الحمد الله: أحيي جهود اللجان الشعبية في حماية المكانة القانونية والتاريخية للمخيمات
المخيمات أصل الحكاية التي لن تكتمل إلا بحل عادل ومشرف للاجئين فيها
حيا رئيس الوزراء رامي الحمد الله جهود اللجان الشعبية في حماية المكانة القانونية والتاريخية للمخيمات، "لأنها أصل الحكاية التي لن تكتمل إلا بحل عادل ومشرف للاجئين فيها".
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح مركز شباب مخيم عسكر الرياضي، اليوم السبت، وتفقد الجمعيات الحيوية في المخيم.
وقال الحمد الله: "أتواجد معكم اليوم لأشارككم افتتاح مركز شباب مخيم عسكر الرياضي، الذي يعتبر بنية وإضافة هامة لمؤسسات دولة فلسطين، وأداة حيوية لصقل طاقات وإمكانيات شبابنا".
وأضاف: "كما تهدف زيارتي إلى تفقد الجمعيات الحيوية فيه، كجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة وناديهم الرياضي، والاطلاع أيضا على سير المشاريع الإنتاجية والتشغيلية التي أقرت لزيادة فرص التشغيل وتحسين مستوى المعيشة، وسنواصل العمل، بدعم من الصناديق العربية، على ترميم البيوت وتأهيل وتوسيع المراكز في مخيم عسكر القديم، حيث إن واجبنا الأول والأساسي، سيبقى تنمية قدرة أبناء شعبنا على الصمود والبقاء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وطغيانه".
وتابع رئيس الوزراء: "كم أشعر بالفخر، وأنا أتواجد اليوم في مخيم عسكر القديم وبين أهله الصامدين رغم مأساة اللجوء ومعاناة التشرد المستمرة منذ ثمانية وستين عاما من الاحتلال والقهر والعدوان، فكل مخيم فلسطيني، شاهد يذكر العالم بأسره، بأننا شعب لا يعرف اليأس، شعب لا تكسره جرائم الاحتلال الإسرائيلي أو جرافاته".
واستطرد الحمد الله: "نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس وباسمي، أحيي أبناء مخيم عسكر القديم، ولجنته الشعبية ومؤسساته، وأحيي من خلالهم، أبناء فلسطين اللاجئين في الوطن وفي منافي الشتات، حماة الهوية والأرض، الذين يظهرون كل يوم، بأن قضية شعبنا العادلة ستبقى عصية على الطمس والنسيان والإبادة".
وأردف: "في الوقت الذي تواجه فيه القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس العالم أجمع، بقضية شعبنا العادلة وحقوقه المشروعة، وتحشد الرأي والتأييد العالمي لضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا ومقدراتنا، ويتصدى شعبنا ببسالة وصلابة لمخططات التهجير والاقتلاع، ويتعرض لأعمال القتل والتنكيل، وتصادر حقوقه وأرضه وموارده، وتنتهك مقدساته الإسلامية والمسيحية، تتعاظم مسؤولية الحكومة لتعزيز الصمود الشعبي والمؤسسي، وتنفيذ المشاريع وتقديم الخدمات الأساسية والطارئة لشعبنا".
وأوضح الحمد الله: "لا يمكن فصل تاريخ المخيمات الفلسطينية أو مكانتها أو دورها التاريخي في صون هوية وذاكرة شعبنا، عن عمل اللجان الشعبية في نجدة أهالي المخيم والارتقاء بواقع حياتهم، فهي كانت ولا تزال، العنصر المساند والمكمل لعمل الحكومة وللاونروا في رعاية مصالح اللاجئين والتخفيف من وطأة معاناتهم وتلبية احتياجاتهم، أحييكم وأحيي جهودكم الوطنية النبيلة في حماية المكانة القانونية والتاريخية للمخيمات الفلسطينية، فهي أصل الحكاية التي لن تكتمل إلا بحل عادل ومشرف للاجئين فيها، ووفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار الأممي 194".
وأضاف رئيس الوزراء: "وإننا وإذ نعمل بكل جدية والتزام، لوضع المجتمع الدولي عند مسؤولياته المباشرة في حماية اللاجئين والنهوض بواقع حياتهم، والاستمرار في دعم الأونروا وتمكينها من تقديم الخدمات وضمان جودتها، فإننا نواصل في الوقت ذاته، دعمنا المطلق للجان الشعبية في المخيمات، وسنمضي معا في تطوير مرافق المخيمات وتأهيل بنيتها التحتية وتطوير الخدمات المقدمة لأهلها وتعزيز صمودهم، فلا يوجد تعارض بين ضرورة توفير مقومات الحياة الكريمة لأبناء شعبنا في المخيمات، وبين عملنا الجاد للوصول بمشروعنا الوطني التحرري إلى قدره الحتمي في الخلاص من الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة، التي يشكل اللاجئون جزءا أساسيا منها، فهم قلب القضية النابض وشريانها الرئيسي".
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: "أحيي أبناء شعبنا في المخيمات جميعها، الذين تمتزج فيهم آلام ومآسي التشرد بالأمل وإرادة الحياة، لتصنع من صمودهم أسطورة تاريخية في التمسك بالثوابت الوطنية الأصيلة، وبالحلم المشروع بالعودة والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي، وشعبنا كما قال سيد الكلمة شاعرنا الكبير محمود درويش، لن تخذله الحياة ولا بد له أن ينتصر".
وحضر الافتتاح محافظ نابلس أكرم الرجوب، ووزير المواصلات سميح طبيلة، ورئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر القديم حسني عودة، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والإسلامية جواد الناجي، وعدد من الشخصيات الاعتبارية والرسمية.
وقام رئيس الوزراء بجولة داخل المخيم تفقد فيها مركز شباب عسكر الاجتماعي، ومنزلا قيد الإنشاء من بين سبعة منازل بمنحة من الحكومة، وديوان شهداء مقبرة الشهداء، بالإضافة إلى لجنة نادي المعاقين، وجمعية أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة.