الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الأعجوبة..أسطورة الملح تذوب!!

  جميل ضبابات
 
شاطئ هادئ تماما أو مستوصف طبيعي مريح... لكن السائح الأميركي جون باتيسون يحتج بـ"أن أكثر ما يُعرف عن البحر الميت اليوم، نشرات صغيرة هي بمثابة بطاقات بريدية".، فقد يمكث زائر ما تحت سطح البحر بانخفاض 412م ويكتب عنها كتباً، ولا يعرف عن نهايته المتوقعة شيئا.
 
هنا في أكثر مناطق الأرض انخفاضا وملوحة، ثمة مشهد تشييع لهذه البقعة المائية، فالبحر التاريخي، قد يستحق أن يحمل اسمه في غضون نصف قرن: يموت نهائيا، كما يقول مسؤولون فلسطينيون لوكالة "وفا".
 
على امتداد الشاطئ الغربي للبحر الميت الذي تسيطر على حصة الفلسطينيين منه إسرائيل، يظهر انحسار المياه بشكل واضح.
 
وثمة على طول الشاطئ الواقع جنوب مدينة أريحا أقدم مدن الأرض، هدوء مطبق، وثمة سياج شائك وضع قبل سنوات لعزل المناطق التي جفت من البحر.
 
وللفلسطينيين مساحة 39 كيلو متر من شواطئ البحر لا يملكون السيطرة عليها تديرها إسرائيل منذ العام 1967 وتستفيد من معادنها.
 
والبحر الذي يقع بين سلسلتي الجبال الشرقية والغربية وتتناقص مساحته سنويا، قد يجف نهائيا وقد تتحول هذه البقعة المائية إلى يابسة يوما ما نتيجة تجفيف المنابع والاستمرار في الصناعات الدوائية.
 
"هذا سؤال مشروع وليس خيالي" قال جميل المطور نائب رئيس سلطة البيئة في السلطة الوطنية." "وقد يعود كمان كان بحرا بكل هيئته إذا ما قدر لقناة البحرين أن ترى الحياة".
 
ومشروع قناة البحرين التي فرضيا ستمتد من البحر الأحمر إلى الميت قيد الدراسة من الأطراف المشاطئة لهذا البحر بإشراف البنك الدولي يهدف منها إلى إنقاذ البحر من الجفاف وهو الآن في إطار دراسة الجدوى.
 
والسياحة العلاجية تستفيد من البيئة الأصيلة لهذا البحر بعيدا عن أي إضافة أخرى مثل هذه القناة.
 
ويظهر سواح من مختلف الجنسيات يدخلون إلى منتجعات سياحية تديرها كيبوتسات يهودية في المنطقة... وتصل أمواج خفيفة من مركز البحر أطراف هذه المنتجعات العلاجية تماما.
 
لكن ليس هناك أي معلم فلسطيني هنا. تسيطر إسرائيل على كافة المساحة التي يعطيها القانون الدولي للفلسطينيين وتسيطر سلطاتها على الحقوق المائية والشاطئ الغربي من البحر وتقيم عليه مصانع لاستخراج المعادن.
 
قال المطور: "البحر يتناقص. إذا استمر الوضع الحالي على ما هو يمكن أن يتحول البحر إلى يابسة". وثمة دراسات رياضية تشير إلى أن مستوى المياه في البحر يتناقص سنويا بمتوسط (متر واحد).
 
لكن اليابسة تأكل من البحر أطرافة. ويمكن للواصلين إلى البحر أن يسيروا لمئات من الأمتار على يابسة كانت عند منتصف القرن الماضي بحرا حتى الوصول إلى الحدود الجديدة للشاطئ.
 
من أعالي جبال شرق القدس يظهر البحر كبقعة بيضاء تلمع وسط هذا الغور. وثمة سيارات تقل سياحيا تهبط ببطء طريق متعرجة إلى البحر.
 
انه البحر الميت: عجيبة الدنيا التي سقطت في التصويت الدولي الأخير حول انضمامه لعجائب الدنيا في المسابقة التي نظمتها شركة سويسرية.
 
"هذا أعجوبة الله في أرضه" قال شداد العتيلي رئيس سلطة المياه لمراسل "وفا". يردد المعنى ذاته سياح آخرون يرتادون شاطئ البحر في يوم شتوي دافئ في قاع العالم.
 
لكن كم من الوقت تبقى أمام هذه الأعجوبة لتموت أو لتعود للحياة مرة أخرى. سؤال يتردد على ألسنة مسؤولين في كل الدول المشاطئة للبحر التاريخي.
 
وتطل مدن أردنية وفلسطينية وتجمعات يهودية على هذا البحر، ومن أي نقطة في هذه المناطق يمكن مشاهدة كتل الملح تلمع في محيط هذه البقعة المائية. لذلك وصل باتيسون وسياح من آسيا اليوم البحر. للحصول على صور لهذا اللمعان الفريد.
 
ويتغذى البحر البيت من رافد رئيس هو المياه العابرة لنهر الأردن ومن ينابيع جففتها إسرائيل وسيطرت على منابعها.
 
كان يصل البحر قبل أن تقوم إسرائيل عام 1964 بتحويل مياه بحيرة طبيرة من نهر الأردن إلى 1400 مليون م3 لكن كما يقول العتيلي لا يصل الآن البحر أكثر من 50 إلى 200 مليون م3.
 
وبنت كل من سوريا والأردن سدودا أدت إلى نقصان كمية المياه الواصلة إلى البحر أيضا.
 
وقال العتيلي "بدون اتفاقية تنظم المياه في حوض نهر الأردن سوف يختفي البحر خلال الخمسين أو السبعين سنه القادمة".
 
إنها مسألة عقود ليتختفي هذا البحر التاريخي الذي تناولته الحكايات والأساطير منذ التكوين. وهذا ما لا يعرفه سياح كثيرون على الشاطئ وصلوا باكرا للاستفادة من غباش الصباح ودفء الطقس في شرق أوسط بارد وماطر هذا اليوم.
 
إنه بحر الملح العجيب.
 
الملح سيد المعادن هنا في قاع العالم. من على بعد تظهر بقع طينية يتختلط فيها الملح بالماء وتظهر حفر مائية تكلس فيها هذا المعدن اللامع صباحا في برية فلسطين الشرقية وهي إحدى المحميات الطبيعية المميزة على مستوى العالم.
 
وقال عماد الأطرش المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية الفلسطينية التي تتخذ من بيت ساحور في أعالي الجبال المطلة على البحر "ستجف هذه الأعجوبة. ستختفي. ستخسر فلسطين جزءا من تاريخها".
 
وأضاف "لو عدنا إلى العام 1926 كانت حينها علامة المياه قريبة من الشارع. الآن تمشي 3 كيلو متر لتصل إلى المياه. أين ذهبت هذه المياه. لقد جفت.جفت".
 
وقال المطور "اختفاء البحر هو تغيير في المشهد.اختفاء جزء من التاريخ والذاكرة. ستكون خسارة كبيرة. كبيرة لو حدث ذلك".
 
وقال سائح أجنبي" معقول أن تموت الاسطورة. معقول"...!!

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025