افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطيني في الجزائر
افتتح في العاصمة الجزائرية الجزائر مساء اليوم السبت، أسبوع الثقافة الفلسطيني في قصر الثقافة في القبة بحضور وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، ووزيرة الصناعات التقليدية عائشة طاغابو، والوفد الفلسطيني برئاسة الشاعر عبد الناصر صالح وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، وجميع السفراء العرب المعتمدين في الجزائر بما فيهم سفير دولة فلسطين في الجزائر لؤي عيسى، وعدد من الوزراء الجزائريين و وزراء الثقافة السابقين، وحشد من الشخصيات الثقافية والسياسية الجزائرية والفلسطينية.
وجاءت الفعالية تحت عنوان "يوم الشهيد وهبة الأقصى"، حيث يصادف يوم 18-2 يوم الشهيد الجزائري، والعنوان الكبير للفعالية كان "أيام ثقافية ورياضية فلسطينية في الجزائر من 11-18 فبراير".
وبدأ الافتتاح بعرض عمل وثائقي عن الثقافة الفلسطينية وشخصياتها لمدة 14 دقيقة، ثم ألقى وزير الثقافة الجزائرية كلمة الافتتاح، عبر فيها عن مدى سعادته بأن يكون ضمن العائلة التي يمتزج فيها فعل الثقافة بالفعل النضالي، وذكّر بسيدي بومدين شعيب الغوث الولي الصالح الذي شارك في الدفاع عن فلسطين ضد الحملات الصليبية قبل تسعة قرون مع القائد صلاح الدين الأيوبي، وعاد إلى تلمسان بيدٍ واحدة حيث دفنت يده الأخرى في القدس الطاهرة، وينسب إلى هذا الشيخ الجليل باب المغاربة وهو أحد أبواب القدس، وباستحضاره، قال الوزير، نستحضر جميع الجزائريين الذين شاركوا في الحروب العربية التحررية.
ورحب الوزير بالوفد الفلسطيني وقال: إنما هم بين إخوانهم، سيستشعرون دفء الدعم، وذكر إنها المرة الأولى في تاريخ العالم التي سيشجع فيها جمهور البلد الفريق الخصم في مباراة لكرة القدم.
واختتم الوزير حديثه بالقول: سنضع أنفسنا في خدمة القضية الفلسطينية على المستوى الثقافي والسياسي وأي مستوى آخر يمكنه أن يدعم هذه القضية.
بعدها ألقى وكيل وزارة الثقافة الشاعر عبد الناصر صالح، كلمة بدأها بقصيدة، ثم نقل تحيات وزير الثقافة إيهاب بسيسو إلى المشهد الثقافي الجزائري، وقال إن الجزائر كانت وما تزال أول من ساعد في تضميد الجرح الفلسطيني، كما وجه التحية إلى الرئيس بوتفليقة على مواقفه المشرفة والداعمة للشعب الفلسطيني.
وقال: يكفي أن أذكر القليل من الكثير الذي قدمته الجزائر للفلسطينيين، فأول مكتب للثورة افتتح في الجزائر سنة 1964، كما كان لها الموقف المشرف في إيصال صوت ياسر عرفات عام 1974 إلى الأمم المتحدة، كما كانت المكان الذي أعلن منه قيام الدولة الفلسطينية عام 1988، واختتم صالح بالقول إننا نأمل أن نرتقي إلى ترجمة هذه العلاقات إلى أرقى المستويات.
بعد ذلك كانت كلمة السفير عيسى الذي قال، إن الجزائر قدمت لفلسطين ما هو أكثر من الدعم المادي، حيث قدمت الفكر الثوري الذي استندت إليه الثورة الفلسطينية، ودائماً ما كانت الجزائر تقف في خلفية غير مرئية في الصراع لتقدم كل ما يمكنها من أجل القضية.
وأضاف عيسى أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة من الدعم للفلسطينيين، وذلك بالدعم الرياضي، إذ أعلنت أنها ستفتح كافة المجالات والخبرات الجزائرية أمام الرياضة الفلسطينية فرقا وأفرادا، وسيتم التعامل معهم كما يتم التعامل مع الفرق الجزائرية والأفراد الجزائريين في كافة المسائل، وذكر بانفعال أن المطابع الجزائرية قد أوقفت جميع أعمالها إلى ما بعد 17 فبراير بسبب انشغالها في طباعة الأعلام الفلسطينية والجزائرية استعداداً لمباراة الجزائر وفلسطين "عدد الأعلام الفلسطينية التي سوف ترفع أثناء المباراة ستصل إلى مئة ألف".
بعد الكلمات، قرأ مجموعة من الشعراء قصائد تفاعل معها الجمهور، وكان الشعراء هم: أمان الله عايش من فلسطين، وفارس سباعنة من فلسطين، وإبراهيم صدّيقي من الجزائر.
ثم افتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزيرة الصناعات التقليدية الجزائريان معرض الصور الذي يجسد معاناة الشعب الفلسطيني، كما يجسد العلاقات الجزائرية الفلسطينية التاريخية عبر مجموعة من الصور النادرة التي ضمت قادة فلسطينيين إلى جوار قادة جزائريين تاريخيين، وهذه الصور تم توفيرها عبر جمعية الأخوة والصداقة الفلسطينية الجزائرية ممثلة برئيسها أسعد قادري.
كما ضمّ المعرض مجموعة كبيرة من الإصدارات الفلسطينية في مراحل مختلفة ومجالات متنوعة.
يذكر أن الأسبوع الثقافي سيستمر حتى 18 فبراير، وسيتضمن أمسيات شعرية وندوات فكرية وعروضا سينمائية ومسرحية جزائرية وفلسطينية.