الرأس الأحمر.. صورة من جنوب لبنان
- الحارث الحصني
من يقوم بزيارة منطقة الرأس الأحمر شرق مدينة طوباس، ويرى آثار الدبابات والمعدات الثقيلة التي استخدمها الاحتلال في تدريباته الأخيرة في أراضي المنطقة، يعتقد كأنه موجود في مناطق جنوب لبنان.
هذا الوصف أكده الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار، عارف دراغمة، بعد التدريبات العسكرية العنيفة التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الأيام الماضية بمنطقة الرأس الأحمر، ما خلف أضرارا كبيرة في أراضي المواطنين.
وقال دراغمة: "منذ بداية العام المنصرم لغاية اليوم، طرد الاحتلال 23 عائلة فلسطينية تسكن الرأس الأحمر، لفترات تتراوح بين يوم ويومين بحجة التدريبات العسكرية.
وتابع: التدريبات التي جرت مؤخرا، أدت إلى إتلاف عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية في الرأس الأحمر، إضافة لإغلاق مناطق رعوية واسعة أمام الرعاة هناك.
وأشار دراغمة إلى أن التدريبات دمرت في العام الماضي أكثر من ألف دونم من أراضي بعلية، ومروية، فيما قدرت المساحة منذ بداية العام الحالي بأكثر من "600" دونم، كما يمنع الاحتلال سكان الرأس الأحمر من زراعة مساحات واسعة من الأراضي البعلية .
وأوضح أن مساحة المناطق الرعوية التي دمرتها التدريبات العسكرية العام الماضي زادت عن "10" آلاف دونم في الأغوار الشمالية.
ويعتبر معسكرا "حمدات" و"بقعوت" أقرب المعسكرات الإسرائيلية على منطقة الرأس الأحمر، من أصل سبعة معسكرات موجودة في الأغوار الشمالية.
ويتخوف المواطنون من مخلفات التدريبات العسكرية، سيما أنها أدت خلال ثلاث سنوات، إلى استشهاد أربعة مواطنين، وإصابة عشرين آخرين.
وقال المواطن يوسف بني عودة أحد سكان الرأس الأحمر لـ"وفا"، خلال الأيام الماضية بقيت الأغنام في الحظائر، ومنعنا من الرعي في الجبال بفعل التدريبات العسكرية، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الخامسة خلال العام الماضي التي لا يستطيع رعي أغنامه بفعل المناورات.
وأضاف أن التدريبات المتكررة ولدت لديه ولإخوته الخوف من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، عدا عن الخوف على الأطفال والأملاك .
وكانت قوات الاحتلال هدمت منزل المواطن يونس بني عودة قبل سنوات، وأجبرته على الرحيل إلى محيط المضارب القائمة هناك.
بدوره، قال رئيس مجلس عاطوف سابقا، يونس بني عودة، إن التدريبات الأخير أثرت بشكل كبير على السكان بعد أن أدت إلى طرد بعض العائلات من مساكنها، إضافة إلى ترك المواشي والأغنام في حظائرها.
وأضاف أن الاحتلال يختار أوقاتا صعبة لإجراء تدريباته العسكرية، وترك السكان دون مأوى، صيفا في أجواء شديدة الحرارة، وفي العراء والبرد القارس، في مثل هذه الأوقات.
ويعتمد سكان المضارب البدوية في مناطق الرأس الأحمر، وعاطوف، على تربية المواشي والزراعة، وأدى تجريف الأراضي الرعوية ومنع الرعي في الجبال، إلى حدوث خسائر كبيرة.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، تعرضت عائلات الرأس الأحمر، وابزيق، للطرد بالقوة لأكثر من 150 مرة، تحت ذرائع التدريبات العسكرية.