مناقشة العمل المسرحي "ناطور" في غزة
ناقش أدباء ونقاد ومسرحيون وقاصون في غزة، اليوم الاثنين، العمل المسرحي "ناطور"، للكاتب خالد خماش.
جاء ذلك خلال تنظيم مركز غزة للثقافة والفنون والتجمع الشبابي من أجل المعرفة "يوتوبيا"، لقاءً لمناقشة العمل المسرحي، ضمن "مبادرة تحت الطبع"، بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان.
وأشار رئيس مجلس إدارة المركز أشرف سحويل، إلى إصرار المركز و"يوتوبيا" على مواصلة نشاطاتهما ضمن برنامج تحت الطبع، الذي يأتي في دورته الثالثة خلال ثلاثة أعوام.
وثمن سحويل دور مؤسسة عبد المحسن القطان على دعم المبادرة و إنجاحها على مدار عامين تكلّلا بالنفع على جيل شاب مبدع لا يرى خلاصه إلا بالثقافة والفنّ، والذي يأتي في سياق أهداف مركز غزة للثقافة والفنون.
واستهلت إدارة اللقاء الباحثة روان الصوراني بتعريف المونودراما كأحد أشكال المسرح التجريبي القائم على ممثل واحد يسرد الحدث، كما عرّفت بالكاتب المسرحي خالد خماش ومساهماته في المشهد الثقافي وأبرز محطات حياته الأدبية والمسرحية.
وتحدث الروائي غريب عسقلاني عن تجربة النص المسرحي "ناطور"، وما إذا كانت شخوصه المتمثلة بالراعي وراهب الكنيسة والحاخام وإمام المسجد، تمتلك حججها وديباجتها وتلويناتها ليستطيع شخص واحد تقمّصها وأداءها جميعا على خشبة المسرح، وفرّق بين الأدب المسرحي كأدب له خصوصيته وثقافته ولغته، وبين العرض المسرحي كطقس أدائي بحيث يكون الأدب جزء منه.
وخلال المداخلات، قال الكاتب محمد نصار إن هناك اختيار موفق في التناول لدى الكاتب مع اختلافه حول مفهوم الترابط الديني وكيف أنه وإن كان في ظاهره مبني على قاعدة المحبة والسلام، فهو كان متناولا كأحد أشكال الصراع الرئيسية في النصّ. ثم أثار إشكالية النصّ الأحادي المونودرامي في إشارة إلى أن العمل كان بإمكانه أن يخرج من هذا الإطار، الإطار المونودرامي.
وسألت الناقدة سهام أبو العمرين الكاتب خماش عما إذا كان نصّه المكتوب مُمسرحاً أم أدبيا محضا، وألمحت إلى أن النصّ سيكون مجهدا بالنسبة للممثل حين اشتغاله بسبب تلوينات الشخصيات وتعدد مشاربها.
بدوره، قال نوّاف أبو عمرة إن التفاصيل في المسرحية سترهق الأداء، وكلاسيكية النصّ ستخون الخشبة، وفضّل لو كان مكتوبا بالعاميّة على الفصحى التامّة.
وأتبعه الدكتور رياض أبو رحمة بتساؤلٍ آخر عن طبيعة تحوّل النص من المونودراما إلى شيء آخر، وذلك تبعا للخلفيات الثقافية التي تحملها كل شخصيّة في المسرحية.
الكاتب محمد عفانة أسهب في وصف الرمز في مسرحية "ناطور"، ففي لحظة ما كان الرمز يوظّف الدين لخدمة صراعه مع الآخر، وتحدث عن المونودراما بوصفها عملا أحاديا يعطي مساحة واسعة للممثل تبعا لذهنيته العالية وقوة لغة جسده في الأداء.
وفي ختام اللقاء تمت دعوة الروائي عسقلاني ليقدم بدوره درع مركز غزة ويوتوبيا للكاتب خماش، تقديراً لمشاركته ضمن فعاليات مبادرة تحت الطبع.