يعبد عنوان لحياة شاقة في ظل الاستيطان وجرائم الاحتلال
ثائر أبو بكر
تتعرض بلدة يعبد جنوب غرب جنين إلى عدوان إسرائيلي يومي، يترافق مع تصاعد سياسة النهب ومصادرة الأراضي، ومنع المواطنين من الدخول إلى أراضيهم بعد تسييجها والاستيلاء عليها، والتي برزت بشكل أوضح منذ نهاية الشهر الماضي.
وقد أخذت الممارسات الإسرائيلية أشكالا عدة، وجاء في سياقها تهديد رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر بعزله من منصبه في حال استمر الشبان بمهاجمة مركبات المستوطنين من مستوطنة "مابو دوثان " المقامة عنوة فوق أراضي البلدة.
وفي هذا السياق، أتلف مستوطنون من المستوطنة المذكورة المقامة فوق أراضي بلدة يعبد، مساء يوم الخميس قبل الماضي، إطار مركبة لمواطن من البلدة المذكورة بعد مهاجمتها بآلات حادة.
وذكر الموطن طالب خالد أبو بكر لـ'وفا'، أن مجموعة من المستوطنين هاجموا مركبته وأعطبوا إطارها أثناء مروره في سهل بلدة يعبد عائدا إلى منزله باستخدام الآلات الحادة وسط أعمال العربدة.
وسبق ذلك أن قدم المواطن محمد سعيد نصار أبو بكر شكوى رسمية للارتباط العسكري الفلسطيني حول قيام جنود الاحتلال وأثناء عودته من العمل في أراضيه الزراعية باحتجازه وسائق المركبة أحمد محمود أبو شملة لأكثر من ساعة بعد إنزالهم من المركبة واستجوابهم للسؤال عن الشبان الذين يلقون الحجارة، ومن ثم وضع جندي آلة حادة داخل المركبة بعد إرغامهم على عدم النظر، في محاولة لفبركة تهمة بقصد الإضرار به وبزميله.
وفي السابع من الشهر الجاري، وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يدها على مساحة إضافية من الاراضي الزراعية في البلدة بعد توزيع إخطارات بالمصادرة على المواطنين.
وجاء ذلك عقب أن اقتحم الاحتلال الأراضي الزراعية المحاذية لستوطنة "مابودوثان"، المقامة عنوة فوق أراضي البلدة، ووضع بداخلها بيانات وإخطارات بوضع اليد على تلك الأراضي مع توزيع خرائط والتي بموجبها تصبح الأراضي مناطق عسكرية مغلقة، ويمنع أصحابها من الدخول إليها وبقرار عسكري احتلالي .
وخلال الفترة ذاتها قام جيش الاحتلال بإغلاق شارع رقم 585 الرئيسي الرابط بين جنين وبلدات يعبد وبرطعة، وكذلك طولكرم، بتزامن مع وضع سياح حديدي بطول يقدر بنحو 900 متر، وبعمق 100 متر داخل أراضي بلدة يعبد الواقعة على الشارع العام الواصل بين جنين وطولكرم .
وأكد رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر أن هذا الأمر طال المنطقة من مدخل البلدة الجنوبي حتى منطقة حي إمريحة غرب يعبد والمزروعة بأشجار الزيتون.
وبين أن جنود الاحتلال الذين يتمركزون في تلك المنطقة عند البوابة العسكرية يحاولون زج المواطنين بتهم باطلة منها الادعاء بحيازتهم آلات حادة ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة الأهالي وخاصة الشبان.
وذكر أن جنود الاحتلال حاولوا تلفيق تهمة حمل سكين بحقه، إلا أنه والسائق صمما على نفي هذه التهمة بشدة.
وذكر رئيس بلدية يعبد أن لمعاناة العشرات من أصحاب المنازل في منطقة الملول والمشرفة على إحدى المستوطنات، وعلى طول الشارع الرئيسي طعم خاص، حيث تتعرض منازلهم وبشكل شبه يومي إلى اقتحامات ومداهمات يتخللها إدخال حالة من الرعب والخوف.
كما عبر عدد من المواطنين عن قلقهم من إجراءات واعتداءات جيش الاحتلال المستمرة، والتي تستهدف مصادرة مزيد من الاراضي الزراعية في ظل تصاعد المعاناة للمواطنين، الذين يتعرضون لحملة قمع شبه يومية، وحملة اعتقالات مستمرة.
وفي شأن متصل، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم السبت الماضي، مناورات عسكرية في أراض زراعية محاذية لمنازل المواطنين في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، ما تسبب بحالة من الارباك والقلق بين صفوف الأهالي وبخاصة صغار السن.
وتخلل ذلك اقتحام منطقة حي الملول وتحديدا في سهل يعبد مقابل مستوطنة "مابودوثان" المقامة عنوة فوق أراضي البلدة، حيث شرع جنود الاحتلال بإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية وسط إطلاق القنابل الضوئية في محيط منازل المواطنين بالمنطقة التحتة من حي الملول.
كما نشر الاحتلال في حينه، فرقة مشاه بين كروم الزيتون، ما أدى إلى إثارة حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين، وتخوف أصحاب الأراضي من دخول أراضيهم الزراعية.
وفي العاشر من الشهر الجاري، قامت قوات الاحتلال بتسييج نحو 300 دونم من الأراضي الزراعية في بلدة يعبد واعتبرها منطقة عسكرية مغلقة.
وحذر رئيس بلدية يعبد من وجود خطر حقيقي يتهدد هذه الأراضي، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل، لوضع حد لهذا "الغول المستمر من قبل قوات الاحتلال".
وأكد أبو بكر أن تداعيات مصادرة مساحة 300 دونم من الجهة الجنوبية للبلدة على امتداد الشارع الرئيسي الرابط بين محافظة جنين وطولكرم ووضع سياج شائك لا يقتصر على هذه المساحة، لأن الأمر تسبب بعزل 3000 دونم زراعية من اراضي البلدة ومنع اصاحبها من الوصول إليها.
وفي سياق متصل، سعى الاحتلال لتعكير صفو الحياة، وتثبيت وجود الحواجز العسكرية المقامة على أراضي البلدة، حيث قام يوم الثلاثاء الماضي بعملية توسعة وتحصين لحاجز 'دوتان' العسكري المقام على مدخل مستوطنة 'ماب دوتان' المقامة عنوة على أراضي بلدة يعبد، والذي يربط محافظتي جنين وطولكرم على الشارع الرئيس.
وشوهدت ناقلات تقوم بوضع تحصينات عسكرية وإحضار غرف إضافية على الحاجز على حساب الأراضي الزراعية.
وعقب رئيس بلدية يعبد على هذه التطورات بالقول: إن سلطات الاحتلال لم تكتف بسياسة الخنق والحصار وحملة الاعتقالات بل لجأ جنود الاحتلال الذين لا يفارقون البلدة إلى محاصرتها من كافة الجوانب، بالتزامن مع نشر فرق المشاة بين كروم الزيتون وإطلاق الخنازير البرية والضباع التي تدمر المحاصيل وتلحق خسائر مادية فادحة بالمزارعين وتهاجم حتى الإنسان وتنقض عليه.
من جهته، طالب المواطن جمال أبو شملة، صاحب أراضي صادرها الاحتلال مؤخرا، الجهات المختصة في السلطة الوطنية التدخل لإنقاذ ما تبقى من الأراضي الزراعية والمهددة.
وأوضح أن هناك خطرا واضحا على الأراضي الواقعة بمحاذاة مستوطنة "مابودوثان"، المقامة عنوة فوق أراضي البلدة، وبخاصة بعد اقتحام الاحتلال المنطقة ووضع بيانات وإخطارات بوضع اليد على تلك الأراضي مع توزيع خرائط والتي بموجبها تصبح الأراضي مناطق عسكرية مغلقة، ويمنع أصحابها من الدخول إليها وبقرار عسكري احتلالي.
وبدوره، قال عضو المجلس البلدي أحمد بعجاوي والذي يقع منزله بالقرب من الشارع الرئيسي المشرف لـ"وفا"، إن حياة المواطنين أصبحت جحيما لا تطاق، وخاصة في ساعات المساء والفجر جراء ممارسات جنود الاحتلال الذين ينتشرون بين كروم الزيتون في محيط المنازل.
وقال: "إن الاحتلال ينفذ باستمرار حملة اعتقالات في صفوف الاطفال والفتية، ما يقيدنا من حرية الحركة والتنقل خوفا من قيام الاحتلال بتوجيه تهم باطلة بحقنا، وهذا هو حالنا منذ سنوات، إننا في حالة من "النكد" والترقب، والقلق، ما يتطلب ذلك من المدافعين عن الحريات وأصحاب القرار التدخل لإنهاء هذا الوضع غير الإنساني وغير القانوني من قبل الاحتلال".
-