وتستمر الحرب على شوفة
هدى حبايب
لم تدم فرحة المزارع إبراهيم حامد وأولاده طويلا، وهم يشاهدون نمو ثمار البندورة واحمرارها بعد جهد وتعب في زراعتها والاعتناء بها، لتجتثها والبيوت البلاستيكية الحامية لها، قوات الاحتلال الإسرائيلي.
جرافتان احتلاليتان بحراسة جنود الاحتلال هدمتا وجرفتا، صباح اليوم الأربعاء، كل أخضر على أرض حامد المحاذية لمستوطنة "أفني حيفتس" المقامة عنوة على أراضي شوفة، في محافظة طولكرم، كما لم تسلم عشرات أشجار الزيتون بعمر 5-10 سنوات من الاقتلاع، ورش مكانها مبيدات كيماوية اعتبرها المزارعون سابقة خطيرة من نوعها.
ويقول معتصم حامد، كنت بالأرض عندما داهمتنا قوات الاحتلال مدعومة بجرافات عند الساعة السادسة صباحا، ومنعوني من البقاء فيها، وقاموا بتفتيشي بطريقة استفزازية رغم علمهم بأنني من أصحاب الأرض، إلا أنني رفضت المغادرة وبقيت أشاهد ما يجري من دمار شامل للأرض والزرع.
وأضاف تكبدنا مبالغ كبيرة من أجل استصلاح هذه الأرض من تجريف ونقل للتراب وخراطيم المياه وحديد البيوت البلاستيكية والأشتال، فهي مصدر رزقنا، فهذه الأرض ورثناها عن أجدادنا منذ مئات السنين، وسنبقى صامدين ومتشبثين فيها.
وحول مجريات الأحداث قال عمه تحسين حامد، قبل ثلاثة أيام جاء ما يسمى (حراس أرض إسرائيل) إلى المنطقة وطلبوا من أصحاب الأرض إخلاءها لأنها أرض دولة حسب ادعائهم، حيث قمنا وبمساعدة أهل القرية بقطف ما تسنى لنا من ثمار البندورة، وإزالة بعض البيوت البلاستيكية، ولكن تفاجأنا اليوم بجرافات الاحتلال تخلع وتهدم ما تبقى دون أن تسمح لنا بأخذ أي شيء منها، حيث دمرت بيتين بلاستيكيين مقامين على دونمين من الأرض البالغة مساحتها 16 دونما.
وفي الوقت ذاته، وقريبا من البيوت البلاستيكية قام عدد من المستوطنين باقتلاع أشجار الزيتون قدرت بـ150 شجرة من عمر 5 إلى 10 سنوات، تعود ملكيتها للمزارع فؤاد كمال مصطفى من مساحة الأرض المزروعة البالغة 4 دونمات، ورش مكانها بالمبيدات الكيماوية الخطيرة.
واعتبر أصحاب الأراضي هذه الممارسات بأنها غير قانونية وغير أخلاقية، مؤكدين أنه مهما نفذ الاحتلال من جرائمه بحق الأرض إلا أنهم باقون عليها، وسيقومون بزراعتها مرات ومرات، مشددين على أن هذه الأراضي ملكيتهم وبحوزتهم أوراق "الطابو" التي تؤكد ملكيتهم لها، مناشدين كافة المؤسسات الإنسانية العالمية إلى ممارسة دورها في الضغط على الاحتلال لوقف إجراءاته التعسفية بحق الأرض والشعب الفلسطينيين.
إن ما جرى اليوم ما هو إلا استمرار للمخططات الاحتلالية الاستيطانية التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق قرية وعزبة شوفة، بهدف سلب أراضيها وتهجير سكانها، لتوسيع مستوطنة "آفني حيفتس"، حيث سبقها قبل ثلاثة أشهر قيام جرافات الاحتلال بتدمير البيوت البلاستيكية المزروعة بالبندورة، وأشتال السبانخ، وخلع أشجار الحمضيات والزيتون المعمرة من أراضي المواطن منير فتحي مصطفى إسماعيل وأشقائه، البالغ مساحتها ما يقارب27 دونما والمجاورة لأرض حامد، عدا عن الاعتداءات اليومية المتكررة بحق الأشتال التي يزرعها أصحاب الأراضي المجرفة، الذين وضعوا نصب أعينهم الاستمرار في إعمار الأرض وعدم السماح بتمرير مخططات الاحتلال.