الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

المحررة البس: سأدرس الصحافة لانقل معاناة الاسرى الى العالم

لم تكن الأزياء الحديثة وآخر ألبومات أشهر المطربين والمطربات يوماً من اهتمامات الأسيرة المحررة وفاء البس (26 عاماً)، فمنذ صغرها كانت وفاء تتابع أخبار الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي، فتسجل أسماء الشهداء وتحفظها، وتخط بقلمها رسوماً تعبيرية عما يجيش في صدرها.

وعندما كانت في العشرين من عمرها، اعتقلت عند حاجز «ايرز» شمال قطاع غزة وهي تحاول اجتيازه في طريقها كي تفجر نفسها بحزام ناسف وسط تجمع لجنود الاحتلال في مدينة بئر السبع داخل اراضي الـ 48، في عملية خططت لها «مجموعات الشهيد نبيل مسعود»، إحدى أجنحة «كتائب شهداء الاقصى» الذراع العسكرية لحركة «فتح»، ومنع تنفيذها خطأ فني في حزام التفجير الذي كانت تتزنر به.
بعد ست سنوات من الاعتقال، خرجت الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة في 18 الشهر الماضي في اطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي أبرمتها حركة «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» مع اسرائيل، مؤكدة استعدادها لتنفيذ عملية استشهادية جديدة، وأطلقت على نفسها لقب «الشهيدة الحية».

وعن خططها للمستقبل، تقول وفاء: «أنوي استكمال دراستي الجامعة التي حرمتني ادارة السجون من إكمالها داخل السجن، ودراسة الصحافة كي أوصل معاناة الأسرى إلى كل العالم».

وبالنسبة الى سنوات اعتقالها، قالت البس: «عشت عامين من اعتقالي في ظروف تفتقر إلى الحياة الآدمية، كانوا ينقلونني من زنزانة إلى أخرى تحت الأرض، ويقدمون لي طعاماً سيئاً مليئاً بالحشرات والذباب، ناهيك عن الفئران... زائرينا الوحيدين في العزل الانفرادي». وأضافت: «في العزل، كنت أتمنى أن أتكلم مع أي أحد، حتى أنني كنت أؤنس وحدتي بالحديث مع فأر صغير دأبت على إطعامه كل يوم إلى أن لاحظت السجانة تعلّقي به، فنقلتني إلى زنزانة أخرى».

واستذكرت وفاء كيف اقتحمت مديرة السجن زنزانتها في عزل سجن الرملة وصادرت منها رسماً للجندي الأسير غلعاد شاليت كتبت عليه باللغة العبرية التي تعلمتها أثناء وجودها في السجن: «لن ترى النور قبل أن يراه الأسرى، فأمرت السجانات بضربي وشد شعري وصادروا حجابي مني، فمزقتُ فراشي وستَرت به شعري».

وروت البس كيف تعرضت الى تهديدات بالقتل أكثر من مرة من السجانات والسجينات الجنائيات الاسرائيليات اللواتي كن يحاولن إيذاءها وكل الأسيرات بكل الوسائل، مشيرة إلى نجاتها بعناية الله من مياه مغلية رشقتها بها إحدى السجينات».
ووصفت الأوضاع التي أجريت خلالها عملية جراحية في أعصاب يدها اليسرى، قائلة: «كنت مقيدة اليدين والقدمين حتى وأنا تحت تأثير المخدر». وأضافت: «ادارة السجن رفضت طلبي المتكرر بتوفير العلاج الطبيعي ليدي، ما أثر على قدرتي على استخدامها في شكل سليم حتى الآن».

وعن تأثير الانقسام السياسي على واقع الأسيرات في السجون الاسرائيلية، قالت البس إن «الأسيرات موحدات، واختلافاتهن في حدود طبيعية، والسمة الغالبة عليهن هو الاستعداد لتقديم التنازلات للوصول الى حلول وسط». ولفتت إلى حال الأسيرات السبع اللواتي لم تشملهن الصفقة، قائلة: «تركناهن بحال مأسوية جداً، كن يبكين ويتساءلن عن السبب في استثنائهن».

وتحدثت وفاء مطولاً عن صديقتها الحميمة آمنة منى، قائلة: «كانت دائماً تحتضنني وتمسح دمعي، تعلمت منها معنى الانتماء وكيف أحافظ على مشاعري الوطنية وأتجنب عمليات الإسقاط (الإيقاع بالأسرى للتعاون مع اسرائيل من خلال متعاونين مع أجهزتها الأمنية) ... أعطتني من وقتها الكثير لتثقيفي وتنمية قدراتي».

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024