رغم الضغوط... أوروبا تنتصر للحق الفلسطيني
قرار الاتحاد الأوروبي في اجتماعه الأخير بـ"بروكسل" بشأن إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو القرار الذي تقاطع على نحو واضح مع التطلعات الفلسطينية بسعيها السياسي في هذا الإطار، ودون النظر إلى تفاصيله المهمة المناهضة للاستيطان، ولسياسات العنف، نقول لم يكن نتاج حوارات بسيطة وسهلة، وإنما جاء بعد مخاض صعب وعسير، وحوارات أصعب، فثمة ضغوط سياسية واقتصادية، كانت لا تريد لهذا القرار نصا ولا حياة، وطالت هذه الضغوط بعض أعضاء الاتحاد الذين لهم في خطابهم السياسي، مواقف بالغة الوضوح تجاه دعم الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونشير إلى ذلك لنؤكد أننا نتفهم تماما جدل علاقات المصالح والحاجات الاستراتيجية، وما يمكن أن يفعل هذا الجدل تجاه حتى المواقف الثابتة، غير أنه هنا لم يتمكن تماما من قرار الاتحاد الأوروبي، الذي جاء في صياغاته السياسية بليغا إلى الحد الذي قال فيه إن اتفاقياته مع إسرائيل، لن تكون سارية المفعول خارج الخط الأخضر، مؤكدا ومشددا في هذه الصياغة، معارضة الاتحاد للمستوطنات ومنتجاتها، وحتى لمواصلة البناء الاستيطاني فيها، بل إن الاتحاد ندد في النص النهائي للقرار "بالاستيطان غير القانوني بموجب القانون الدولي" وفيما يتصل بوسم منتجات المستوطنات "تعهد الاتحاد بتطبيق متواصل وكامل وفعلي لقانون الاتحاد الأوروبي الموجود، الذي يطبق على المستوطنات "كل هذه الصياغات الواضحة جاءت رغم تلك الضغوط ومناوراتها التعسفية إن صح التعبير، والأهم على الصعيد السياسي ولإحياء عملية السلام، اقترح الاتحاد في قراره" تشكيل مجموعة دعم دولية بناء على اقتراح فرنسا، أو تنظيم مؤتمر دولي "وسواء كانت مجموعة الدعم الدولية، هذه "خمسة زائد واحد" أو توسيع الإطار ليضم دولا أكثر، عربية وأوروبية، فإن المقترح لايعكس سوى جدية الاتحاد الأوروبي في هذا السياق، ولعل مجموعة الدعم تذهب إلى التحضير للمؤتمر الدولي الذي بات ضرورة ملحة طالما ظلت إسرائيل بسياساتها الراهنة تواصل سد الطرق أمام عملية السلام في إطار مرجعياتها الراهنة التي ثبت أنها مرجعيات غير فاعلة بأبسط وصف لها ...!! خطوة جادة على طريق إحياء عملية السلام والانتصار للحق الفلسطيني، في قرار الاتحاد الأوروبي هذا، بل هو لبنة أخرى بالنسبة لنا في تشييد دولة فلسطين الحرة المستقلة، وبمعنى إننا سنعمل على المضي بهذا القرار قدما إلى الأمام في إطار حراكنا الدولي؛ ليكون مرجعية أخرى في عملية السلام التي ما زلنا نرى أنها ممكنة حتى الآن إذا ما أدركت إسرائيل أن العنف والاستيطان لن يحققا لها الأمن والاستقرار، وأنه دون حل عادل للقضية الفلسطينية فإن دوامة العنف ستتسع بما لا يحقق اية مصالح لأي طرف كان. وللاتحاد الأوروبي نقول شكرا لهذا الموقف وهذا القرار ومعا وسويا لنمضي في هذه الطريق، طريق السلام التي لاطريق سواها بوسعها خدمة الحياة بقيمها الانسانية الرفيعة، قيم الحق والعدل والجمال.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير