الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

أحلام وأموال تبخرت في البلدة القديمة في الخليل

أسيل الأخرس

على مدخل البلدة القديمة في الخليل، يافطة كبيرة لمحل لبيع المجوهرات والحلي، فيما لا يوجد الا بسطة صغيرة يبيع عليها محمد الحروب (45 عاما) الحُلي والإكسسوارات.

يافطة تحكي معاناة رجل خسر مهنته ومحل الذهب الذي يمتلكه في البلدة القديمة، ليتحول به الحال من بائع للذهب إلى بائع على بسطة بعد ان حلم لسنوات بأن يصبح تاجر ذهب كبير.

ويقول الحروب: كنت املك محلا لبيع الذهب أغلقته قوات الاحتلال، وأجبرت على نقله خارج سوق الذهب، حتى استسلمت إلى بيع جميع الذهب الموجود كاملا في متجري في عام 2006، بسعر 7.5 دينار للغرام الواحد، وتكبدت خسارة كبيرة وأنا الآن أبيع الحُلي والمشغولات المصنوعة يدويا والمطرزات التراثية، وبات ما اجنيه لا يكفي لسد احتياجات اسرتي المكونة من عشرة افراد".

وتابع: الخليل، وخاصة البلدة القديمة، شهدت خلال الانتفاضة الثانية، بعد العام 2000، مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال، وفرض الاحتلال إغلاق على المحال استمر لأسابيع ولأشهر في بعض الأحيان، وتسبب في خسارات هائلة للتجار، ما جعل المتسوقين يتجنبون الذهاب الى هذه المنطقة خشية على حياتهم بينما أغلقت البنوك والمؤسسات الأهلية فروعها.

 تجار الذهب نموذج لتجار آخرين اضطروا لمغادرة الخليل القديمة للأسباب ذاتها، وأوصد باب رزقهم في هذه المنطقة مع إغلاق البلدة القديمة أمام المتسوقين.

ورغم من أن الحكومة تعفي أهالي وتجار الخليل القديمة من الحد الأدنى من استهلاك المياه والكهرباء، إلا أن هؤلاء يعتبرون أن الدعم الحكومي غير كاف لتعزيز صمودهم، داعين إلى مشروع واسع يعزز السياحة المحلية والأجنبية ويعزز وجود المتسوقين في البلدة القديمة.

تغير الحال مع الحروب كما تغير حال عدد من تجار الذهب والتجار الآخربن الذين كانوا يملكون محلات في البلدة القديمة، وأغلقت أو اضطروا إلى تحويلها لبيع أصناف أخرى. 

وكانت قوات الاحتلال أغلقت في العام 2000، 512 محلا بأوامر عسكرية، و1300 محل مغلق بسبب اعتداءات المستوطنين في الخليل والحواجز والعراقيل.

ويرى سميح الحروب (47 عاما) صاحب محل لبيع الذهب في باب الزاوية، إن إغلاق سوق الذهب والمحال في البلدة القديمة الحق خسائر كبيرة كان لها أن تغير الوضع الاقتصادي في الخليل.

ويقول: خسرت أكثر من 170 ألف دينار جراء إغلاق متجر الذهب الذي اشتريته في العام 1980 في البلدة القديمة في الخليل.

وأضاف: "قام الجيش الإسرائيلي بمنع المواطنين من أن يفتحوا محالهم بعد الواحدة ظهرا، ثم أغلقوا شارع الشهداء، وسيطروا على مدرسة أسامة بن المنقذ القريبة من سوق الذهب وأنشأوا فيها مستوطنة بيت "رومانو"، وأغلقوا متجرنا وأكثر من 30 متجر ذهب آخر في سوق الذهب"، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال منعت التجار من نقل الأدوات والخزنات ولم يسمحوا لهم الا بنقل المصوغات الذهبية.

ولفت إلى انه اضطر إلى شراء متجر لبيع الذهب في باب الزاوية، مشيرا إلى "انه لا يوجد حركة او نشاط اقتصادي بسبب الوضع السياسي والاقتصادي المتردي التي تعيشه الخليل وباقي المحافظات، موضحا أن شراء الذهب يرتبط بحالات الاستقرار".

ويقول رئيس غرفة تجارة محافظة الخليل، ورئيس اتحاد الفلسطيني للمعادن الثمينة غازي السيد، إن جيش الاحتلال في عام 2000 أغلقوا أكثر من 40 محلا لبيع الذهب، الأمر الذي ترتب عليه خسارات بالملايين لأصحاب المحال، وخسائر اقتصادية تعاني منها الخليل حتى يومنا هذا.

وأضاف، عرف لعشرات السنوات سوق الذهب كمركز اقتصادي وكان له قيمة اقتصادية كبيرة، وكان يتراوح سعر المتجر آنذاك 100 - 200 ألف دينار، حيث يرتبط سعر المتجر بشهرته وقربه عن مركز المدينة.

يشار إلى أن محافظة الخليل تقوم بتوزيع مبلغ 140 دولارا للتاجر، كل 4 أشهر بما يصل سنويا الى مليون و400 ألف دولار لتعزيز صمود أهالي وتجار البلدة القديمة.

وأشار إلى انه تم إنشاء صندوق لدعم البلدة القديمة، والذي أقرته الحكومة في شهر 11 خلال اجتماع مجلس الوزراء في الخليل، مشيرا إلى أن الحكومة رصدت له 100 ألف دولار، فيما تبرعت الغرفة بـ 50 ألف دولار، لافتا إلى أن مؤسسة استهلاكية ستنبثق عن الصندوق تبيع السلع بأسعار تقل عنها في المناطق الأخرى، لدعم صمود أهالي البلدة القديمة في الخليل.

ودعا إلى منح البلدة القديمة نظام حوافز وامتيازات ضريبية وجمركية لتنشيط الحركة التجارية فيها.

وحذر السيد من خطورة تكرار سيناريو البلدة القديمة في باب الزاوية، القريب من المنطقة المعروفة بـ "H1"، والذي أصبح يعاني من عزوف المواطنين والتجار عن الوصول إلى باب الزاوية، وأصبح الامتداد باتجاه الشمال "شارع وادي التفاح، ودوار المنارة".

_

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025