امطار ظ    60 عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"    الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة  

الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة

الآن

دباغة الجلود في الخليل .. صناعة تاريخية تسابق الحداثة

أمل حرب

"صنع الخليل"، عبارة يحرص باعة الأحذية، وغيرها من الصناعات الجلدية، على ذكرها للزبون ترغيبا في الشراء، لكن لا أحد يذهب بخياله الى حيث البداية. دباغة الجلود، التي بدأت في الخليل صناعة يدوية قبل أكثر من مائة عام، لكنها اليوم تواكب أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال.

تحتفظ مدينة الخليل بموقع الصدارة في عدة صناعات قديمة ذات قيمة اقتصادية أساسية، تشكل حلقة في سلسلة متكاملة من الصناعات، أبرزها صناعة دباغة الجلود، كلمة السر في بقائها رغم المعيقات توريثها من الجد للأب للابن.

"مصنع الخليل لدباغة الجلود"، هو وريث هذه الصناعة في المدينة، تأسس عام 1950 امتدادا لمصنع قديم أسس عام 1920، بدأ بصناعة يدوية وطرق بدائية بحيث أصبحت صناعة عائلية متوارثة، قال صاحبه نور الدين الزعتري مضيفا أنه مر بعدة مراحل من التطوير من حيث زيادة المساحة واستخدام الآلات الحديثة، واستعمال آخر ما توصل له العلم من مواد وتقنيات مستخدمة في الدباغة والأصباغ، بمواصفات عالمية .

وقال الزعتري: إن هذه المهنة استقدمت الى البلاد من مصر، وامتهنت هذه الصناعة عدة عائلات في المدينة مثل عائلة العشي، وبيوض، وقفيشة، والتي كانت أسبق من آل الزعتري، التي باتت تنفرد الآن بمصانع الدباغة.

دباغة الجلود، بحسب الزعتري، قائمة على الإنتاج المحلي، وأحيانا يتم استيراد الجلود من الخارج وإسرائيل، فيما يسوق الانتاج محليا وفي إسرائيل، وأحيانا في الأردن.

وقال الزعتري: الجلود تصل من مسالخ الضفة والقطاع، وإسرائيل، ويتم تجميعها من قبل تجار الجلد الخام، الذين يقومون بتمليحها وتنظيفها قبل وصولها الى مرحلة الدباغة في المصنع،

وتمر هذه العملية بأربع مراحل: غسل الجلد من الشوائب والأملاح، وتهيئته لإزالة الشعر والدهون، ثم ازالة المواد الكيماوية المستعملة في ازالة الشعر والدهون، والمرحلة الرابعة تحنيط الجلد ومعادلته لاستقبال الدباغة.

وأضاف موضحا: الدباغة تعني الصبغ، وتحويل المواد العضوية مقاومة للتحلل، وجعلها لينة  بإضافة مواد دهنية، وشق الجلد الى طبقتين ومساواته بسمك معين، وتلوينه، وعصره عبر ماكينات التجفيف، وتجهيزه للاستخدام في صناعات أخرى كالأحذية والحقائب.

المصنع ينتج جميع أنواع الجلود الصغيرة والكبيرة، منها جلود الأحذية العادية بأنواعها وألوانها، وجلود الأثاث، وجلود الملابس، وجلود الحقائب والأحزمة، مبينا ان النسبة الأكبر من الانتاج تسوق محليا، والباقي الى إسرائيل.

وأشار الزعتري الى الصعوبات والمعيقات التي تواجهها هذه الصناعة، مبينا ان المواد التي تستخدم في دباغة الجلود مستوردة، خصوصا من ايطاليا، حيث تعيق إسرائيل عمليات الاستيراد بحجج أمنية بدعوى انها مواد خطرة ومزدوجة الاستعمال.

وقال: المواد الأساسية في صناعة الجلود يصعب الحصول عليها بسبب سياسة الاحتلال، بالإضافة الى نقص المياه وشحها بسبب استيلاء الاحتلال على آبار المياه في الضفة الغربية،  والصعوبات التي تواجهها عملية إقامة منطقة صناعية وتقسيم المدينة الى منطقتين (H1  و H2)، ومشكلة التخلص من النفايات، حيث تتم هذه العملية حاليا من خلال بلدية الخليل بتكلفة باهظة، أما المواد السائلة فيتم التخلص منها في مكب تابع للاحتلال في النقب داخل الخط بتكلفة عالية جدا.

وتابع "الجلود الخام التي تصلنا من الجزارين بعضها يكون تالفا وممزقا لا يصلح للصناعة"، داعيا الى وجود مسالخ حديثة للحفاظ على هذه الثروة، فيما يتلف انتاج قطاع غزة من الجلود، والذي يشكل 45% من مجمل الانتاج في فلسطين، لعدم سماح الاحتلال بوصولها للضفة.

وقال: تواصلنا بشأن هذه المشكلة مع كل الوزارات، وأيضا سلطات الاحتلال،  ولم يتم حل هذه المشكلة حتى الآن.

ورأى الزعتري أن تطور هذه الصناعة "يتطلب حصولنا على حصتنا من المياه، وإدخال المواد الأساسية اللازمة لهذه الصناعة، وضبط الاستيراد وتشديد قيوده، واعتماد الجودة كأساس للاستيراد، فتشديد مراقبة الجودة لا يعيق تقدم الصناعة المحلية، بل يساهم في رقيها" .

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025