نتنياهو الذي يصم آذانه- حسن سليم
ليس فقط يصم آذانه حتى لا يسمع صوت السلام، بل يمنع شعبه أن يسمعه أيضا، خشية ان تكون هناك رواية أخرى غير التي يسوقها، وهو يعلم ايضا انها خرافة ليس اكثر، او فزاعة يتسلل بها الى صناديق الاقتراع.
هكذا يفعل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي أصدرت حكومته قرارا بسحب تصاريح النشطاء الفلسطينيين لمنع دخولهم الى إسرائيل، لوقف اللقاءات التي قال عنها آوري بين آسا من منظمة (مقاتلون من اجل السلام)، إنها "تتيح لكل طرف الحديث عن قصص خاصة تعرض لها، ويقوم الإسرائيليون بطرح الأسئلة على الفلسطينيين، ويحصلون على أجوبة صريحة ومباشرة".
تبرير ايال زئيفي، رئيس قسم العمليات في "الإدارة المدنية"، لسحب التصاريح، بتغيير سياسة إسرائيل تجاه العشرات من منظمات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، كان كافياً للدلالة على مدى معاداة الحكومة لتيار السلام، بما فيهم العاملون من داخل إسرائيل، ممن وصلوا الى قناعة يقينية، بعد تجربة كثير من الخيارات، ان الصراع قد آن اوانه ان يتوقف عند هذا الحد من الرعب اليومي، ليحل محله السلام، وهذا ما يحتاج الى قرار شجاع من حكومة إسرائيل بان تنهي احتلالها، وتعيش جارة لدولة فلسطين، بدلا من الاستمرار بالجري على حد السيف، كما يريد نتنياهو.
قرار الحكومة الاسرائيلية، بالمواجهة العلنية مع نشطاء السلام، جاء بعد أن أدرك رئيسها نتنياهو، أن بذور السلام التي يتم ريها يوميا لانهاء العزلة بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، رغم كل محاولاته ببناء الجدران العازلة، ومؤخرا إغلاق الثقوب فيها، لمنع حتى مجرد النظر منها، او تسلسل اصوات تنادي بالعيش بالمشترك، ان هذه البذور ستنبت حتما شجرة كبيرة يستظل بها كل الحالمين بالأمان والطمأنينة والسلام.
يخطئ نتنياهو إذا اعتقد أن قرار المنع يسهل مهمته باستمرار التغرير بالمجتمع الإسرائيلي، وان الحل يكمن بعزلهم أسرى في صندوق خرافته الأمنية، فقد سبق له منع نشطاء السلام الإسرائيليين من حركة "تعايش" من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة بسياراتهم، وفقا لأمر عسكري يقضي بتحديد تنقلهم دون غيرهم، فتسللوا عبر طرق التفافية في محيط القدس وعبروا حاجز بتير، ووصلوا، واوصلوا رسالتهم بان نتنياهو الذي يحكم اسرائيل، وفاز باقل من سدس اصوات الناخبين لا يعبر عن الكل الاسرائيلي، بل يتناقض مع اكثر من الخمسة اسداس.