بهاء عليان في جامعة الخليل!!
دعاء زاهدة
حضر بهاء عليان بقوة اليوم، في ساحات وأروقة جامعة الخليل، وفي ممراتها وحدائقها، مثقفا وقارئا.. وأكثر من ذلك، شهيدا ومناضلا فذا لتحقيق واحدة من أحلامه العريضة في "خلق" ثقافة القراءة في مجتمع يعاني مرارة الاحتلال والاستعمار الثقافي والاقتصادي في أبشع صوره.
"عزيزي بهاء: وصلتنا الدعوة التي سبق وأرسلتها لنا في 16/3/2014 متأخرة قليلاً، لكنها وصلت أخيراً، اليوم يقف المئات من طلاب جامعة لخليل ليكملوا المشوار الذي بدأت، فقد آمنوا أخيراً بالقلم والكتاب لإيصال رسالتنا الفلسطينية إلى الخارج"، قال عريف الحفل مطلقا بذلك أطول سلسلة قراءة داخل أسوار الجامعة.
"اليوم زار والدك جامعة الخليل ليسلم الراية لزملائك الذين لم ترهم قبلاً لكنهم جميعهم أبصروك"، أضاف عريف الحفل وسط تصفيق حار وضجيج قبل أن يغرق عشرات الطلبة بالدموع وهنهنات البكاء التي كسرها والد الشهيد والمثقف محمود عليان، بالقول: " أبنائي الطلبة عزيزي بهاء.. رغم أن جثمانك في صقيع وفي درجة حرارة اقل من الصفر بـ 70 درجة مئوية، إلا أن روحك ألآن تتململ لأنها تشعر بدفء القراءة وبدفء الكتاب في جامعة الخليل التي واصلت رسالتك."
وكان والد الشهيد شارك طلاب الجامعة انطلاق فعاليتهم ليحيي روح ابنه من جديد وليستكمل الفعالية التي بدأت في القدس ووصلت إلى الخليل.
وأضاف عليان: " كانت رسالة البهاء أن يدخل الكتاب إلى كل بيت فلسطيني، ولا يمكن أن ننتصر إلا عندما يكون الكتاب هو أساس وجود كل بيت فلسطيني، فالشعب المثقف لا يمكن أن ينهزم، ألآن اعتقد بأن فكرة بهاء انغرست في عقلية كل الشباب الفلسطيني في الوطن، وهذا تجسيدا لفكرته بأن الوطن هو واحد تحت راية العلم الفلسطيني الواحد".
تقول أحلام عبيات منسقة الفعالية وطالبة الصحافة والإعلام جامعة الخليل: "بدأت الفكرة من وحي الشهيد بهاء عليان صاحب أطول سلسلة قراءة جامعية حول أسوار القدس.. اليوم عملنا حول الجامعة مع جميع الأندية الطلابية فيها ومن جميع التخصصات، وهدفنا إحياء فكرة الشهيد وتشجيع الوعي والثقافة وفرض ثقافة القراءة في المجتمع وإثبات أن شهداءنا ليسوا أرقاما، فهم حملوا أفكارا وأحلاما وكان لهم أهداف يسعون للوصول إليها مثل أي إنسان آخر على قيد الحياة ".
ويضيف الطالب بكلية الآداب في جامعة الخليل محمد مناصرة "نشارك اليوم في فعالية القراءة لندحض مقولة أن أمة أقرأ لا تقرأ، ولنثبت أننا كطلاب لسنا متعلمين فقط ولكننا مثقفون، ولنشكل جسر استمرارية للمبادرات البناءة التي تزيد من وعي الطلاب و تقوي مداركهم"،
بهاء المثقف والشهيد والمناضل الذي كان يؤمن بالحياة ويحب فلسطين ويعمل لتعزيز دور الشباب رحل مدرجا بأكاليل الورود، غير أن أفكاره لم تنضب، وجثمانه المُجمد في الثلاجات الإسرائيلية منذ 13 كانون أول العام الماضي بعد رفض والده شروط الاحتلال لاستلامه، لا زال ينبض بدفء الحياة !!