"مبادرة اقرأ لتحيا".. تؤسس لمكتبة عامة بمدرسة الصرة
استطاعت طالبات الصف الثامن في مدرسة بنات الصِّرّة جنوب الخليل، من تأسيس نواة لمكتبة عامة سيتم العمل على تطويرها لتكون مركزا ثقافيا، ضمن "مبادرة اقرأ لتحيا" بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسة النيزك.
الطالبة هبة نعيم إحدى المشاركات، اعتبرت ان المبادرة كانت اختبارا لقدرة الطالبات على التغيير وايجاد متنفس لقضاء أوقات الفراغ بدلاً من صفحات التواصل الاجتماعي والمسلسلات، وأنها وفرت فرصة للاحتكاك بشرائح المجتمع المختلفة في القرية والمسؤولين، وتجربة رائعة في الاعتماد على الذات.
بدوره، أكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، أن الحكومة اتخدت قرارا بدعم المناطق المهمشة، وهناك حرص شديد على إثراء العمل المدرسي في تلك المناطق ودعمها ومساندتها ومؤازرتها في صمودها في وجه الاحتلال وإثراء الانتاج المعرفي الناتج عن هذه المناطق التي هي بحاجة الى مساحة أوسع من الاهتمام.
وقال: نحن مع أية مباردة نوعية، ومؤسسة النيزك مشهود لها بالعطاء والانجاز ومدارسنا مليئة بالابداعات والابتكارات والقدرة على اختلاق افكار جديدة، من اجل استمرار المسيرة التربوية والتعليمية.
ودعا صيدم باقي المؤسسات إلى أن تنحى نفس المنحى، من أجل التكاملية في انتاج المعرفة والتعليم في فلسطين.
وعن طبيعة المبادرة، اوضحت مديرة المدرسة فدوى الخطيب، أن فكرة المبادرة قيام طالبات الصف الثامن بالتعاون مع مؤسسة النيزك والمجلس القروي والمجتمع المحلي، بانشاء أول مكتبة عامة في القرية تحتوي على الكتب القيمة والمفيدة والمجلات العلمية والمجموعات القصصية، وستحتضن دورات تعليمية وتوعوية وعرض افلام وثائقية وعلمية ومعارض للكتب في موضوعات أو مناسبات معينة ومسابقات علمية وأدبية بين طلاب المدارس في القرية، استكمالا لدور وزارتي التربية والثقافة.
وشددت على أهمية الاهتمام بهذه المبادرة والسعي الى تطويرها لتقوم بدورها الثقافي وتوسيعها لتسطيع أن تخدم اكبر قدر ممكن من المواطنين في القرية والقرى المحيطة.
وأشارت الخطيب إلى ان المبادرة تهدف الى تشجيع القراءة ونشر الوعي لدى المواطنين، وإعادة الهيبة للكتاب وتعويد فئات المجتمع المختلفة، خاصة الأطفال للتمتع بأوقات فراغهم واستغلالها ودعم الروابط الاجتماعية بين افراد المجتمع عن طريق الندوات وتبادل الآراء في المشكلات المحلية وتعزيز روح المواطنة الصالحة وخدمة المجتمع المحلي.
وتابعت: هذه المكتبة لا تقتصر على طلاب المدارس بل للمجتمع المحلي، لأن جوهر المبادرة مبني على نشر الثقافة والوعي الفكري في جميع اتجاهاته الايجابية بتنويع مصادر معرفته.
بدورها، أشارت المدربة في مدارس الجنوب ضمن برنامج طلائع قادرة التغيير الايجابي "بادر"، سجى عمرو، إلى أن البرنامج يهدف الى تعزيز حس الملاحظة للمشكلات المحيطة بالطلبة والبحث عن حلول ابداعية لحلها وتعزيز شخصية الطالب ليصبح قادرا على التواصل والتنسيق مع المجتمع المحلي والهيئات وصناع القرار.
وأوضحت أن المبادرة حظيت بتجاوب وتفاعل المجتمع المحلي الذي ترتب عليه سرعة في الانجاز وعدم وجود عقبات، وهذا مؤشر على حاجة المجتمع الى مبادرات لان المجتمع المحلي لديه قابلية كبيرة لانجاح المبادرات الهادفة التي تخدم المواطنين وتسعى للتغيير الايجابي.
وأكد رئيس المجلس القرى خليل ابو عوض، أن المجلس تبنى المبادرة كونها تخدم أبناء قريتنا ومحيطها من القرى التي تفتقر لمكتبة عامة، وتؤسس لحالة من الحراك الثقافي في القري، وتوفر مساحة لتطوير قدرات ابناء القرية التعليمية، من خلال الدورات التعليمية التي ستعقد في المكتبة والندوات، إضافة الى خلق نواة لمكتبة عامة سيتم العمل على تطويرها.
وتابع: سيتم العمل ايضا على إنشاء حديقة عامة بمساحة نصف دونم تقريبا، وسيتم تشجيرها وتم التنسيق لذلك ضمن الحملة.