"بيرزيت عصية كما الوطن"
زويا المزين – كانت الساعة الثالثة فجرا يوم الاثنين، عندما اقتحم جيش الاحتلال جامعة بيرزيت بـ15 سيارة عسكرية. خلع الجنود باب مجلس الطلبة وصادروا الحواسيب والرايات والمنشورات واقتحموا مكاتب الكتل الطلابية وعبثوا بمحتوياتها، واستمر التفتيش والمصادرة أكثر من ساعتين ونصف الساعة.
وهذا الاقتحام لجامعة بيرزيت هو الاول منذ حزيران 2014، وتزامن مع حملة اعتقالات في صفوف طلبة الجامعة في الاسابيع والأيام الأخيرة. وتقول مسؤولة الاعلام في العلاقات العامة بجامعة بيرزيت نردين الميمي إن عدد طلاب بيرزيت المعتقلين من قبل الاحتلال بلغ 94 أسيرا بينهم طالبتان واستاذان، 45 من الطلاب تم اعتقالهم منذ بداية الهبة الجماهيرية في تشرين الاول.
وتضيف الميمي "تم اعتقال 5 من أعضاء مجلس الطلبة ورئيس المجلس ما تطلب تعيين بدلاء عنهم لتسيير مهام المجلس".
وتقدم بيزيت تسهيلات لطلابها المعتقلين بعد الافراج عنهم، وتشير الميمي إلى انه "عندما يتم اعتقال طالب في فترة الامتحانات لا يتم الغاء الفصل الدراسي بالنسبة للطالب، وبمجرد أن يتم الافراج عنه فإنه يستكمل امتحاناته، وكذلك له الحق في الغاء المساق ان اراد، وفي حال دفع الطالب رسوم التسجيل وتم اعتقاله بعدها فإن الرسوم تحفظ له حتى الافراج عنه، والمساقات التي سجلها قبل اعتقاله واراد حذفها بعد الافراج عنه تبقى ضمن رصيده المالي، ويستطيع تسجيل المساق مرة ثانية دون دفع الرسوم"، وتتبع الجامعة السياسة نفسها مع الطلبة المصابين.
"ظنوا باعتقالاتهم أنهم سيكسرون شوكة جامعة بيرزيت، جئنا في مجلس الطلبة بفكر العلم والابداع والمقاومة، والفكرة لا تموت"، ويضيف يوسف الكرمي البديل عن رئيس مجلس الطلبة المعتقل "قبل حوالي شهر قام الاحتلال باعتقال رئيس المجلس سيف الإسلام دغلس وسكرتير التخصصات والبديل عنه ومسؤولة اللجنة الثقافية، ومسؤول اللجنة الرياضية".
ويؤكد الكرمي "أن أية محاولات اعتقال واقتحام وتخريب لن تثني المجلس عن المضي بخطته، حيث تم تعيين بديل عن الاعضاء المعتقلين من اجل تسيير النشاطات، وابوابنا ستبقى مفتوحة لخدمة الطلاب في اي ظرف كان".
ويستمر مجلس الطلبة بالقيام بأنشطته على الرغم من اعتقال اعضائه، ويقول الكرمي "حاليا سنقوم بعدة انشطة منها اسبوع عهد الاحرار برعاية اللجنة الثقافية والذي سيتضمن معرض كتاب واستضافة عدة دور نشر وسلسلة قراءة تحت اسم الشهيد بهاء عليان احياءً لفكرته وعرض فيلم حول الواقع الفلسطيني."
ويشير الى أن أعضاء المجلس المعتقلين هم: سكرتير اللجنة الرياضية توفيق ابو عرقوب وجاء بديلا عنه محمد فقهاء، وسكرتيرة اللجنة الثقافية اسماء قدح وبديلة عنها استبرق التميمي، ومسؤول لجنة التخصصات ايهاب مروان وجاء أسيد البنا بديلا عنه وتم اعتقال الاخير وسيتم اعلان البديل عنه قريبا، ورئيس المجلس سيف الاسلام دغلس وجاء يوسف الكرمي بديلا عنه.
تعين "بيرزيت" محامين للطلبة المعتقلين لمتابعة قضاياهم وتتحمل الجامعة التكاليف ويخير أهالي الطلاب المعتقلين بالبقاء مع محامي الجامعة او تحويل أبنائهم الى المؤسسات التي تعنى بشؤون الاسرى، كما أن الاساتذة المعتقلين يقوم زملاؤهم بحمل أعبائهم حتى يتم الافراج عنهم.
ويقول نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال "المتحدث باسم الجامعة" د. غسان الخطيب "وجود اكثر من 90 طالبا معتقلا في سجون الاحتلال يحرمهم من حقهم في التعليم، الاحتلال يعتقل تقريبا كل اسبوع طالبا من بيرزيت، ما أدى الى وجود حالة قلق وارتباك لدى الطلاب، وذلك يؤثر على التحصيل العلمي واستقرار العملية التعليمية.
وقامت ادارة الجامعة بإجراء جولة على المواقع التي تم اقتحامها في الحرم والاطلاع على على الاضرار والممتلكات التي تمت سرقتها قوات الاحتلال، كما أصدرت الجامعة بيانا باللغة العربية وبيانا آخر بالانجليزية تعقيبا على هذا الانتهاك.
ويقول الخطيب "نجري اتصالات مع البعثات الدولية والمؤسسات الحقوقية والمؤسسات الاكاديمية الدولية والتي تعنى بالحرية الاكاديمية، لاطلاعهم عما يجري في بيرزيت، وهناك اساتذة ذوو علاقات دولية واسعة ينشطون لاجتذاب اكبر قدر من الادانة والتعاطف بين الأوساط الاكاديمية الدولية".
ويضيف"واقع الاعتقالات ليس جديدا، هناك حملة ضد التعليم العالي بشكل عام وتتركز في بيرزيت لأن بيرزيت ينظر لها بأهمية خاصة نتيجة دورها البارز في التعليم والحياة السياسية".
وعلى الرغم من حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال على طلبة بيرزيت الا ان ادارة الجامعة لا تزال تدعم الطلاب في الانشطة التي يقومون بها، ويقول الخطيب "يقوم الطلاب بأنشطة قانونية وتتيح الجامعة مساحة كبيرة لحرية العمل الطلابي بما فيه السياسي ونحن نفتخر بذلك".
وأكد الخطيب أن "الاجراءات القمعية لن تثني جامعة بيرزيت عن الاستمرار بدورها الطليعي، كما أن المشاركة الطلابية لا تزال مستمرة ولم ولن تتأثر".
وأصدرت نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت بيان شجب واستنكار لاقتحام الاحتلال حرم جامعة بيرزيت جاء فيه "ستبقى بيرزيت عصية عليكم، لن تكسروا شوكتنا فنحن شعب تمرس النضال ولن نسلم الراية، نعم بيرزيت عصية كما هو الوطن لن تنالوا من عزيمتنا وستبقى بيرزيت منارة للمقاومة والعلم".