ليكن الفوز بالنقاط يا معلم - حسن سليم
المتابع لازمة اضراب المعلمين، يدرك تماما ضعف الخبرة لدى المعلمين في ادارة الازمة مع الحكومة، وفي التعاطي مع المبادرات التي تم طرحها، وضعف في مهارة التفاوض لانتزاع الحقوق وتحصيل المكاسب منها. معلوم ان هكذا معارك لا تنتهي بالضربة القاضية، فاي من الطرفين لن يسمح للاخر ان يكسره، مما يبقي خيار الفوز بالنقاط، ليتجدد التباري عند توفر الظروف المناسبة، وتطبيب الجروح الناتجة. مطالب المعلمين في الاسبوع الاول من الاضراب، التي تأخرت الحكومة في معالجتها والتعامل معها، كانت محقة، ولهذا استحوذت على تأييد كبير في الشارع الفلسطيني، حتى من غير صفوف المعلمين، بل اكثر من ذلك انها جذبت الكل لدعم مطالبهم، والضغط على الحكومة لسرعة التعامل معها. اليوم، ونحن في الاسبوع الرابع على اضراب المعلمين، وبعد طرح قائمة المبادرات للوساطة، وبعد اعلان الحكومة وتقديمها للعروض، تصلح كاساس لاستكمال الحوار مع المعلمين، وتعهدها بدفعها كامل مستحقاتهم كاملة قبل نهاية العام، ومعالجة القضايا الخلافية مع الجسم الذي سينتخبه المعلمون، كان على المعلمين المحافظة على الدعم الشعبي لمطالبهم، ووقف الاضراب، تجنبا لانهيار العام الدراسي، الذي سيؤذي جيلا كاملا في مستقبلهم، بشكل يفوق من حيث القيمة مطالب المعلمين. ان ازمة الادارة للاضراب من طرف المعلمين، وتركهم للباب مشرعا امام التدخلات من قبل المتمسحين بمطالبهم، واضفاء الصبغة السياسية التي اصبحت ظاهرة بشكل فاقع، ستجعل الحكومة اكثر تشددا، بل ستدفعها للتعامل بردة فعل قد لا تكون محسوبة، كما ستفقد المعلمين حالة التضامن مع مطالبهم، لخروج الامر عن حراك مطلبي. ان المعلمين ان ارادوا فعلا نهاية مشرفة لحراكهم، وان ارادوا ان يحافظوا على رسالتهم من اي خدش، وحماية حراكهم المطلبي من اي استغلال سياسي، مطالبون اليوم ان يعلنوا وقف اضرابهم بعد ما تحقق لهم، وان يعلنوا بدء مرحلة ترتيب بيتهم الداخلي، من خلال اتحاد قوي امين، يعبر عن صوت المعلم، وقضاياه ورسالته، وقادر على بناء تحالف مجتمعي، لا يهتم فقط برواتب وحقوق اقتصادية، بل يهتم بالتعليم كمهنة ومناهج وبيئه، بشكل يفضي الى استعادة هيبة وقدسية المهنة.