمير القنطار ومن معه في ريف دمشق , وهذه الاعمال ترتقي الى جرائم حرب وكل ما يجري يتم بتغطية اميركية سافرة لجانب الاحتلال .
ولفت ان المناضل القائد الوطني والقومي سمير القنطار كان عربيا لبنانيا ولكنه فلسطينيا بامتياز التحق في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية لان الجبهة كانت تضم في صفوفها جميع احرار العالم وهي مدرسة تخرج منها العديد من الكوادر , وبالتاكيد فان مسؤوليتنا لا تختلف عن مسؤولية احرار العالم , فسمير كان صغير السن اصر على القيام بعملية نهاريا ، والشهيد القائد ابو العباس كان ينظر اليه بنظرة اعجاب عندما عاد من العملية الاولى ، فهو يحمل مبادئ وقيم ثورية حيث اصر على نزول عملية نهاريا ، حيث اختاره الشهيد ابو العباس قائدا للعملية وكان هدف عملية نهاريا هو اطلاق سراح عدد من الاسرى , ونحن اليوم نتوجه بالتحية الى عائلة الشهيد سمير القنطار والى المقاومة ورفاقه وخاصة رفاقه في القيادة العسكرية للجبهة ، ونؤكد وفائنا للمناضل سمير الذي تريى على مبادئ الثورة والمقاومة ولا بد ان تثمر هذه التضحيات بالنصر الاكيد .
ورأى ابو يوسف اننا باستشهاد المناضل سمير القنطار، نفتقد قامة وطنية مقاومة. وإننا نشارك حزب الله وعائلته، وكلّ شعبنا التبريك والعزاء، ونؤكد أنّ سعي المناضلين الذين يحملون قضية حق، هو بلوغ النصر أو الشهادة، وقد ظفر المناضل سمير القنطار بالشهادة، وهو الذي عاش الانتصار على سجانيه بحريته.
ولفت امين عام جبهة التحرير الفلسطينية ان ارهاب الدولة التي تمارسه حكومات الاحتلال من اغتيالات طالت قيادات فلسطينية في لبنان في السبعينات، ومنهم غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار وبعدها القائد خليل الوزير ابو جهاد في تونس والعديد من المناضلين ومنهم المبحوح ، وكذلك ما ارتبكه الاحتلال من مجازر في قانا وتدمير لبيروت والضاحية والجنوب في حرب 2006, وقبلها المجازر التي ارتكبت في لبنان في صبرا وشاتيلا وقانا والمنصوري وملجأ الحولة في مخيم البرج الشمالي ، وقبلها المجازر التي ارتكبت في فلسطين والدول العربية ، وهذا الامر جعل الاحتلال يستمر في غيه لأن هناك ضوء الاخضر الاميريكي , وهنا لا بد من الاشارة ان كل اعمال الاغتيالات والمجازر لن تكسر من عزيمة شعبنا وامتنا وان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة العربية ويجب بذل الدماء من اجل استعادة الحقوق الفلسطينية واللبنانية والعربية وخاصة حقوق شعبنا المشروعة في تقرير المصير والعودة واقامة االدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لأن لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون احقاق حقوق شعبنا .