الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

سهى عرفات تفتح قلبها وشقتها : أنا عاتبة على حماس لمنعها إحياء ذكرى أبو عمار- ح 2

سهى عرفات في شقتها بسليما في مالطا علي الصالح
نشرت «الشرق الأوسط» اليوم الحلقة الثانية من الحوار المطول الذي أجرته مع السيدة سهى عرفات في شقتها بمالطا حيث تعيش إلى جانب شقيقها سفير فلسطين في فاليتا، منذ خروجها من تونس بعد الخلاف الذي دب بينها وبين ليلى الطرابلسي حرم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في عام 2007، وتسبب في سحب جواز سفرها.. وتواصل في هذه الحلقة الحديث عن الخلافات التي كانت تنشب بينها وبين الرئيس الراحل، لأسباب عدة لا سيما الخلاف حول موضوع كازينو أريحا. وتتحدث سهى عرفات أيضا عن ذكرياتها مع الرئيس الراحل لتؤكد أن ابتسامة أبو عمار كانت أكثر ما يعجبها فيه. ورغم تشديدها على عدم خوفه من الموت، فإنه كان دوما يقول إنه يخاف من أن يموت قبل أن يحقق إنجازا للشعب الفلسطيني. وعبرت سهى عرفات في هذه الحلقة عن عتبها على حركة حماس لعدم السماح بإحياء ذكرى أبو عمار الذي قالت إنه فوق الجميع.
ومن العلاقة مع عرفات وحياتها معه بحلوها ومرها تنتقل السيدة سهى إلى الحديث عن مذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها السلطات السورية بحقها بشأن المدرسة الدولية التي تشاركت فيها مع ليلى الطرابلسي، وانسحبت منها بسبب خلافات حول عدة قضايا. وتعرج في هذه الحلقة إلى العلاقات التي ازدادت سوءا بينهما وأدت إلى سحب جواز السفر التونسي منها. وقدمت السيدة سهى نسخا من وثائق رسمية قالت إنها تثبت براءتها.
* هل كانت تقع خلافات بينك وبين أبو عمار حول قضايا سياسية أو غيرها؟
- نعم كنت أعارضه في أشياء كثيرة وعلى وجه الخصوص موضع كازينو أريحا الذي عارضته بشدة. كانت معارضتي لسببين أولهما أن وراء مشروع الكازينو يوسي غونيسار رجل الموساد السابق، والثاني لأسباب دينية.. إسرائيل لا تسمح بوجود كازينوهات قمار فوق أراضيها لأسباب دينية، فكيف نسمح نحن بذلك؟!
* من أقنع عرفات بفكرة الكازينو؟
- محمد رشيد مستشاره الاقتصادي، بهدف جلب أموال سريعة للسلطة على حد قوله. وكنت أقول لأبو عمار كيف تبرر ذلك دينيا؟!.. والآية الكريمة تقول «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه». وهناك نقطة أخرى، حيث إن موقع الكازينو كان مقابلا لمخيم عقبة جبر، يعني مقابل أحد رموز النكبة.. كيف نقبل أن نحضر الخمر والميسر والروسيات والألمانيات؟!.. بأي منطق وبأي دين يمكن أن نفعل ذلك؟! وعلى أي أساس أو مبدأ يمكن أن نفعل ذلك؟! أنا أعتبر الكازينو أكبر وصمة عار وأكبر خطأ ارتكبه أبو عمار.. أنا حوربت لأني وقفت ضد التيار الإسرائيلي في السلطة. وكنت أناقش الأمر مع أبو عمار وكان يقول لي إنني أسبب له الكثير من المشاكل. فكنت أقول له إنك إذا أردت مصدرا للمال فقم ببناء مصانع للعمال، هؤلاء الذين لن أنسى مناظرهم وأنا أشاهدهم وأنا خارجة من مكتب أبو عمار في غزة، وهم خارجون في ساعات الفجر الأولى بزواداتهم، للحاق بالحافلات التي كانت تنقلهم إلى معبر بيت حانون (إيرز) للتوجه من أجل العمل في إسرائيل. وبسبب هذه المواقف ورفضي للتطبيع، اتهمت بالفساد وقالوا إن لدي أجندات خاصة.
* اتهمت باتهامات شتى من فساد إلى جمع أموال واتهمت في مرحلة من المراحل بالتنسيق مع خالد سلام نفسه حتى في موضوع الكازينو.
- هذا شيء يضحك.. أنا كنت أخوض حربا شعواء مع خالد سلام.
* هناك من كان يقول إن السبب وراء ذلك خلافات حول المصالح.
- خلافاتي معه سببها المشاريع مع إبراهام شالوم ويوسي غونيسار من رجالات المخابرات الإسرائيلية.. معنى التعامل مع هؤلاء أننا نكافئ من عذب وقتل شعبنا بمشاريع. الكل كان يعرف موقفي هذا سواء في حركة فتح أو حركة حماس. ولهذا السبب كان الإعلام الإسرائيلي يشن عليّ حملة وكان الإعلام العربي أو جزء منه يسير وراءه.
* ألم تكن لك أي علاقة بمشاريع الاستثمار التي كانت تقام في الأراضي الفلسطينية بأي شكل من الأشكال؟
- ولا أي مشروع، وكل ما قيل بشأني في هذا الصدد كان افتراء.
* حتى في مشروع شركة الهواتف أو غيرها؟
- شركة الهواتف أخذها رجل أعمال من دار المصري.. وأتوا أيضا بشركة البترول الإسرائيلية «إنيرجيا» التي يرأسها أيضا يوسي غونيسار، وطاروا إلى تل أبيب بطائرة لتوقيع العقد. هذا يعني العودة مجددا إلى الاحتلال. كان بالإمكان شراء البترول من مصر أو أي مكان آخر. كان لي مواقف كثيرة ولا أنسى اليوم الذي أخرجت فيه قيادات حماس من بينهم محمود الزهار من السجون. مارست حينها دوري كسيدة أولى مع أنني لا أؤمن بهذه الألقاب وليس لدينا هذه الثقافة.
* لنعد إلى حياة أبو عمار الشخصية.. ما أكثر ما كان يزعجك فيه، وما أكثر ما تشتاقين إليه؟
(انتظرت قليلا قبل أن تجيب.. وتنهدت تنهيدة طويلة) - كان يزعجني فيه تعامله مع الفئة التي كانت تريد إفادة إسرائيل اقتصاديا.
* أكيد كان وراء موقفه هذا حكمة أو هدف بعينه.. فهو كان يدرك جيدا ما يفعله.
- كان يعتقد أن هؤلاء يمكن أن يخدموا هدفا سياسيا.
* كان دائما يرد على الانتقادات بالقول إنه بدون ذاك الشخص لن نحصل على كذا أو كذا.. هل هذا صحيح؟
- كان يعتقد أن ذاك الشخص سيحقق له بعض المصالح العامة.
* ما أكثر ما كان يعجبك فيه؟
- ابتسامته.. كانت ساحرة.. في آخر أيامه في المستشفى كان يبدو عابسا.. وكلما كنت أدخل الغرفة عليه يبتسم بتلك الابتسامة الساحرة. كان يصر على أن أنام معه في نفس الغرفة، مع أنني كنت أنام في غرفة فوق غرفته.. وعندما سئل عن السبب قال إنه يخاف من أن يطلق قناص النار عليّ.
* لو كتب لعرفات أن يبقى على قيد الحياة.. كيف تتصورين حياتك الآن؟ وكيف تقارنين حياتك اليوم بحياتك مع أبو عمار؟
- لا يجب أن نقارن.. لأن المقارنة تتعب الإنسان. مرحلة أبو عمار انتهت وهو رمز للشعب الفلسطيني.. ومرحلتي أنا أيضا انتهت. أنا الآن إنسانة عادية أحاول تربية ابنتي الأمانة التي تركها أبو عمار. رغم أنني أتابع كل صغيرة وكبيرة في الوضع السياسي الفلسطيني. والمثل يقول «لو دامت لغيرك دامت لك». وأنا ليس لدي أي طموح سياسي. أنا الآن أعيش حياة هادئة في مالطا مع زهوة ووالدتي وشقيقي.
* ما الأشياء التي يمكن أن يقال إنك تعلمتها من عرفات غير الصبر؟
- الوطنية.. رغم أنني وطنية بطبيعتي.. وحب القدس.. وكان يعشق القدس.. وتعلمت أيضا التقشف الزائد.. وتعلمت منه الجرأة.
* هل كان يخاف من الاغتيال؟
- كان يقول أنا عايش زيادة. ليس هناك من لا يخاف من الموت، ولكن كان يخاف من أن يموت قبل أن يحقق إنجازا للشعب الفلسطيني. وكان دوما يقول إنه إذا كان المسلم الهندي أو الباكستاني أو السريلانكي لا يستطيع الصلاة في القدس، ولا المسيحي اللبناني أو العراقي أو الكلداني أو الآشوري لا يستطيع الصلاة في القدس.. معنى ذلك أنني لم أكمل مهمتي.
* كان معروفا عن عرفات حسه الأمني غير العادي.. كيف كنت تتعايشين مع هذا الواقع؟
- جنني عندما كنا في تونس. فقد كان يتنقل من محل إلى محل.. يعني كل ليلة كنا ننام في محل. كان ذلك بسبب تخوفه من الاغتيال، خاصة بعد قصف مقره في حمام الشط واغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988 واغتيال صلاح خلف (أبو إياد) عام 1991 وغيرهما. ولكن الهوس الأمني خف بعد العودة إلى البلاد.
* ماذا عن ثقته بمرافقيه؟
- كانت ثقته كبيرة بهم.. وهنا أود أن أقول إنه لا علاقة لفلسطيني باغتياله.
* كيف تصفين لحظة إعلان الوفاة؟
- كنت في الغرفة المجاورة عندما جاءني رمزي خوري.. أحسست من وجهه أن أمر الله نفذ.. فتساءلت: خلاص!.. قال: خلاص! وكدت أغيب عن الوعي. وصار ما صار كما ذكرنا سابقا.
* في اعتقادك، هل مات عرفات قتلا؟
- ليس لدي أي إثبات. هناك من يقول إنه مات مسموما وهناك من يقول مقتولا.. أنا لدي تقرير من المستشفى يقول إنه مات طبيعيا وليس مسموما. مات أبو عمار وسره معه.. لكن الوضع المعيشي الذي فرضته عليه إسرائيل لا يتحمله شاب في العشرين من عمره.
(دخلت في هذه اللحظة زهوة عائدة من المدرسة واستقبلتها والدتها بترحاب وعناق)
* وهل لديك نسخة من التقرير؟
- نعم لدي نسخة كاملة. وأعيد وأكرر أن أبو عمار مات وسره معه ولا أستطيع أن أتهم أحدا من دون أدلة.
* ماذا عن العلاقة مع عائلة عرفات؟
- العلاقة طيبة وهناك تواصل.. فهم يتصلون بنا للاطمئنان دوما.
* ماذا بشأن العودة إلى فلسطين؟
- أمنيتي، وإن شاء الله يجري استصدار بطاقة الهوية التي يقول الإسرائيليون إنهم أضاعوها.. وأبو مازن رحب بالفكرة وأعد لنا بيتا بالقرب من مقر المقاطعة.
* وهل لديك جواز سفر فلسطيني؟
- نعم.. لدي جواز دبلوماسي.
* لو لم تكوني زوجة عرفات، ماذا كنت تودين أن تكوني؟
- صحافية ومحاورة تلفزيونية ومقدمة برامج.
* يعني زواجك من عرفات قضى على أحلامك! - لا.. حققها بشكل آخر.. فأصبح الصحافيون يحاورونني!
* كيف تقضين أوقات فراغك؟
- أقضيها في القراءة وأمارس هواية المشي وأنتظر عودة زهوة من المدرسة وأزور الصديقات وأتابع الأخبار على الإنترنت وأشاهد التلفزيون، وأحيانا أحضر حفلات السفارات.
* ماذا بشأن علاقتك مع حماس؟
- طيبة وتعود إلى أيامنا في غزة.. وقد أغضبت أبو عمار كثيرا عندما كنت أتدخل للإفراج عن قادتها عندما كانوا يعتقلون. وأتذكر كيف أصررت على الإفراج عن الزهار عندما توفيت والدته. لكن الآن لدي عتب على حماس.. فكيف تمنع إحياء ذكرى عرفات؟! عرفات ليس رئيس فتح فحسب بل رئيس الشعب الفلسطيني.. إذا كان العالم كله يحيي ذكرى أبو عمار.. فكيف أنتم تمنعونه في غزة؟! من أي شيء تخافون؟! في زمن الثورات العربية لم تعد الناس تخاف من أحد. اسم عرفات يتخطى الجميع لأنه زعيم عالمي.. مثل نيلسون مانديلا وفيدل كاسترو وتشي جيفارا.
* لننتقل إلى موضوع مذكرة التوقيف الدولية التي صدرت بحقك في تونس.. عندما تقولين مذكرة توقيف دولية، هل هذا يعني أن السلطات التونسية طلبت من الإنتربول اعتقالك؟
- لا لا.. لم يتقدم الجانب التونسي بهذا الطلب بعد.. والسؤال هو: كيف يمكن أن تطلب من الإنتربول التدخل دون توجيه تهمة للشخص المعني؟!
* كيف يمكن توجيه مذكرة توقيف دولية بحقك إذا لم يوجه إليك أي اتهام؟
- لم يوجه لي أي اتهام، وها أنت سمعت كلام المحامي وقد أكد أنه لم توجه حتى أي تهمة بحقي وأن المطلوب هو مثولي أمام قاضي التحقيق فقط.
* لماذا ترفضين المثول أمام قاضي التحقيق وتقديم أقوالك كشاهدة كما حصل مع غيرك حسب قول المحامي؟
- أنا لن أذهب إلى تونس، وهذه القضية ليست ضدي بل ضد أبو عمار شخصيا.
* وما دخل أبو عمار في القضية.. فكل شيء حصل بعد رحيله وأنت المسؤولة عن القضية إن كان هناك قضية في الأصل؟
- أنا سهى عرفات وأحمل اسمه. هناك حملة من بعض وسائل الإعلام العربية.. بعض الجهات الإعلامية تحاول جر أبو عمار إلى نفس التهم التي توجه إلى بعض الزعماء العرب الذين يقتلون شعوبهم.. أؤكد لك أنها لن تفلح في ذلك.
* تونس التي احتضنت الثورة الفلسطينية (بعد خروجها من لبنان عام 1982) لسنوات طويلة.. ما يمكن أن تجنيه من ذلك؟.. هل يريدون محاسبة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من خلال علاقتك بحرمه ليلى الطرابلسي؟
- لا أعتقد ذلك.. وأود أن أؤكد أولا احترامي الشديد إلى الثورة التونسية.. ثورة الياسمين والدم. واعتقادي أن السكة الجديدة تفتح كل الملفات ذات العلاقة بليلى الطرابلسي. وعندما فتحوا ملف تأسيس الشركة واسمي من بين المؤسسين أصدروا هذه المذكرة ومن غير قصد أو سوء نية. أنا لا ألوم السلطات التونسية بل ألوم الإعلام الذي تناول القضية بشكل مبالغ فيه وجعل منها قضية رأي عام. وهذه الجهات تريد النيل من عرفات من خلالي. يعني أنه إذا كانت زوجته فاسدة فهو أيضا فاسد. إنهم جميعا يتشاطرون على امرأة أرملة وابنة يتيمة.
* ومن هم الكل؟
- أولهم زين العابدين بن علي.. أنا طردت من تونس.
* نعم نريد معرفة سبب الخلاف بينك وبين آل بن علي.. العلاقة كانت طيبة جدا ومنحك الرئيس الجنسية وجواز السفر التونسي وفجأة نقرأ أن جواز السفر سحب من سهى عرفات وغادرت تونس.. كيف تدهورت العلاقة بهذه السرعة غير العادية؟
- العلاقة كانت طيبة.. فأنا كنت ضيفة عليهم.
* كيف كانت العلاقة مع ليلى الطرابلسي؟
- كانت صديقة وبدأت العلاقة في حياة أبو عمار.. كانوا يدعوننا كثيرا.
* وهل دامت العلاقة لسنوات طويلة؟
- كانت صديقة قبل أن نبدأ العمل معا.. صديقة مثل بقية زوجات الزعماء العرب. كنا نتواصل باستمرار ونتحدث في القضايا والمواضيع الاجتماعية ولم أكن أتدخل في الشؤون الداخلية التونسية باعتباري ضيفة على البلد رغم كل ما كنت أسمعه. نحن ضيوف على البلد ولا يحق لنا أن نتدخل. فأبو عمار نفسه لم يتدخل قط في الشؤون الداخلية التونسية رغم كل ما كان يسمعه ويصل إليه من تفاصيل الأخبار.
* لماذا اختارتك أنت بالذات لكي تكوني شريكة لها في المدرسة؟ هل وجدت فيك الصيد الثمين بعد ما تردد عن حصولك على 20 مليون دولار ترضية بعد وفاة أبو عمار، أم أنها كانت تطمع في تزويجك من شقيقها بالحسن؟
- بالنسبة لموضوع الملايين فهو ليس أكثر من إشاعات مغرضة هدفها التشويه، ولو حصلنا على الملايين كما يشاع ما كان حالنا هو الحال، وما كنا لنعيش على هذا النحو.. أقصد أننا ما كنا نعيش في شقة مفروشة في مالطا، كما ترى بأم عينيك، ولكان لدينا منزل مستقل ملك لنا وليس إيجارا. هذا ليس نكرانا للنعمة بل توضيح للأمور ووضع النقاط على الحروف.
هذا بالنسبة للشق الأول من السؤال، أما بالنسبة للشق الثاني وما يخص إشاعة محاولة تزويجي من شقيق الطرابلسي بالحسن، فأود أن أؤكد أنه ليس لهذه الإشاعة أي أساس من الصحة. كنت أرى هذا الرجل، وهو بالمناسبة إنسان خجول جدا، عند شقيقته ربما مرة في السنة وهو متزوج ولديه ثلاثة أو أربعة أطفال. الإشاعة كانت أنني كنت أحاول إيقاعه لتزويجه من شقيقتي الصغرى العازبة ليلى.. ثم انتقل الحديث إليّ لاحقا.
وبالعودة إلى الموضوع، فإن ليلى الطرابلسي لم تخترني، بل أنا كنت أخطط مع صديقة لي لإنشاء مدرسة بعد أن وجدت أطفالا فلسطينيين وتونسيين أيضا لا يتلقون التعليم المناسب. وكان المخطط أن تكون المدرسة برسوم منخفضة وأقساط معقولة لا تتجاوز الألفي دينار تونسي في السنة، وعندما بلغ الأمر ليلى، طرحت نفسها كشريك في المشروع. ولم يكن بمقدوري أن أرفض طلبها، واتخذنا كل الإجراءات الرسمية.. ولم يكن لدي المال الكافي فاقترحت علي أن أحصل على قرض مقابل مزرعة كان أبو عمار قد اشتراها.
* ماذا عن تلك المزرعة؟
- مزرعة زيتون ليست كبيرة جدا وليست صغيرة، اشتراها أبو عمار وكانت المزرعة في بدايتها، ويتشارك فيها أبو عمار مع شريك فلسطيني وثالث تونسي، وكان الثلث الذي يملكه أبو عمار باسم ابنته زهوة.
لنعد إلى موضوع المدرسة.. أخذت قرضا من البنك وبدأنا العمل في المشروع. وهنا لا بد أن أذكر أنها صاحبة مزاج صعب وكانت تغير رأيها كل ثانية.. على سبيل المثال نتفق على قيمة القسط نحو ألفي دينار تونسي في السنة ونطبع الأوراق ونجهزها، لتعود بعد قليل لتتراجع وتغيره. كانت ليلى الطرابلسي متقلبة إلى درجة أنني ضجرت في النهاية. وهل تعلم أنها قررت إغلاق مدرسة فرنسية تدرس البكالوريا لنحو ألف وخمسمائة تلميذ خوفا من منافستها؟! تتصور أن أمر الإغلاق جاء من وزير التعليم بين ليلة وضحاها ونفذ! وبالمناسبة.. التقيت السفير الفرنسي سيرجي، في بيته بباريس في 28 يونيو (حزيران) 2007 وكانت زوجته الإيرانية الأصل فاطمة موجودة. وتحدث السفير عن مشكلة قال إن سببها رسالة بعث بها طلاب المدرسة المعنية للرئيس نيكولا ساركوزي، ضدك (ضدي) وضد ليلى الطرابلسي لإغلاقكما لمدرستهم. اتصلت بليلى الطرابلسي هاتفيا وقلت لها كيف تقدمين على هذه الخطوة وتغلقين مدرسة؟! فكان ردها أن هذه هي بلادنا ونحن أحرار بها ولا تتدخلين.. فقلت لها كيف يمكن أن تقطعي أرزاق الناس؟! تلاسنا على الهاتف ووصل الأمر إلى حد الصراخ. وأضفت أنني شخصيا مستغنية وسأترك البلد ومبارك عليك المدرسة وحدك. بعثت على الفور محاسبتها رجاء إسماعيل التي جاءت برفقة أسماء محجوب، وطلبتا مني التنازل عن حصتي، فقلت لهما: بكل ممنونية. وبالفعل تنازلت ووقعت على الأوراق اللازمة، وتسلمت منهما صكا بـ30 ألف دولار.. وتبرعت بالمبلغ لمؤسسة خيرية، ويشهد على كلامي هذا سيدة اسمها سليمة الدريسي، وكانت مسؤولة في البنك، وهي التي منحتني القرض، وطردت من عملها بسببي.
* غدا:: أعترف بأني ارتكبت خطأ في تصريحاتي بعد وفاة عرفات

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024