امطار ظ    60 عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"    الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة  

الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة

الآن

هجرة خضراء في عنان القدس!

انتظر باحثو مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية الخامس عشر من شباط بفارغ الصبر، وهو يوم انطلاق هجرة الطيور الربيعية، وبدء تزيينها لسماء فلسطين.

وينشط الباحثون داخل كوخ خشبي في قمة مشرفة على جبال القدس الغربية برأس بيت جالا، يتخذه المركز محطة دائمة لمراقبة الطيور وتحجيلها، في تجهيز شباكهم ومناظيرهم وحلقات دائرية معدنية تحمل اسم فلسطين، لوضعها على أرجل الطيور التي يجري الإمساك بها لدراستها، قبل إعادتها إلى الحرية.

ويبدو الترقب واضحًا بالنسبة للمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض وللباحثين: رياض أبو سعدى، وميشيل فرهود، ومهد خير، فالهجرة الربيعية كما يقول عوض "فرصة هامة لدراسة المزيد من الأنواع، وتسجيل أخرى جديدة، فالأمر يربط هذه الكائنات الصغيرة بالحياة وجودة البيئة والتغيرات المناخية التي تهددنا، ويعد متعة وتشويقاَ."

 

مرجع:

يضيف عوض وهو يحمل النسخة الأحدث من قائمة الطيور في فلسطين، التي أصدرها المركز مؤخرًا:" هذا العمل الأول من نوعه، وقد استطعنا من خلال البحث العلمي توثيق وحصر(373) نوعًا من الطيور تشمل (22) رتبة و(64) عائلة أساسية و (30) عائلة فرعية و (186) جنسًا، والتي جرى تحجيلها ورصدها ومراقبتها وتوثيقها في الضفة الغربية وغزة."

ويضيف: في السابق، كانت التقديرات تشير لعدد أقل، أما في فلسطين التاريخية فالرقم أكبر وهو 530 نوعًا.

ويتزين الإصدار الجديد بلوحة  تجمع  زوجًا من  عصفور الشمس الفلسطيني، الطائر الوطني الذي اعتمده مجلس الوزراء رسمياً قبل عام، بتنسيب من سلطة جودة البيئة وبمبادرة من المطران منيب يونان رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية والاتحاد اللوثري العالمي.

يفيد الباحث ميشيل فرهود، بأن الإصدار الذي نشر باللغة الإنجليزية، وزع على المؤسسات الرسمية وسلطة جودة البيئة، واتحادات دولية بيئية مختصة ووفود أجنبية وناشطون، وهو مرجع علمي استند لعمل شاق وطويل في أكثر من موقع.

ووفق فرهود، فإن "التعليم البيئي" يراقب موسم الهجرة الربيعية في محطة طاليثا قومي الدائمة بيت جالا، ومحطتي طولكرم وأريحا الموسميتين، فيما يستعد لتدشين رابعة في مرج ابن عامر على أطراف جنين، كما يعد العدة لتأسيس محطة متحركة سادسة ستكون الأولى في فلسطين.

 

500 مليون "زائر":

ويؤكد الباحثان في المركز ميشيل فرهود ورياض أبو سعدى أن فلسطين شاهدة كل عام على عبور أكثر من 500 مليون طائر، كون بلادنا أهم ثاني موقع عالمي لهجرة الطيور المُحلّقة.

ويقولان: لو راقبنا هجرة طائر اللقلق (أبو سعد)  وحده  لاكتشفنا الكثير، فهذا الطائر يعتمد خلال تحليقه على تيارات الهواء الساخن، ويساعد المزارعين في السيطرة والتخلص من الآفات الزراعية كالقوارض والأفاعي والحشرات، لذلك فهو صديق للمزارع الفلسطيني.

وأضافا:  يمر سنوياً فوق فلسطين حوالي نصف مليون من طيور اللقلق وحدها، ومثلها من حوّام النحل في موسم الهجرة الواحد.

ويصدر المركز أوراق حقائق خاصة بهجرة الطيور، فيقول في أخر ورقة تتبعت الهجرة الربيعية العام الماضي: إن أسراب الطيور التي تقطع مسافات طويلة في طرق هجرتها الربيعية هذه الأيام، وتبحث عن موائل مؤقتة في بلادنا؛ للراحة والغذاء قبل أن تواصل مسيرتها، توفر فرصة جديدة للتمتع بجماليتها، والتعرف على عالمها، ومراقبتها، في وقت ينهب الاحتلال كل ما هو فلسطيني، ويهود الأرض والشجر والحجر."

ويؤكد سيمون عوض: أن نشر مفاهيم مراقبة الطيور وتحجيلها له أبعاد مختلفة، ويحمل قيمًا بيئية، ويحتاج إلى جهد  لرفع الوعي بالمخاطر التي تتعرض طريق هجرتها من تدمير وصيد جائر وتلوث وتغير مناخي. عدا عن  تطوير القوانين التي تحمي هذه الطيور خاصة المهددة بالانقراض.

ويرى باحثو المركز أن دراسة الطيور ومراقبتها في بلادنا التي تواجه تحديات جراء الاحتلال وإفرازاته، وما تعانيه من انتهاكات بيئية وعدوان يدمر كل شيء، وهو علم له أصوله وجماله.

ويضيف عوض: يطرح اختفاء أسراب الطيور المهاجرة تساؤلات حول تدمير النظام البيئي والعبث بتوازنه، وقتل الأعداء الطبيعية للآفات الزراعية بفعل الاستخدام المفرط للكيماويات السامة، وتهديد للتنوع الحيوي.

ويؤكد أن فلسطين بحاجة لتفعيل قوانين حماية التنوع الحيوي والحياة البرية، ومنع الصيد الجائر، وحظر الاتجار بالطيور المهددة.

 

5 مجموعات:

يتابع وهو يحمل عدسة طويلة ترصد أسرابًا بعيدة عن سفوح جبال القدس الغربية: تُقسم طيور فلسطين إلى خمس مجموعات: المقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمهاجرة، والزائرة الشتوية، والمشردة.

وسبق لعوض أن أصدر قبل سبع سنوات كتاب (طيور فلسطين) قدم فيه تعريفًا مصورًا لها بالأسماء العلمية، واللاتينية، والرتب، والعائلات.

ويُجمع باحثو المركز، الذي يعد الممثل العربي الوحيد في منظمة الطيور الأوربية ( SEEN)  إن أهم مسارات هجرة الطيور في فلسطين هي الواقعة ضمن حفرة الانهدام  ممثلة بالأغوار وأريحا، ويأتي القسم الأكبر من الطيور المهاجرة من أوروبا، ووسط آسيا وغربها، وتقضي الشتاء في أفريقيا، وتعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال الخريف والربيع.

 

جهود:

ويسعى "التعليم البيئي" من وراء الأسابيع الوطنية الست لمراقبة  الطيور، التي نظمها بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، إلى التعريف بالتنوع الحيوي الفريد لفلسطين، وصيانة النظم البيئية والمحافظة عليها من التخريب، والاعتناء بموائل الطيور، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، ومحاربة الصيد الجائر، وحظر الاتجار بالحيوانات البرية، وإنشاء قاعدة معلومات للتوثيق، وبناء إستراتيجية وطنية لحماية التنوع الحيوي، والإعلان عن الأنواع المهددة بالانقراض، وصون المناطق المهمة للطيور، وسن تشريعات وتفعيل القوانين السارية لحماية التنوع الحيوي.

 

متحف ناطق:

ويشير أبو سعدى  أن متحف التاريخ الطبيعي الخاص بالمركز يضم أكثر من 2500 عينة من المتحجرات ومحنطات الحيوانات المختلفة التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرن.

وتتنافس عشرات الطيور والنسور والصقور والثديات والزواحف والبرمائيات والأسماك المحنطة لتوثيق سيرة ذاتية للحياة البرية  لفلسطين. فيما تحتفظ ردهات المعرض بسجلات لحيوانات انقرضت أو توشك على الانقراض كطائر “بوم السمك البنية”  المعروفة بضخامة حجمها الذي قد يصل إلى ضعفي حجم البومة العادية.

ويتسيد المتحف الرخمة المصرية، والنسر الأسمر، والنسر الذهبي، والعويسق المهددة بالانقراض، في منطقتنا، إضافة إلى عصفور الشمس الفلسطيني. ويقدم  بعُداً تاريخياً وحضارياً وبيئياً لفلسطين والمنطقة، فيبوح بعينات من الأحافير والمتحجرات لحيوانات يتجاوز عمرها ملايين السنين، ومنها سمك القرش، الذي تم اكتشافه في شارع المهد وسط بيت لحم، عدا عن أسماك متحجرة استخراج من بيت فجار.

يقول عوض: اشترك العالم البيئي الألماني غرستاف دلمان، في جمع عينات للعديد من حيوانات فلسطين التاريخية، وتحنيطها بين أعوام 1890 إلى 1912، مع العالم الفلسطيني سنا عطا الله، الذي ذاع صيته في البحث عن الثديات الموجودة في فلسطين والمنطقة بين عامي 1950 و1960، واكتشف "الفأر الشوكي الذهبي" الذي سجل باسمه، بجوار مجموعة للدكتور مازن قمصية، وثقها في سبعينات القرن الماضي.

وينهي: تعتبر موجودات المتحف كنوزاً ودلائل علمية على الطبيعة الجيولوجية والمناخية والتغيرات التي حدثت خلال العصور السابقة، وتفتح الباب للباحثين للتعرف على عناصر البيئة. وتشكل نواة لمتحف بيئي وطني يسعى المركز عبره لحفظ العينات البيئية الفلسطينية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025