في الفارسية: يهدمون ونبني
الحارث الحصني
"يهدمون ونبني"، جملة يرددها ويصر عليها مواطنون يقيمون في منطقة الفارسية شرق طوباس، الذين هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساكنهم أكثر من مرة.
وظل المواطن طلال أبو العايدة، يؤكد عليها أثناء حديثه مع "وفا"، حين كان يقف أمام خيمة اقامها بشكل ارتجالي، لتأويه وأسرته بعد هدم خيمته يوم امس، والتي كان ينصبها مكان مسكنه الذي هدمته قوات الاحتلال قبل اسبوعين.
وكانت جرافات إسرائيلية هدمت يوم أمس خياما وحظائر أغنام في المنطقة، بعد مرور أيام قليلة دون تنفيذ سلطات الاحتلال عمليات هدم لـ 35 منشأة في الفارسية، بحجة عدم الترخيص.
يقول أبو العايدة "ما بطلع من هالأرض، يذبحني أو يطخني".
المواطن حامد رزق يقول إنه أقام خيمة وحظيرة أغنام جديدتين مجرد مغادرة الآليات المكان.
ويؤكد المواطن علان لافي، "لو أجوا كل يوم يهدموا الخيام، سأبنيها".
ولكنهم يشكون من قلة الإمكانيات في بناء مساكن جديدة تكفي لإيواء أسرهم، مشيرين إلى أن الخيام التي نصبوها قبل نحو اسبوعين مكان مساكنهم كانت قد قدمت لهم على شكل مساعدات، والآن يبنون على نفقتهم الخاصة.
ويشرح لــوفا كيف تمت عملية الهدم قائلا: " قبل أن تشرق الشمس كانت جرافات الاحتلال فوق رؤوسنا، معززة بأكثر من عشر آليات عسكرية، بدأت بهدم خيمة مبيت، و حمام، ومطبخ، بالإضافة لمولد إنارة".
و يكمل، "هذه الخيم اشتريتها على نفقتي الخاصة، و بعد أن هدمها الاحتلال لم يبقَ عندي أي معدات لنا غيرها، لكن مع ذلك لا يوجد عندي مشكلة في المبيت في العراء حتى يتم إصلاحها".
وكانت أم عماد تقف فوق ركام خيمتها وبعض صناديق النحل المدمرة، وقالت: رغم أن زوجي حاول جاهدا في السابق أخذ ترخيص بناء ولم ينله من سلطات الاحتلال، التي تتهرب من إعطاء المواطنين أي ورقة تثبت حقهم في المنطقة، ونفضل المبيت في العراء وتحت أنظار مستوطني مستوطنة "ميخولا" المطلة علينا، على ترك أرضنا ومصدر رزقنا".
مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات يقول لـ "وفا"، إن "الاحتلال يسعى خلال هذه السياسة إلى طرد المواطنين من أراضيهم، رغم أنها أراضٍ مملوكة ومسجلة بالطابو"، مؤكدا أن الاحتلال يهدم كل مرة بحجة عدم وجود تراخيص، وهو لا يمنح تراخيص للسكان في المنطقة.
ويقطن في الفارسية ما يقارب 70 فردا، موزعين على 13 عائلة.