رصاص الاحتلال يجبر الطفلة احلام على لعب دور الام مبكرا
إيهاب الريماوي
'ارجعي ماما... ارجعي ماما.. بدري يا حنونة'.. بضع كلمات بالكاد خرجت من ملك حماد (8 أعوام) طفلة الشهيدة مهدية حماد، التي قتلها الاحتلال في بلدة سلواد امس الجمعة.
استدركت ملك واخفت دموعها لتتقمص دورا اكبر من سنها ثم صاحت: ' بالروح بالدم نفديك يا شهيدة... بالروح بالدم نفديك يا شهيدة...'
وتتابع ملك:' لن أبكي لأن أمي شهيدة وأنا أفتخر بأنني ابنة شهيدة منذ اليوم، لكن ما يؤلمني هو فراقها وأنني لن أراها مجددًا، فقد كانت والدتي جميلة بصبرها، علمتنا الكثير وأذكر ذات مرة كيف كانت تذرف دموعها عندما مرضت، وبقيت طوال الليل بجانبي ولم تغمض عينيها حتى صباح اليوم التالي'.
أحلام (15 عاما) الابنة الكبرى للشهيدة، تقول: 'سأقوم بدور أمي الآن وسأرعى أخي الرضيع يحيى (9 أشهر)...أمي علمتني الكثير، فهي مثال للأم الحنونة الصبورة...الله يرحمها'.
زكريا (19 عامًا) الابن البكر للشهيدة، جلس أمام عتبة المنزل سارحا الا ان جاءت جدته مسرعة تطلب منه الصبر وتقبل جبينه، فتنزل دموعه على وجهه، وهي تقول له: 'اصبر يا ستي وارفع رأسك أمك شهيدة'.
وروى زوج الشهيدة أديب حماد (43 عاما) تفاصيل قتل زوجته مهدية، مشيرا إلى أن ما يدعيه الاحتلال الإسرائيلي باطل، حيث كانت الشهيدة في زيارة لشقيقتها وأثناء عودتها إلى المنزل تفاجأت بجنود الاحتلال يعترضون طريقها، وما لبث أن اقتربت منهم حتى أطلقوا عليها وابلا من الرصاص، وأصيبت بـ10 رصاصات اخترقت وجهها وصدرها وحوضها، ثم ارتقت شهيدة.
امرأة من المعزين باستشهاد مهدية حماد همست لإحدى النساء بقربها قائلة: 'شعبنا يعيش ظلما يوميا، من سينصفنا؟ من سيحررنا من هذا الظلم؟ بكفي دم بكفي قهر'، قبل ان يغيب صوتها بين هتافات المشيعين.
وباستشهاد مهدية حماد يرتفع عدد السيدات اللواتي ارتقين منذ مطلع شهر تشرين الأول إلى 7 شهيدات، فيما بلغ مجموع الشهداء 138 شهيدًا بينهم 26 طفلًا وطفلة.