بيت لحم تكتسي حلتها لأعياد الميلاد وتستعد لاستقبال زوارها
عنان شحادة
تستعد مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح لاستقبال زوارها للمشاركة باحتفالات أعياد الميلاد المجيدة، ويفصلها عن ذلك ساعات قليلة .
عام آخر يأتي ومدينة بيت لحم ما زالت تبحث وتنشد السلام الذي غيبه المحتل.. إجراءات احتلالية صارمة بحق المدينة من جدار الفصل العنصري، وسلب الأراضي لصالح توسيع المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين، إضافة الى الاقتحامات المتكررة ونزف الدماء من خلال سقوط الشهداء والجرحى، واعتقال المئات.
رغم كل ذلك، فإن الداخل إلى مهد المسيح يشعر بالأجواء الحيوية الحقيقية للعيد، حيث التحضيرات والاستعدادات لهذا الحدث الديني الوطني، ونصبت شجرة الميلاد وسط ساحة المهد متوسطة جامع عمر بن الخطاب والكنيسة، وأضيئت حسب ما هو متبع، عدا عن إضاءة شجرتي المقاومة والأسرى .
المحلات التجارية المختلفة وبعض واجهات المنازل الواقعة في محيط ساحة المهد، حيث ذروة الاحتفالات، زينت بزينة العيد وأضفت أجواء من البهجة والفرح والسرور الى قلوب القادمين، وخاصة الأطفال منهم .
الانتهاء من الاستعدادات :
رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون قالت لـ'وفا'، إن كافة الاستعدادات تم الانتهاء منها، ونحن على أهبة الاستعداد لاستقبال المحتفلين من داخل فلسطين وأي مكان من العالم.
وأشارت بابون إلى أنه رغم ما تمر به بيت لحم من حصار وإغلاق، إلا أن الاصرار والعزيمة يبرزان نحو التأكيد على أهمية الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، وتفويت الفرصة على المحتل من النيل من قدسية هذه المناسبة الدينية الوطنية.
وأضافت أن الاحتفالات بأعياد الميلاد تجديد لرسالة السلام والأمل والمحبة، 'فالعيد نعمة من الله وعليه لا يمكن للمحتل أن يحتل هذه النعمة، وعليه نحن نقوم بالاحتفالات والصلاة وفي داخلنا الهمّ الذي نعيشه' .
وقالت بابون 'بحثنا وما زلنا نبحث عن آفاق السلام في منطقتنا، فثقوا تماما كما نحن واثقون بأن مفتاح السلام في العالم أجمع هو هذه الأرض المقدسة'.
ووفي حديثه لـ'وفا'، أعرب الوكيل العام لحراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، عن سعادته العارمة لما تمر به بيت لحم من أجواء حقيقية للبهجة والفرحة، رغم أن هناك غصة في القلب من قتل وتدمير، لكن الإنسان الفلسطيني يبقى يتسلح بالإرادة القوية ويؤكد صموده على الأرض.
وقال فلتس 'الاستعدادات تم الانتهاء منها، فكانت على مدار الأيام الماضية اجتماعات من أجل ذلك، من الناحية الأمنية والبروتوكول والاستقبال والقداس والجوقات، مشيرا الى أن عدد الفرق الكشفية سيتراوح ما بين 22 إلى 30 فرقة.
الجانب الطبي :
وأشار مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر ببيت لحم محمد عوض لـ'وفا'، إلى أن الاستعدادات والتحضيرات مثل كا عام، سنبدأ الترتيبات من مساء اليوم الأربعاء، في ساحة المهد من خلال وضع أربع سيارات إسعاف وعيادة ميدانية .
وأوضح عوض أن الطاقم المشارك يتكون من 25 مسعفا و30 متطوعا، وجرى توزيعهم عند منطقة البرادايس، وشارع المهدـ ودوار العمل الكاثوليكي، وشارع النجمة وموقف الأرمن، وخلف مركز السلام، وساحة المهد داخلها ومحيطها، بعدد 16 مسعفا و15 متطوعا مزودين بكافة المعدات .
وقال إنه تم في الخطة مراعاة الوضع العام من خلال إبقاء ثلاث سيارات إسعاف في مقر المركز ببيت لحم، وثلاثة طواقم بعدد 9 مسعفين، لافتا إلى أن هناك غرفة طوارئ في مركز الإسعاف ستباشر عملها بدءا من اليوم، مهمتها تغطية ساحة المهد وتوفير كل المتطلبات من الناحية المهنية والإسعافية واللوجستية والأفراد والمركبات، بالتنسيق مع المركز العام في رام الله، وهي مجهزة بالحواسيب وأجهزة لاسلكية .
وأضاف عوض 'ستكون لدينا خطط بديلة تتمثل في طلب الدعم من مراكز الإسعاف التابعة للهلال الأحمر القريبة من مدينة بيت لحم .
أما الدفاع المدني، فقد انتهى من إعداد خطته وحالة الاستنفار وقال مدير الدفاع المدني في بيت لحم المقدم خليفة التلاحمة 'هناك حالة استنفار من صباح يوم غد الخميس، وحتى انتهاء الاحتفالات ، مشيرا إلى إحضار مركبات للإطفاء من محافظات أخرى، بالإضافة إلى الموجودة في مركز بيت لحم وعددها 5.
وأضاف أنه جرى توزيع المركبات والطاقم على عدة مواقع، وهي مركبة إطفاء وسيارة إنقاذ في محطة الباصات المركزية، ومركبة هيدوروليك ومركبة إطفاء في مفترق دوار نيسان، ومركبة إطفاء في محطة كندو، هذا بالإضافة الى جاهزية مركز بيت لحم بإطفائية وصهاريج، الى جانب مركز العبيدية.
وقال: سيصار الى وضع طاقم إطفاء في ساحة المهد مزود باسطوانات إطفاء يدوية للتعامل مع الحالات الطارئة، مشيرا الى أن عدد الطاقم المشارك بكافة المواقع هو 55.
الخطة الأمنية :
وأشار مدير عام شرطة محافظة بيت لحم العقيد الحقوقي علاء الشلبي، إلى إعلان حالة الاستنفار الكامل في صفوف الشرطة بكافة إداراتها ومراكزها وأقسامها، لتتولى مهمة توفير الأجواء الملائمة واحترام قدسية هذا العيد الوطني الديني، ولتعمل من أجل تعزيز فرحة إخواننا المحتفلين، وتسهيل وصول حجاج بيت لحم من جهة، وتنظم حركة المواطنين المعتادة في مدن وبلدات المحافظة من جهة أخرى.
وأعلنت الشرطة في بيان لها، أنه سيتم إغلاق جميع المداخل والطرق الفرعية المؤدية إلى ساحة المهد أمام حركة المركبات الخاصة والعمومية، باستثناء مركبات الأمن والمركبات التي تحمل التصاريح الخاصة ومركبات الإسعاف والطوارئ، وستمنع الشرطة وقوف المركبات بكافة أنواعها على كلا الاتجاهين من محيط مسجد بلال بن رباح وحتى مفترق محطة الباصات المركزية في منطقة باب الدير، كذلك من مفترق فندق 'الانتركونتيننتال' وحتى مفترق الراضي في شارع القدس- الخليل، في كلا الاتجاهين.
وأوضحت أنه يمكن للزوار القادمين من كافة الاتجاهات والمتوجهين إلى ساحة وكنيسة المهد للمشاركة باستقبال البطريرك أو للمشاركة بقداس منتصف الليل، تكملة رحلتهم عبر المواصلات المحلية إلى أقرب مفترق من ساحة المهد، وتفضل الشرطة وصولهم إلى ساحة المهد سيراً على الأقدام، لعدم التسبب في إعاقة حركة السير أمام المواكب الرسمية، ولعدم تعريض المواطنين وأطفالهم المشاة للأذى .