عساف... قرار الرئيس - موفق مطر
ما ان اصدر رئيس الدولة القرار بتعيين الاخ احمد عساف مشرفا عاما على هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية، ورئيسا لمجلس ادارة وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، حتى أخذ اعداء النجاح، مواضع الهجوم على المُكَلِّف والمُكَلَّف. كانت متوقعة زخة راجمات الواقفين في الجبهة المضادة للمشروع الوطني، فهؤلاء لا يعنيهم الا تزويغ ابصار الجمهور وتعميتها، فتراهم ينفخون دخانهم الأسود في كل مكان حتى اذا فرغوا ونظروا في المرايا رأوا الحقيقة في وجوههم، انهم ضد شخص الرئيس، قراراته , منهجه، وسياسته وضد كل من يحظى بثقة الرئيس واحترامه ومحبته، ليس لأنهم منتسبون لطائفة المتجنحين وحسب، بل لأن هجومهم مسير بريموت كونترول صنع خصيصا في حظيرة رئيس وزراء دولة الاحتلال ووزير حربها الاسبق ارئيل شارون صاحب مشروع (دويلة غزة).. انهم طائفة الاحباط والتيئيس لا مهمة لهم الا تفريغ نفوس الفلسطينيين من الأمل، والتفاؤل، والايمان بالعمل، والفكرة النبيلة، والحكمة، وحشوها بدعاية، لا تقل خطورة عن دعاية واعلام داعش والجماعات الاسلاموية، فهؤلاء يقطعون رأس الانسان بسيوف حدها الأول الكراهية والآخر نكران انسانيته، ثم يدعونه الى طاولة النقاش والحوار !!. لم تفاجئنا صلية الصواريخ العبثية ضد القرار، ولم نتوقع من أصحابها الصمت، لأنهم قبل ايام قليلة نظموا حملة دعاية (شخصية) ضد المتحدث باسم الحركة احمد عساف، بسبب بيان صحفي اصدره بخصوص موقف حركة فتح من (خادمهم المستخدم) محورها ان عساف لا يمثل موقف الحركة، ثم جاء بيان اللجنة المركزية للحركة ليؤكد انه يتحدث باسم الحركة ويمثل مواقفها، وقد نشروا عبر وسائلهم اشاعات، يكاد اشعاعها لا يزيد مداه عن طول لسان الذي اخترعها، لكن قرار الرئيس فاجأ هؤلاء الذين لا يعرفون ولا يعلمون، ولا يريدون فهم منهج الرئيس النظري والعملي وسياسته عند كل قرار يخص الوطن، لأنهم بكل بساطة لا يقدرون، فبصيرتهم القاصرة لا ترى الوطن، وانما ذواتهم المتضخمة والمضخمة. استطاع احمد عساف وبالتعاون مع قيادة وكوادر مفوضية الاعلام والثقافة لحركة فتح وبارادة المناضل الوطني الفتحاوي المبادر والمتدبر تثبيت صوت وصورة حركة فتح في الوطن، عبر اذاعة موطني وفضائية عودة، ووضع المؤسستين على سكة التقدم والتطور في اطار المفوضية المسؤولة عن الرسالة والخطاب الاعلامي لحركة فتح، وتحمل عبء الاشراف ومتابعة امور الوسيلتين من كل النواحي الى جانب مهمته كمتحدث باسم الحركة، وعضو هيئة المفوضية. للعلم وكشهادة للتاريخ، وعلى مسؤوليتي كعضو في المجلس الثوري لحركة فتح، ومدير تنفيذي للمفوضية، فان الأخ احمد عساف قد نجح في حمل المهمات الثلاث، متمتعا بدعم ومساندة المفوض نبيل ابو ردينة وقيادتها وكوادرها حيث تجسدت روح العمل الجماعي بكل معانيها وقوتها في دفع افكار ورؤى عساف للتحقق. للتاريخ اقولها كشهادة تؤكدها وثائق مالية حركة فتح ايضا، ان احمد عساف كان يستلم مكافأة شهرية عن مهمة واحدة كعضو هيئة، مثله مثل اعضاء هيئة المفوضية، حسب النظام المالي للحركة، رغم حمله عبء ثلاث مهمات هي متحدث باسم الحركة ومشرف على فضائية عودة، ومشرف ومدير لاذاعة موطني. والأهم من كل ذلك ان صوت وصورة حركة فتح في الفضاء والأثير من اجل فلسطين الحرية والاستقلال. واخيرا نقول : المهمات الصعبة يكلف بها رجال مؤمنون ومخلصون أوفياء واقوياء، يخدمون الوطن، ولا يخدمون المستخدمين، فعساف كان قرار الرئيس الصائب في هذه المرحلة من الصراع مع المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني، فالرئيس لم يفعل سوى انه قد نقل عساف من ميدان الى ميدان، والبرهان على صواب القرار سيكون فيما سنراه ونسمعه غدا.