بطل "الجمعة"
زهران معالي
بين أزيز رصاص الاحتلال الإسرائيلي وقنابل الغاز، خلال المواجهات الأسبوعية التي شهدتها قرية كفر قدوم شرق قلقيلية يوم الجمعة، والتي اعتادت عليها القرية منذ 2011، تسلل الضابط في الأمن الوقائي مشهور جمعة (45 عاما) لإنقاذ الطفل خالد مراد شتيوي (11 عاما)، الذي أقعدته رصاصة أطلقها قناص الاحتلال الإسرائيلي من مسافة لا تتعدى 20 مترا، ليكون هو الآخر هدفا لهم حيث أصيب برصاصة في فخذه.
يقول جمعة، لــ"وفا"، إن أهالي القرية انطلقوا في مسيرتهم السلمية الأسبوعية كعادتهم؛ للمطالبة بفتح المدخل الرئيسي للبلدة، إلا أنهم تفاجأوا بوابل كثيف من الرصاص وقنابل الغاز من قبل جنود الاحتلال، الذين نصبوا كمينا للشبان بين البيوت المهجورة على مدخل البلدة".
وأضاف، أن الشبان تفرقوا إلا أن الطفل خالد مراد شتيوي (11 عاما)، كان ضحية لرصاص الجنود، حيث أصيب في قدمه ولم يستطع الهرب منهم وبقي يصيح طالبا النجدة، وحاول الشبان إنقاذه إلا أن الجيش كان يطلق النار بكثافة.
جمعة الذي لم يستطع مشاهدة خالد ينزف، تحدى الخطر المحدق به بين كمين الجيش ورصاصاته التي لا ترى غير الفلسطينيين هدفا، واستمر في الاقتراب من الطفل خالد حتى استطاع لمسه لتباغته رصاصة من جنود الاحتلال دخلت من منطقة الحوض وخرجت من فخذه، إلا أنه واصل السير جريحا حاملا خالد لإحدى سيارات الإسعاف المتواجدة، ومن ثم لمستشفى رفيديا في مدينة نابلس وفق قوله.
وتابع: ما فعلته كان واجبا على كأي شاب في كفر قدوم والوطن، نموت لأجل أطفالنا، وإنسانيتا تحتم علينا ذلك لإنقاذ أطفالنا من احتلال لا يعرف الإنسانية.
وأوضح أنه خرج من مستشفى رفيديا بعد العلاج، إلا أنه لا يستطيع السير على قدمه إلا بمساعدة أفراد العائلة.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يصاب بها جمعة، فقد أصيب ثلاث مرات، كانت إحداها خلال المسيرات السلمية التي تشهدها القرية منذ 2011، حيث أصيب برصاصة في المعدة أثناء محاولته إنقاذ أحد الشبان المصابين برصاص الاحتلال على مدخل القرية، ومرة في الانتفاضة الأولى بيده.
ويرقد الطفل شتيوي على سرير الشفاء في مستشفى رفيديا الحكومي لليوم الثالث، حيث من المقرر إجراء عملية له لتثبيت العظم غدا الاثنين بحسب والده مراد شتيوي.
وأوضح شتيوي وهو منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم والناطق باسم حركة "فتح" إقليم قلقيلية في لقاء سابق مع "وفا"، إن طفله خالد أصيب برصاصة من النوع الحي- المتفجر اخترقت قدمه وفتتت عظامه.
وبين والد الطفل أن الإصابة تسببت بكسر مؤقت وتفتت في العظام بحسب ما أبلغه الأطباء المعالجون في مستشفى رفيديا، موضحا "أنه بمجرد إطلاق النار على طفله وقع أرضا ما تسبب في مضاعفة معاناته".
وبين أن الهدف من المظاهرات الأسبوعية التي انطلقت في شهر تموز عام 2011 هو المطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ مطلع الانتفاضة الثانية، ورفضا للاستيطان على أراضي القرية والمحافظة، والأهالي واللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في كفر قدوم ارتأوا، نظرا لتصاعد العقوبات الجماعية من قبل جيش الاحتلال، أن تصبح المسيرة السلمية يومين بالأسبوع بدلا من يوم واحد، في محاولة للتصدي لسياسة القمع الممارسة بحق أبناء شعبنا في كفر قدوم.