"طلائع الإعلاميين".. فتية يحلمون بالنجومية
زهران معالي
عُرف عنها بأنها مهنة المتاعب وصاحبة الجلالة، يطمح إليها الكثيرون بهدف النجومية والمغامرة، إلا أن أسبابا أخرى كانت دافعا لخمسين طالبا وطالبة للمشاركة في برنامج "طلائع الإعلاميين" الذي ينفذه مركز بلدية نابلس الثقافي "حمدي منكو".
منسقة البرامج والمشاريع في مركز "حمدي منكو" آلاء يعيش، قالت لـ"وفا" أن برنامج "طلائع الإعلاميين" من البرامج النوعية، التي تستهدف الطلبة المتميزين، لصقل شخصيتهم الإعلامية، وتوعيتهم بأهمية الرسائل الإعلامية، وتعلم المهارات الصحفية.
وتشير إلى أن البرنامج في موسمه الثاني مخصص للفئة العمرية من (13- 16 عاما) وبلغ عدد المتقدمين إليه نحو 80 طالباً تم اختيار 50 منهم وفق معايير خاصة بالبرنامج، وبعد إجراء مقابلات اعتمدت على قوة الشخصية والذكاء، ويستمر على مدار ثلاثة أشهر.
طلائع الإعلاميين" الذي انطلق في العام 2012، من البرامج الموجهة التي تستهدف الأطفال والشباب، بصفتهم الشريحة المهمة والأكبر التي تحتاج مزيداً من الرعاية والاهتمام، وفق يعيش.
وتضيف أن البرنامج يهدف لإيجاد جيل من طلبة المدارس يملك وعياً إعلامياً، وثقافة ومهارات وقدرات إعلامية، وتدريب الطلبة المشاركين على كتابة الأخبار والتقارير وإجراء المقابلات والحوارات وإجادة التصوير والتقديم الإذاعي والتلفزيوني، إضافة إلى امتلاك مهارات التحليل للرسائل الإعلامية من خلال تنمية التفكير الناقد للمضامين التي تبثها وسائل الإعلام، للتميز بين الصحيح والمكذوب منها، في ظل سيطرة وسائل الإعلام على عقول الجماهير كباراً وصغاراً.
يقول مدرب البرنامج والمحاضر في الجامعة العربية الأمريكية في جنين صدقي موسى، إن فلسفة "طلائع الإعلاميين" قائمة على التربية الإعلامية التي تهدف إلى نشر التفكير الناقد تجاه مضامين وسائل الإعلام والتمييز بين الرسائل بسلبياتها وإيجابياتها وإدراك ما يقصد من المضمون الإعلامي.
ويضيف أنه تم استهداف هذا الجيل، أملا بأن يطبق كتاب للتربية الإعلامية على المدارس وفي الجامعات، متابعا "هذه الفئة العمرية المستهدفة معرضة إلى كم كبير من الرسائل الإعلامية المتباينة وتجربتهم محدودة مما يجعلهم أكثر تأثرا بوسائل الإعلام".
ويهدف البرنامج وفق موسى لإنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية بالشراكة مع وسائل الإعلام المحلية واستثمار المواهب والقدرات في إقامة مشروع إعلامي خاص بالأطفال.
شهد نصير (15 عاماً)، إحدى المُشاركات في البرنامج، تقول لـ"وفا" إنها أحبت الإعلام وما يحتويه من مغامرات منذ صغرها وشاركت في إعداد الإعلانات، كما حصلت على فرصة للتدريب في إحدى الإذاعات المحلية في نابلس وتشارك في الإذاعة المدرسية، ووترى أن "طلائع الإعلاميين" أولى الخطوات في رسم مستقبلها.
وتضيف أنها منذ الصغر تحلم بدراسة الإعلام لإيصال الحقيقة للناس، وتتابع أخبارا معينة بالإضافة لاشتراكها بخدمات إخبارية عبر الجوال، واتسعت مقدرتها خلال البرنامج على تحليل الأخبار وعدم الاكتفاء بتلقيها بشكل مجرد.
والتحقت شهد في البرنامج بعد دخولها في منافسة عن طريق إعلان لمركز "حمدي منكو"، ووجدت فيها طريقة لتتعرف على الإعلام أكثر، كون دراسة الإعلام كانت طموحا يراودها، إلا أن البرنامج دفعها للتفكير جديا بدراسة الإعلام.
فيما يقول الطالب محمد زيدان (17 عاما) أنه أصبح يميز الرسائل الإعلامية السلبية والإيجابية التي تقدمها وسائل الإعلام ولم يعد متلقيا لها فقط، موضحا أنه شارك في البرنامج بهدف المعرفة ولا يطمح لدراسة الإعلام مستقبلا.
ويضيف أنه استطاع تنمية موهبته في الكتابة الإبداعية وكتابة المقالات والتقارير ذات العلاقة بهموم الطلبة ومشاكلهم، والتي تهدف لصنع التغيير الإيجابي في المجتمع.
و"حمدي منكو" شخصية اعتبارية فلسطينية وأنشأ مركز بلدية نابلس الثقافي وسمي باسمه عام 2003، بمبادرة من عائلته، بالتعاون مع مؤسسة التعاون والبلدية، التي يعتبر المركز من أهم إنجازاتها من حيث التنوع في الأنشطة والفعاليات التي تسهم في تلبية احتياجات الأطفال والشباب في منطقة نابلس.
ويسهم المركز في تطوير وإثراء قدرات وطاقات شريحة هامة من المجتمع المحلي، متمثلة بالأطفال والشباب حيث تضم أنشطة المركز النواحي الثقافية والاجتماعية والتعليمية والعلمية. ويخدم المركز مدينة نابلس و54 تجمعا سكانيا في المناطق المجاورة للمدينة.