"لنا في أرضنا ما نعمل"
ما من أحد في الساحة الفلسطينية، وحتى خارجها، حيث الأصدقاء والخصوم معا، لم يعد يعرف على نحو أكيد، أن الرئيس أبو مازن مناهض تماما لخطاب الجملة الاستهلاكية، وأن كلمته لا تعرف التلون ولا المحاباة الانتهازية من فوق أي منبر، كان دستوريا أو تنظيميا أو وطنيا، أو غير ذلك.
واضح وصريح دائما، وحين يقول الرئيس إننا "مكلفون بإنصاف المعلمين، وإننا حريصون على أن يعيشوا بكرامة، وسنقدم لهم ما يستحقون من دعم ومساندة" فإنه لا يقول ذلك لأغراض الدعاية والإعلان، ولا يتطلع بالقطع لأصوات انتخابية في اتجاه كان، وإنما يؤكد الرئيس ابو مازن موقفا مبدئيا للسلطة الوطنية تجاه شريحة من المجتمع لها هذا الدور التربوي العظيم، موقفا ينطلق من رؤية لا سياسية ولا حزبية، وإنما اجتماعية في الأساس، ولأن العملية التربوية معنية ببناء مجتمع المستقبل بتطلعات الحرية التي سعينا ونسعى وسنواصل السعي إليها بتصميم لا تردد فيه ولا تراجع.
لا جدال في هذا الموقف ولا تنازل عنه بالقطع، وغير مسموح لأحد أن يعبث بالمستقبل وأجياله، ومربي هذه الأجيال، وإنها لمهمة وطنية ودينية وأخلاقية، جميعنا معنيون بها وملزمون بتحمل أعبائها ومسؤولياتها، أفراد وجماعات، سلطة ومؤسسات، معلمون وطلاب وأهاليهم، كلنا في مركب واحد، وجهتنا واحدة وحيدة حيث مستقبل الحرية والاستقلال.
وفي هذا المركب نحمل بعضنا البعض، نختلف لنتفق، لا لكي نفترق، وحرام علينا الفرقة والافتراق، ومثلما نحمل بعضنا البعض، علينا أن نتحمل سوية ما يفرضه الواقع الاحتلالي على حياتنا ، وحواجز وسياسات دامية،وان نتحمل سوية كافة الصعوبات والمشقات لأننا سوية سنغير هذا الواقع، سوية سنجعل أحلامنا وتطلعاتنا تمشي على قدمين، والأمر في المحصلة أمر الإرادة والوحدة والتكاتف... وشعبنا شعب الإرادة الحرة، شعب الصبر والأمل، ولنا دائما في أرضنا ما نعمل.
كلمة الحياة الجديد - رئيس التحرير