الفاتيكان... موقف ورؤية
مع دولة فلسطين، باتت حاضرة الفاتيكان تتبادل التمثيل الدبلوماسي، مع مئة وتسع وسبعين دولة، اضافة الى اكثر من اربعين منظمة دولية، ويؤكد الكرسي الرسولي ان انضمامه الى هذه المنظمات، انما يستهدف تعزيز الفكر السلمي الذي يدافع عنه، ونحن اذ نوضح هذه المكانة الدبلوماسية والسياسية والمعنوية لحاضرة الفاتيكان فإنما لنقول ان اعترافها بدولة فلسطين، دولة مستقلة على حدود عام سبعة وستين، له هذه الاهمية الاستثنائية من الناحية المعنوية والاخلاقية، قبل السياسية والدبلوماسية، وبما يكرس على الصعيد الدولي مرة اخرى، خاصة عند المليار مؤمن مسيحي من اتباع الكنيسة البابوية، مصداقية خطاب فلسطين السلمي والحضاري بتسامحه الحميم، ولاسيما ايضا ان هذا الاعتراف بات في اطاره الواقعي والعملي، بعد الاعلان عن بدء تطبيق الاتفاق التاريخي الموقع بين فلسطين والكرسي الرسولي في السادس والعشرين من حزيران الماضي، وهو الاتفاق المعني بإدارة علاقات التعاون في شتى المجالات بين الجانبين.
وبمعنى آخر، وكلمات اخرى، فإن فلسطين جنبا الى جنب مع حاضرة الفاتيكان اليوم، ستواصل سعيها الملحمي ان صح التعبير، لتعزيز الفكر السلمي في العالم اجمع، وعلى نحو خاص بطبيعة الحال في الشرق الاوسط، لعل عقلية الاحتلال الاسرائيلي تثوب الى رشدها لتمنح السلام فرصته المثمرة. لا يتوهم احد اننا رومانسيون الى هذا الحد الذي يمكن ان نتوقع فيه، ان ثوبان عقلية الاحتلال، يمكن ان يكون اخلاقيا ومجانيا على هذا النحو او ذاك ..!!
اذ لا بد من عمليات ضغط واجبار، ونؤمن ان قوة الفكر السلمي بإنسانية طروحاته ومصداقيتها واتساع علاقاتها بوسعها ان تؤلف تلك العمليات، كما ان تعزيز هذا الفكر ضرورة فلسطينية، وهو عمل من اعمال المقاومة الرشيدة، وبند من بنود برنامج عملها، وبمعنى اننا لا نتكئ على هذا البند فحسب، وانما نحن لا نترك بابا من اجل تحقيق السلام، بإزالة الاحتلال، الا ونطرقه، وسنواصل طرقه بقبضات المقاومة الرشيدة على كل صعيد.
للفاتيكان الشكر والتقدير، وللعالم ان يحذو حذو حاضرة الكرسي الرسولي، فما من شك في سماحة هذا الكرسي، ومقاصده النبيلة بشأن تعزيز الفكر السلمي، وتحقيق السلام العادل في ارض السلام فلسطين، التي تحمل مهد المسيح عيسى عليه السلام ومن اجل ان تسود كلمته "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة ".
كلمة الحياة الجديد - رئيس التحرير