وزارة الأوقاف.. ما حساب الصلاة في الحسبة ؟! موفق مطر
- متى سيقرر وزير الاوقاف الاطلاع على محيط مسجد جمال عبد الناصر في مركز مدينة البيرة، ليرى بأم عينه حال صلاة الجمعة..فهنا مشهد لم ار مثيله ابدا، في اي بلد يصلي المؤمنون فيها صلاة الجمعة. - يعلم الوزير كما يعلم المواطن المؤمن أن الصلاة عبادة، وأن العبادة خشوع وخضوع وتأمل في آيات الله..وطهارة ونظافة، لكن هل يمكنهما (الوزير والمصلي) اجابتنا على سؤال: كيف يمكن للمصلي ان يوفر هذه المقومات وسط بسطات الخضار، وحركة الجائلين في (الحسبة)، وحاويات القمامة. - مئات من المصلين على رصيف المسجد والأرصفة المجاورة، وفي ممرات سوق الخضار، قد يوازي تعدادهم الموجودين تحت سقف المسجد، يستمع بعضهم لخطبة الجمعة واقفا، فيما اغلبهم قد افترش (صندق كرتون) او جريدة، او جاكيته، وجلس متربعا يستمع، ثم تجد نفسك تمر من امامهم وهم يصلون في مكان لايتوفر فيه الحد الأدنى من النظافة والطهارة الواجبتين للصلاة كما نعتقد. - لو كان محيط المسجد حديقة، او ساحة ترابية رملية نظيفة، لكان الأمر طبيعيا ،أما في حالة محيط مسجد (عبد الناصر)، فصحة المصلين وسلامة ابدانهم ونفوسهم في خطر، من غرق المكان بطوفان الفضلات والقاذورات، والمصلون يطبعون جباههم على الأرض (المكتنزة بالجراثيم) ويتنفسونها عشر مرات على الأقل خلال الصلاة!. - لماذا لا تبادر وزارة الأوقاف لبناء طابق آخر للمسجد يتسع للمصلين، توسعة تليق بمدينة رام الله.. اذ يبدو ان المواطنين يحبذون الوصول الى هذا المسجد بهذه الأعداد الزائدة عن استيعاب المسجد، كل لسبب يخصه. - لماذا لاتخصص الوزارة اماكن ( خيم واسعة ) خاصة مجهزة بالحد الأدنى من المطلوب لراحة المصلي، كحصائر نظيفة على الأرض، واغطية واقية من الشمس والمطر.. لكن نظرة سريعة على المكان نجد صعوبة تنفيذ هذا الاقتراح مادامت ( الحسبة ) الملاصقة للمسجد، تراها تغص بالباعة والمواطنين للتبضع من سوق الجمعة تحديدا في هذا اليوم من الاسبوع. - البلدية، وزارة الأوقاف، المحافظة، يعرفون ما لديهم في هذه المنطقة الحساسة من المدينة، وبامكانهم ان اجتمعوا على مبدأ حماية المصلين، وتوجيههم، وتأمين ظروف عبادة ملائمة، فانهم سيجدون الحلول، لكن الى حين ابداع هذا الحل نعتقد ان للمؤمن دور مهم في تأمين وضمان صحته اثناء صلواته، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، فقد يكون ذهابه الى مسجد آخر ولو بعيد نسبيا، ليحظى بمجلس طاهر نظيف خير من اي سبب قد يدفعه للصلاة هنا بالتحديد.. حتى وان لاحظنا ان كثيرا من المصلين في اماكنهم في السوق امام بسطاتهم او بجانبها او وراءها هم من الباعة!. - لا مبرر للوزارة لتأجيل هذا الموضوع، ويدرك الوزير ومسؤولي الوزارة خطر ما نتحدث عنه بمجرد زيارة على عين المكان، ليقارنوا بين مظهر صلاة جمعة هنا بين بسطات وحاويات (الحسبة) مع صلاة مثيلتها في اي بلد بالعالم، والا فان الجميع سيسال عن الأمر يوم الحساب.