حفل إستقبال في الذكرى الواحدة والخمسين لإنطلاقة حركة فتح
إستقبلت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" عصر يوم الاربعاء الماضي، المهنئين الذين أمّوا سفارة دولة فلسطين في لبنان للتهنئة بالذكرى الواحدة والخمسين لإنطلاقة الثورة الفلسطينية التي أطلقت رصاصاتها الأولى حركة فتح في الأول من يناير 1965 حيث غصَّت قاعة الشهيد ياسرعرفات بالوفود والشخصيات الدينية والسياسية والوطنية ووزراء وقادة الأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية وقادة الأمن الوطني الفلسطيني، وممثلون عن منظمات دولية، وممثلو عن اللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني واللبناني، وقادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح أعضاء قيادة الساحة والإقليم، قادة فصائل تحالف القوى الفلسطينية والأحزاب والقوى الإسلامية الفلسطينية، وأعضاء الوفد القادم من أرض الوطن، مسؤول مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، ممثلون عن الجمعيات والروابط والهيئات والاتحادات اللبنانية، الاتحادات العمالية الفلسطينية، رابطة الخريجين من جامعات ومعاهد روسيا الإتحادية، المتقاعدون العسكريون في لبنان، إضافة الى حشود شعبية من المخيمات الفلسطينية والمناطق اللبنانية. كما شارك في التهنئة مدير التعليم في لبنان أحمد موح ومدير منطقة لبنان الوسطى(الانروا) محمد خالد.
أبرزالحضور اللبناني الوزير السابق عبد الرحيم دياب على رأس وفد من حزب الإتحاد، الوزير الأسبق بشارة مرهج، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية فضيلة الشيخ الدكتور خلدون عريمط، ممثل تيار المستقبل مختار حيدرعلى رأس وفد، ممثل القوات اللبنانية ايدي ابي اللمع، أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين( المرابطون) العميد مصطفى حمدان، أمين عام المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا.
وتقدّم سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبّور المستقبلين والى جانبه أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات وأمين سر إقليم فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة، عضوا المجلس الثوري لحركة فتح أمنة جبريل وجمال قشمر، وقائد الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وقادة فتح في المناطق.
وألقى أبو العردات كلمة فتح جاء فيها:
عندما اطلقت فتح رصاصتها الاولى عام 65 لم يدرِ احد مَن هؤلاء المناضلين، الكل كان يتساءل الذين قرعوا الجرس و كسروا القيود وحطموا الاغلال وطرقوا ما كان مستحيلاً ليصبح اليوم واقعاً ملموساً. تلك الكوكبة من المناضلين الذين اطلقوا الرصاصة الاولى انما اطلقوا في الواقع شغف شعب فلسطين الى وطنه وحريته وكرامته انما اطلقوا اشواق شعب فلسطين لمستقبل يليق به على ارضه التي صاغ فيها هويته الوطنية الفلسطينية عبر الزمن وما زال. الى تلك الكوكبة التي اطلقت مشروع حركة فتح ووفاءاً للشهداء منهم والاحياء وفي مقدمتهم رمزنا الرئيس الخالد الشهيد ياسرعرفات ورفاقه الابطال من كل الفصائل الفلسطينية علينا الاعتراف لعمالقة فلسطين مؤسسي حركة فتح ليس بريادتهم فقط ورؤيتهم الثاقبة، بل لانهم من اطلق مشروع المواجهة الجدي الفلسطيني بما هو الرد، الرد التاريخي على المشروع الصهيوني الاحتلالي، فكانت فتح وكانت العاصفه، وصارت منظمة التحرير الفلسطينية، وصارت دولتنا قبل قيام الدولة وصار لنا ديمقراطية فريدة اسمها ديمقراطية غابة البنادق. وتبلورت الكيانية الفلسطينية الوطنية الملتزمة بأمتها كوننا نحن نقول في مبادئنا وثوابتنا نحن جزء من الامة العربية ونضالنا جزء من نضالها المتفاعل بهويتها العربية في محيطها الاسلامي والعالمي. تلك هي الخصوصية الفلسطينية، انها الحالة الفلسطينية الاصيلة الساعية لاستعادة فلسطين وفي القلب منها القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين الابدية شاء من شاء وابى من ابى والقدس هي العاصمة الروحيه لكل العرب المسيحين والمسلمين.
وتابع أبو العردات: انها حركة فتح الذاكرة المتجددة التي تختلط مع كل حكاية من حكاياتها وجدان مفعم بالاحاسيس والمشاعر وتحضرنا اليوم في ذكرى الانطلاقة الحادية والخمسين الرائدة، انطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة الالم ودماء وشهداء واسرى في السجون والمعتقلات وحصار متنقل من مخيم الى قطاع الى ضفة الى مناطق ال 48 بل عاطفة لا تمحوها الايام ولا تضعف من توهجها الظروف ولا تقلل من اشعاعها الصعوبات والالتباسات حركة الشعب الفلسطيني المتجذر في وطنه وارضه عبر العصور والازمنة والتمسك بالحقيقة والحق، حقيقة صنعها الشهداء، ورمزنا الشهيد ياسر عرفات واخوانه منهم الشهداء والاحياء والذين طرزو بالنضال والمقاومة وبالحب والعمل الدؤوب راية فلسطين الحاملة لتطلعات شعبنا وامانيه وتمسكه بحقه بالعودة لوطنه ودياره.
واستطرد قائلاً: لعل فلسفة فتح مثل قضيتها، بسيطة ومركبة، واضحة ومستعصية. اطلقت فتح العاصفه وكان الكفاح المسلح وصارت اسماً لفلسطين. ولقد ادركت فتح منذ انطلاقتها ان الثورة بحاجة لكل طاقات الشعب الفلسطيني. صارت فتح هي خيمة للجميع، اليساري واليمين القومي والاسلامي. فتح هي تلك الحضن الدافئ لالاف المناضلين من ابناء الامة واحرار العالم هي الصدر الرحب والعقل الواسع، من خيمة فتح الكبيرة بنيت خيمة منظمة التحرير مع الفصائل الفلسطينية جميعاً دون استثناء وصارت فتح ومنظمة التحرير هي الشعب حيث اصبح بأمكان اي فلسطيني اينما كان واي حر ان يتحدث باسم فلسطين وباسم فتح وباسم منظمة التحرير الفلسطينية وهنا يكمن السر الكبير سر القوة، سر الحيوية والاستمرارية، رغم كل التحديات والصعوبات هي فتح لا شرقية ولا غربية، فلسطينية المنطلق، عربية القلب، اسلامية الوجه، وعالمية الامتداد.
مضيفاً: هذا هو السلاح السري الفلسطيني، بل هو السلاح العلني وكلمة السر الوحدة الوطنية الفلسطينية التي نفتقدها اليوم في هذه الايام. هذا العنوان الذي لا نملك ازاءه شرف التفكيراو الخيار، لا نملك الا ان نتسامى على الجراح ونمضي قدماً لانجاز شعارنا الجميل الذي اطلقناه "الشعب يريد انهاء الانقسام" والكلمة العليا للشعب نفسه .علينا مسؤولية تاريخية بالعمل على انجاز المصالحة باسرع وقت والتوجه مجدداً للشعب صاحب الحق بالقرار والمرجع الاول للشرعية من اجل اعادة انتاج الشرعية الفلسطينية من جديد عبر الانتخابات وصندوق الاقتراع وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج.
وتابع ابو العردات" في لبنان الاوفياء لفلسطين وما بدلتم تبديلا ان مهمة نضالنا الوطني والسياسي بكل اشكاله تحتل الاولوية في سياق الدفاع عن قضيتنا الوطنية وصون حقوقنا المشروعة واهم حقنا في تقرير المصير على ترابنا الوطني في فلسطين وجوهر هذا الحق بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة لاهلنا الى ديارنا وممتلكاتهم وفق قرارات الشرعية الدولية .
مجموعه قضايا من المفيد ان نتطرق اليها اليوم في ظل هذا الواقع الذي يتجه الى مزيد من التعقيد وانتشار للنيران كما نرى ونشهد للاسف اننا لسنا في المرحلة الصعبة، بل في المرحلة الاصعب لذلك يجب ان نتصارح، ان نتحمل مسؤولية جميعاً وان نرفع من وتيره التنسيق والتكامل والتفاهم لان هناك اليوم هبّة شعبية في فلسطين، وانا اقول ان هذه الحركة تقول ان هناك انتفاضة اليوم يجب ان تستمر وتتواصل .يجب أن نتصارح، ان نتحمل مسؤولية جميعنا، وان نرفع من وتيرة التنسيق والتكامل، لأن هذه المنطقة فيها احداث كثيره ومقبلة على احداث اكبر واصعب نتيجة لاستمرار التصعيد ودخول عوامل جديدة على هذا الصراع وفي النهاية لن يكون هناك منتصر لا غالب ولا مغلوب في هذا الصراع القائم.
جهود اخواننا كالاخ كمال شاتيلا و الوزير عبد الرحيم مراد وغيرهم نحن نعتبرها في حركة فتح، كل الجهود المخلصة، هي استكمال للجهود التي تريد ان تصوِّب الامور في الاتجاه الصحيح لأن لنا عدو واحد هو اسرائيل ومن يدعم اسرائيل ومن يشجع اسرائيل على ممارسة القتل والاجرام والاعدام الميداني سواء في القدس وغزه والضفة والذين يحاصرون بقرارتهم الجائرة اهلنا في اراضي 48 وهناك نداء من اهلنا للتضامن معهم في الثلاثين من هذا الشهر، نأمل ان نجد صدى هنا في لبنان وان نتضامن مع اهلنا ضد السياسات العدوانية الجائرة لاننا شعب واحد في لبنان والشتات والضفة وغزة.
الموضوع الثاني: لان العملة النضالية هي عملية نضالية تراكمية لمن اتى قبلنا ومن سيأتي بعدنا، لذلك نعتبر اليوم ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى ارقى اشكال الدعم وارقى اشكال المساندة والمناصرة لان الصمود في الارض اليوم هو الشكل اساسي لعملية المقاومة.
اما بالنسبه للبنان وما يجري وعلاقتنا مع اخوتنا على مدى الاربع سنوات الماضية واجهنا معاً هذه التحديات والانفجارات الآثمة والعمليات الارهابية، واستطعنا ان نبعد شبح الفتنة عنا. يجب ان لا نكتفي بما حققناه وان نستمر في تعزيز اولا العلاقات الفلسطينية اللبنانية بما يؤمن الامن والاستقرار في هذا البلد الحبيب الذي ناضل معنا وقدم خيرة ابنائه على درب فلسطين ومن اجل فلسطين. وهذه مسؤوليتنا جميعاً
الموضوع الثالث: كيف نحمي الوجود الفلسطيني في لبنان في اطار المبادرة الفلسطينية التي طرحت ووافقت عليه كل الفصائل الفلسطينية والقوى الاسلامية ورعتها الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها يجب ان نعمل على تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية لمواجهة التحديات القادمة، وهنا اقول وبشكل خاص لاخوتنا رغم ما نشهده في لبنان ورغم تعقيدات الوضع الا اننا يمكن ان نجد مساحة من اجل ان نتناقش ونتحاور من اجل تحسين اوضاع المخيمات ، لان تحسين الاوضاع وكل انجاز يقدم في هذا الموضوع يعتبر لبنة في مواجهة التطرف والتعصب ومشاريع الفتنة.
ولفت ابو العردات ان هناك جرحان فلسطينيان نازفان: الفلسطينيون النازحون من مخيمات سوريا الذين يركبون قوارب الموت للبحث عن حياة أفضل. والجرح الثاني هو استكمال إعمار مخيم نهر البارد. وطالب ابو العردات الانروا تحسين اوضاع النازحين وانه ولا يجوز وقف المساعدة التي كانت تدفع لهم بالرغم انها مساعدة زهيدة لا تكفي لسد احتياجاتهم.