فيديو- عائلة صب لبن.. حكاية صمود ورباط وبقاء
ديالا جويحان- تُنقش حكاية الصمود والرباط في أكنافِ بيت المقدس لتكون عائلة المواطن المقدسي فهمي يوسف صب لبن النموذج لمعنى الصمود والبقاء أمام حجم المعاناة التي يحيط منزلها الكائن في باب السلسلة الطريق المؤدي لبوابة المسجد الاقصى المبارك لتزيد المعاناة بتمركز جنود الاحتلال لأكثر من ثمانية شهور امام مدخل البيت لمنع المرابطات الممنوعات من دخول الأقصى.. أما الجهة الشمالية والجنوبية لداخل المنزل يلاصقها كنيس.. وأعلى سطح المنزل يباشر المستوطنون ببناء كنيس يهودي اضافة لنصبهم كاميرا مراقبة على سطح الكنيس الذي لا يبعد عن جدار المنزل سوى امتار قليلة.
يقول الشاب معاذ فهمي يوسف صب لبن (31 عاماً) في حديث خاص لـ"الحياة الجديدة": "ولدتُ وترعرعتُ في هذا المنزل الذي اصبح محاط بمستوطنات يطل على خط التماس بين موقع المنزل وساحة حائط البراق عبارة عن اكبر كنيس في باب السلسلة اضافة بناء اساسات لتأسيس مستوطنة جديدة ملاصقه لجدار المنزل".
وأكد صب لبن بأن المنزل يعود لاجداده ووالده انولد وكبر وتزوج وانجب اشقائه وشقيقاته فيه، وبقي صامداً امام كافة الاغراءات المالية الاسرائيلية الا انه رفض الخروج من المنزل ليكون شاهدا بان الارض عربية اسلامية على مر السنين.
وتعاني العائلة من تشققات وتسربات مياه الامطار لعدم القدرة على الترميم وتسربها لأسفل المنزل حيث ان بلدية الاحتلال توافق على بناء كنيس ومصلى لليهود بينما تمنع العائلة من الترميم، وتلاحقهم حتى في استنشاقهم الهواء وشل حركاتهم داخل المنزل.
بدورها تروي الحاجة ام يحيى (60 عاماً) حكاية صمودها ونجاتها من الموت نتيجة الحفريات بالقول: أقطن في المنزل منذ 42 عاماً تزوجت وأنجبت ابنائي، كانت اشعة الشمس تدخل على بيتي ومع بناء الكنيس بدأت الشمس تدريجيا بالاختفاء.
وتضيف، "في عام 1991 اثناء تأدية صلاة الظهر سقطت ارضية غرفة النوم عشرات الامتار الى الاسفل، واصبتُ حين ذاك بكسور ورضوض في الحوض والقدم والجسد حيث كان اسفل الغرفة فارغاً تماما من الاتربه وتدخلت سلطة الاثار وبلدية الاحتلال في ذلك الوقت لتبدأ عملية الفحص لاعتقادهم بان المنزل لا يصلح للعيش وعرض عليهم اغراءات مالية باهظة مقابل ترك المنزل بالكامل الا ان العائلة رفضت واصرت على البقاء في هذا المنزل".
اوضحت، أن سلطة الاثار قامت ببناء اساسات واغلاق ارضية المنزل وجعل اسفل غرفتها غرفة اخرى للاحتلال.
وبينت، "تدريجياً قبل أربع سنوات، بنى المستوطنون بناية من أربع طوابق، لتصبح بملاصقة للمنزل وبمسافة لا تتعدى الـ70 سينتمتراً، مسبباً في تقييد الحركة داخل المنزل واغلاق النوافذ طيلة اليوم والالتزام باللباس الشرعي حتى داخل المنزل وخلق الرطوبه على جدران المنزل بسبب حجب البناية لدخول اشعة الشمس الغرفه، اضافة الى الازعاجات والضوضاء التي يستخدمها المستوطنون اثناء استخدامهم الدرج التابع للبناية، وبسبب انتشار الفئران والجرذان وضعنا قطعة خشب على النافذه لمنع دخولها للمنزل".
أضافت، اليوم يعيش في المنزل ابنائها الثلاثه مع زوجاتهم ونحو 10 من أطفالهم، اصيب زوجها بجلطه دماغيه ويرقد في المنزل لا يذوق طعم النوم والراحة في الليل نتيجة الاصوات والكلمات البذيئة من الجنود والمستوطنين حيث لا نستطيع فتح النوافذ نتيجة استمرار المستوطنين والعمال بالتواجد على السطح ويقومون بخلع ملابسهم.
اوضحت، بان غرفة النوم اصبحت مزاراً لاجهزة المخابرات وقوات الاحتلال لحماية الاسرائيليين خلال اداء الصلوات التلمودية في ساحة البراق وتحديدا في الاعياد.
وناشدت الحاجة أم يحيى القيادة الفلسطينية والجهات المعنية من أجل التدخل والاهتمام في بيوت باب السلسلة، الشاهد الوحيد على عروبة ورباط العائلات، وحمايتها من الضياع وهدمها والعمل على اعادة ترميم سطح منزلها والجدران المتشققة نتيجة تلاصقها للبؤر الاستيطانية.
وأكدت بأن العائلة صامدة ومرابطة داخل منزلها لتحافظ على ارث توارث عبر الاجداد والتأكيد على ان الارض عربية اسلامية.
وشددت بالقول "يجب تسليط الضوء على معاناة اهل القدس وتوجيه رسالة الى العالم بكافته بأن قضية القدس تبقى قضية مصيرية للشعب الفلسطيني والامة الاسلامية وهي لا تقل اهمية عن بقية القضايا الاخرى العالقة مع سلطات الاحتلال من تهويد وتهجير واستيلاء".
تجدر الاشارة إلى أنه بتاريخ 6-2-2013 هدمت جرافات بلدية الاحتلال قناطر وأبنية على شكل أقواس تاريخية اسلامية تقع من الجهة الشمالية لساحة البراق لتنفيذ مخطط صهيوني لبناء مركز ديني يهودي في الساحة المعروف باسم "بيت شتراوس" المتكون من 4 طوابق ومساحته 900 متر مربع، والذي أصبح اليوم مكاناً رئيسياً لمدخل الانفاق الموجودة اسفل المسجد الاقصى، والمنفذ للمشروع شركة تطوير الحي اليهودي وهي شركة تابعة لوزارة الإسكان الإسرائيلية بشكل كامل، وجمعية الحائط الغربي، ويتبع "بيت شتراوس" لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية مباشرة، ويضم المبنى مكتب المسؤول عن حائط البراق بالاضافة الى غرف لاستخدامات داخلية كغرف للملابس، وقسم آخر لاستخدامات الشرطة وستكون مطلة مباشرة على ساحة البراق بتكلفة 20 مليون دولار.
ويأتي المخطط التهويدي والمتواصل ضمن مخطط إقامة سبعة أبنية تهويدية تلمودية حول المسجد الأقصى تحت مسمى "مرافق المعبد"!.