سوق الخضار في نابلس.. ساحة مواجهة
زهران معالي
كان سوق الخضار المركزي في مدينة نابلس على الساعة الرابعة من فجر اليوم الثلاثاء، على موعد جديد مع اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، فحوّل الجيش المئات من الصناديق البلاستيكية والخشب المخصصة للخضراوات والفواكه التي تعود لتجار في السوق المركزي إلى رماد، بعد اشتعالها بفعل القنابل الغازية المسيلة للدموع والصوتية التي أطلقها أثناء اقتحامه للمدينة.
ويوضح صاحب شركة أبو الحكم للخضار والفواكه غانم أبو غنيم لـ"وفا" أن "قوات الاحتلال تسببت بتدمير 600 "مخالٍ" للخضار و400 "مشتاح" يعود نصفها له ونصفها الآخر لشركة "صايمة إخوان للفواكه" إثر إطلاق القنابل الغازية والصوتية بكثافة داخل السوق.
ويقدر أبو غنيم قيمة ما دمره الاحتلال بين 350-400 ألف شيقل، موضحا أن غالبية الصناديق المدمرة تعود لتجار من داخل الخط الأخضر يحضرون الخضار والفواكه لشركته وشركة صايمة إخوان، مقابل رهن 500 شيقل لكل "مخال" في حال عدم إرجاعها لأصحابها.
ويؤكد صاحب شركة "صايمة إخوان" أن الاحتلال هدف لتدمير وتخريب الممتلكات، واصفا الاعتداء بأنه الأكبر والأضخم بين الاعتداءات السابقة لقوات الاحتلال على السوق.
ويضيف أن الشركة لن تستطيع توريد الخضار والفواكه للسوق المركزي الذي يزوَد مناطق واسعة في شمال الضفة الغربية حتى تأمين صناديق بديلة.
بدوره، يوضح مدير سوق الخضار المركزي في نابلس مهند عسقلان لـ"وفا" أن حافلات للمستوطنين يرافقها قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس في الساعة 12 بعد منتصف الليل باتجاه قبر النبي يوسف، شهدت خلالها مواجهات مع الشبان الذين ألقوا الحجارة باتجاه الآليات العسكرية رد خلالها الجيش بإطلاق القنابل الغازية والصوتية التي أدت لاحتراق مئات من الصناديق البلاستيكية والخشبية في السوق.
ويضيف أن اعتدءات الاحتلال ليست الأولى فقد حدثت اعتداءات متكررة على السوق، إلا أن هذا الاعتداء كان الأكبر.
من جهتها، إطفائية بلدية نابلس أوضحت في بيان صحفي أن فرق الإطفاء تعاملت مع حريق اندلع في أكثر من 500 صندوق من البلاستيك والخشب المخصصة للخضراوات والفاكهة في السوق نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع أطلقها جيش الاحتلال خلال اقتحام المدينة.
وأوضحت أن القنابل أدت إلى اشتعال الصناديق وشبكة كهرباء الضغط العالي، حيث ارتفعت ألسنة اللهب حوالي عشرة أمتار واستمرت عملية الإطفاء قرابة الساعة، حتى تم السيطرة على الحريق واستهلاك حوالي 30 متر من المياه.
يشار إلى أن الشاب أحمد زيتون (24 عاما) أصيب، فجر اليوم الثلاثاء، بعيار نازي بالقدم اليسرى برصاص الاحتلال بعد اقتحامه لمدينة نابلس.