تقرير: استشهاد ستة مواطنين وإصابة 40 وهدم 10 مباني خلال أسبوعين
2 - 15 نوفمبر 2011
خلال فترة الأسبوعين التي شملهما التقرير قتلت القوات الإسرائيلية 5 فلسطينيين في غزة وأصابت 40 أخرين في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما اعتدى المستوطنون على الفلسطينيين وأصيب اثنان.
كما استؤنفت عمليات هدم المباني بحجة أنها بدون تراخيص وإخلاء المنازل بحجة أنها أملاك غائبين حيث بلغ مجمل المباني التي هدمت 10 مبان في القدس الشرقية والمنطقة (ج).
وخلال الفترة التي شملها التقرير أيضا, سمحت إسرائيل بدخول محدود لبعض مواد البناء إلى غزة لصالح القطاع الخاص.
التقرير الأسبوعي لحماية المدنيين
2-15 تشرين الثاني/نوفمبر 2011
القضايا الرئيسيّة
لأول مرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2008 سمحت إسرائيل بدخول كمية صغيرة من مواد البناء للقطاع الخاص في غزة. وبالرغم من الحظر الشامل على استيراد مواد البناء بسبب الحصار، تتوفر هذه المواد في أسواق غزة بكميات كبيرة تدخل عبر الأنفاق.
أصدرت محكمة إسرائيلية أمرا بطرد عائلة فلسطينية من منزلها في القدس الشرقية وتسليمه إلى منظمة استيطانية. ويأتي هذا الأمر إلى جانب تجدّد عمليات الهدم في المدينة بعد فترة هدوء استمرت أربعة أسابيع.
الضفة الغربية
تواصل الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية والمستوطنين: وانخفاض عدد الإصابات والأضرار التي لحقت بالممتلكات
بالرغم من تواصل الاشتباكات ما بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين خلال المظاهرات الأسبوعية، بالإضافة إلى استمرار هجمات المستوطنين خلال الفترة التي شملها التقرير، إلا أنّها أسفرت عن عدد أقل من الإصابات وحالات تدمير الممتلكات مقارنة بالأسابيع الماضية.
جميع الإصابات التي لحقت بفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال هذه الفترة تقريبا وقعت في سياق الاحتجاجات التي نُظمت ضد إجراءات متعلقة بالمستوطنات الإسرائيلية. وقد أصيب 14 شخصا في مظاهرة نُظمت ضد إغلاق المدخل الرئيسي لقرية كفر قدوم (قلقيلية) المؤدي إلى مستوطنة كيدوميم. وأصيب سبعة آخرين خلال مظاهرة نُظمت ضد توسيع مستوطنة حلميش (رام الله) وضد الجدار في قريتي الولجة والمعصرة (بيت لحم). ويهدف مسار الجدار في كلا القريتين إلى حماية المستوطنات المجاورة والسماح لها بالتوسع. وأصيب شخصان آخران عند اشتباكهما مع القوات الإسرائيلية خلال عملية بحث واعتقال في حي سلوان في القدس الشرقية. وتتكرر الاشتباكات في هذه المنطقة في السنوات الأخيرة في سياق المظاهرات التي تُنظم احتجاجا على بناء مستوطنات إسرائيلية ومحاولات توسيعها (أنظر القسم أدناه).
وخلال هذه الفترة أيضاً تمّ اعتقال ستة ناشطي سلام فلسطينيين وصحفي فلسطيني أثناء محاولتهم الدخول إلى القدس الشرقية بواسطة وسائل النقل الإسرائيلية التي تخدم المستوطنات في منطقة رام الله. وقد تمّ إيقاف حافلة الركاب التي تقلهم عند حاجز حزما وتم احتجازها بالقرب من الحاجز لعدة ساعات حيث تمّ بعد ذلك إخراج الناشطين بالقوة منها. وقد تم إطلاق سراح جميع الناشطين خلال ساعات بشرط عدم اقترابهم من الحواجز المؤدية إلى القدس الشرقية لفترة عشرة أيام. ولم يبلغ عن وقوع أي إصابات. وتأتي هذه الحادثة كجزء من الحملة الفلسطينية التي تدعى "ركاب الحرية" التي تهدف إلى تسليط الضوء على التمييز العنصري الذي يواجهه الفلسطينيون بسبب النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية والقيود المفروضة على الوصول.
وخلال فترة الأسبوعين الذين شملهما هذا التقرير سجّل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سبعة هجمات نفذها مستوطنون أدت إلى إصابات أو إلحاق أضرار بالممتلكات معظمها جاء في سياق موسم قطف الزيتون. ويمثل هذا الرقم انخفاضا ملحوظا مقارنة بمعدل هذه الحوادث المسجلة خلال الأسابيع الأخيرة (14).
في إحدى هذه الحوادث التي وقعت بالقرب من مستوطنة تبواح (سلفيت) رشق مستوطنون الحجارة باتجاه فلسطينيين أثناء قطفهم لأشجار الزيتون مما أدى إلى إصابة واحد منهم وإلحاق أضرار بسيارة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، في ثلاثة حوادث وقعت في منطقة خلة زكريا (بيت لحم) رش مستوطنون إسرائيليون الفلفل مما أدى إلى إصابة طفل فلسطيني (10 أعوام)، وقطعوا 30 كرمة عنب، وأشعلوا النار في ثلاث سيارات. تأتي هذه الحوادث في سياق إستراتيجية "بطاقة الثمن" بعد أن هدمت السلطات الإسرائيلية ثلاث وحدات سكنية في مستوطنة بيت عين المجاورة في 31 تشرين الأول/أكتوبر. وفي حادث منفصل آخر، اقتلع المستوطنون 25 شجرة زيتون تعود لقرية مادما (محافظة نابلس).
وفي حادث خطير وقع في 10 تشرين الثاني/نوفمبر أطلق جنود إسرائيليون كانوا متمركزين على حاجز طيار جنوب مدينة الخليل النار باتجاه سيارة إسرائيلية لم تتوقف عند الحاجز بعد طلب الجنود من سائقها التوقف، مما أدى إلى مقتل مستوطن إسرائيلي كان يقود السيارة وإصابة اثنين آخرين. وخلال هذا الحادث صدم سائق شاحنة فلسطيني أحد الجنود مما أدى إلى إصابته. وعند حاجز طيار آخر في محافظة قلقيلية اعتدى جنود إسرائيليون خلال الفترة التي شملها التقرير على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 15 عاما مما أدى إلى إصابته. يُشار إلى أنّ عدد الحواجز الطيارة آخذ في التزايد وهي عادة ما تشوش الحركة أكثر من الحواجز الثابتة بسبب عدم القدرة على التنبؤ بها. ومنذ مطلع عام 2011، سجّل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية نشر ما معدله 115 حاجزا طيارا أسبوعيا مقارنة بـ96 حاجز في عام 2010 و 66 في عام 2009.
وخلال هذا الأسبوع أيضا قتل رجل فلسطيني وحماره بعد أن صدمتهما سيارة مستوطن بالقرب من مستوطنة ريفيفا (سلفيت) وذلك أثناء عودة الرجل إلى منزله بعد قطف الزيتون بالقرب من المستوطنة. وأفاد تحقيق فتحته الشرطة الإسرائيلية إلى أن عملية الدهس هي حادث عرضي وليست متعمدة. ومنذ مطلع هذا العام، قتل ثلاثة فلسطينيين من بينهم طفل، وأصيب 19 آخرين من بينهم 14 طفلا نتيجة دهسهم بسيارات مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية.
استئناف عمليات الهدم والتهجير في القدس الشرقية
هدمت السلطات الإسرائيلية خلال الفترة التي شملها التقرير 10 مبان يمتلكها الفلسطينيون في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بحجة عدم حصولها على تراخيص بناء إسرائيلية.
ويزداد القلق في القدس الشرقية إزاء الطرد المتوقع لعائلة فلسطينية مكونة من 12 شخصاً، من بينهم أربعة أطفال، من منزلها الواقع في حي سلوان. ويعود ذلك إلى قرار أصدرته هذا الأسبوع محكمة صلح إسرائيلية ذكر أنّ المنزل هو أملاك غائبين وتمّ منحه لمنظمة استيطانية إسرائيلية ويجب إخلاؤه. وقد كان حيّ سلوان مستهدف من المستوطنون الإسرائيليين والسلطات الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية، وطرد السكان، وتأسيس المركز السياحي "مدينة داوود" الذي يديره المستوطنون.
وفي القدس الشرقية أيضا، هدمت البلدية الإسرائيلية منزلا متنقلا وحظائر في منطقة الطور: وتمّ اقتلاع 80 شجرة خلال عمليات الهدم. وبالرغم من أن عمليات الهدم هذه هي أول عمليات هدم تنفذها بلدية القدس بعد أربعة أسابيع من الهدوء، فقد تمّ هدم خمسة مبان على يد أصحابها خلال تلك الفترة بعد حصولهم على أوامر هدم.
خمسة من بين المباني التي تمّ هدمها كانت تقع في المنطقة (ج) وتضمنت ثلاثة مبان سكنية ومنشأة زراعية في عين ديوك التحتا (أريحا): وورشة لتصليح السيارات في اللبن الشرقية (نابلس): وشبكة جديدة للكهرباء تتألف من عشرة أعمدة في مجمّع التواني (الخليل).
وفي السياق ذاته، أصدت الإدارة المدنية الإسرائيلية أوامر وقف بناء ضد سبعة خيام سكنية و 21 حظيرة للماشية في مجمّع الحدادية البدوي في شمال غور الأردن. وقد تعرض هذا المجمّع لعدد من موجات الهدم منذ التسعينيات من بينها موجتان في عام 2011 أدت إلى تهجير 37 شخصا. وقد تمّ تهجير عشرات العائلات بصورة دائمة من المجمّع منذ عام 1997 بسبب مجموعة من العوامل وأهمها عمليات الهدم، ومصادرة معدات المياه، والقيود المفروضة على الوصول والتنقل. وخلال هذه الفترة أيضا أصدر أمران بالهدم ضد مبنيين سكنيين، وبركة مياه زراعية، وشارع مؤدي إلى مدرسة وحظيرة للماشية في محافظة الخليل.
قطاع غزة
استمرار الهجمات المتقطعة: مقتل مدنيين وثلاثة مسلحين
بالرغم من التهدئة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية في 30 تشرين الأول/أكتوبر استمرت الاشتباكات المتقطعة خلال فترة الأسبوعين الذين شملهما التقرير حيث قتل خمسة فلسطينيين من بينهم مدنيان، وأصيب 15 شخصا من بينهم خمسة مدنيين. ولم يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين.
وقد وقعت معظم الخسائر البشرية الفلسطينية نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف الذي أفادت مصادر إسرائيلية أنه جاء ردا على إطلاق الفصائل الفلسطينية المسلحة لصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل. وفي حادثين منفصلين (في 5 و 14 تشرين الثاني/نوفمبر) شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات جوية استهدفت مجموعة من المسلحين وقاعدة عسكرية مما أدى إلى مقتل مسلح وشرطي وإصابة تسعة آخرين من بينهم ستة مدنيين وأربعة من الرعايا الأجانب (من بينهم القنصل الفرنسي) في منطقتي بيت لاهيا وخانيونس. وفي حادث آخر قصفت القوات الإسرائيلية منطقة تقع بالقرب من السياج الحدودي شرق مدينة غزة مما أدى إلى إصابة ثلاثة مدنيين. وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر اشتبكت القوات الإسرائيلية مع أعضاء فصيل فلسطيني مسلح مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة آخر.
وما زالت القيود المفروضة على وصول الفلسطينيين إلى مناطق تقع بالقرب من السياج تقوّض أمن ومصادر رزق آلاف الفلسطينيين. وفي حادث وقع بالقرب من الجدار أطلقت القوات الإسرائيلية الأعيرة النارية باتجاه عمال فلسطينيين كانوا يجمعون الخردة المعدنية بالقرب من الجدار مما أدى إلى إصابة أحدهم. وفي ثلاثة حوادث وقعت خلال هذه الفترة، توغلت الدبابات والجرافات الإسرائيلية مسافة تبلغ 200-300 متر داخل قطاع غزة وانسحبت بعد تنفيذ عمليات تجريف للأراضي. بالإضافة استمرت خلال هذه الفترة القيود المفروضة على الوصول إلى مناطق في البحر تبعد عن الشاطئ مسافة ثلاثة أميال بحرية، وفي حادث واحد، احتجزت القوات البحرية الإسرائيلية ثلاثة صيادين وصادرت قاربهم. وقد أطلق سراح أحد الصيادين عند نهاية الفترة التي شملها التقرير. وفي حادثين منفصلين آخرين، أطلقت القوات البحرية الإسرائيلية النار باتجاه قوارب صيد فلسطينية مجبرة إياها على العودة إلى الشاطئ.
إسرائيل تسمح بدخول كميّة محدودة من مواد البناء الأساسية للقطاع الخاص
لأول مرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2008 سمحت إسرائيل بدخول كمية صغيرة من مواد البناء (35 حمولة شاحنة تحمل 2,100 طن) اشتملت على الحصى، والإسمنت، وقضبان الفولاذ إلى غزة. ويأتي ذلك في سياق الإعلان الإسرائيلي في آب/أغسطس 2011 يتمّ بموجبه السماح لعشر شركات من شركات للقطاع الخاص في غزة باستيراد مواد البناء من أجل إعادة بناء مرافقها، وذلك بعد موافقة إسرائيلية.
وبالرغم من تخفيف الحصار في تموز/يونيو 2010، لم تتم المصادقة على استيراد مواد البناء سوى لمشاريع إنسانية معينة تديرها المنظمات الدولية. بالرغم من ذلك، تتوفر هذه المواد في أسواق غزة بكميات كبيرة يتمّ تهريبها عبر الأنفاق الواقعة أسفل الحدود ما بين مصر وغزة. ومنذ مطلع عام 2011 أدت نشاطات الأنفاق إلى مقتل 35 عاملا وإصابة 50 آخرين.