القرار الوطني الفلسطيني المُستقل كتاب لباسم برهوم سيصدر قريباَ
نقلا عن الحياة الثقافية - يصدُر قريباً عن دار الناشر والأهلية للتوزيع كتاب تحت عنوان "القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، نشأته وتطوره، والمخاطر التي تُهدده"، للكاتب والاعلامي باسم برهوم. يتكون الكتاب من أربعة فصول، بالإضافة الى الخاتمة والمقدمة وتقديم للكاتب والروائي الفلسطيني فيصل حوراني.
وعند سؤالنا لباسم برهوم عن اسباب اختياره لموضوع الكتاب، أجاب إن السبب الرئيسي ينبع من خشيته وخشية كل الوطنيين الفلسطينيين من فقد الشعب الفلسطيني مرة أخرى لقراره الوطني المُستقل.
لأن هذا الفقدان سيعني هذه المرة تصفية القضية الفلسطينية ربما لعقود طويلة قادمة، ويُضيف موضحاً لقد كان الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني باهظاً نتيجة حرمانه من قراره الوطني في العام 1948، عندما أخذ الحكام العرب في حينه على عاتقهم القضية الفلسطينية، وكانت النتيجة النكبة بما تعنية من فاجعه للشعب الفلسطيني، الذي شُرد وتم الغاء وطنه فلسطين عن خارطة الشرق الأوسط.
وأشار الكاتب الى الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني من التضحيات والجهد من أجل استعادة قراره الوطني المُستقل عبر مسيرة الثورة الفلسطينية التي انطلقت بها حركة فتح عام 1965، والثمن الباهظ في سياق الحفاظ على هذا القرار الذي لايزال مهدداً الآن وفي المستقبل طالما يفتقد الشعب الفلسطيني الى دولة مُستقلة ذات سيادة.
وبخصوص مضمون الكتاب عبر فصوله الأربعة، يقول الكاتب في البداية كان لابد من التوضيح للقارئ، ماذا يعني القرار الوطني الفلسطيني المُستقل كمفهوم ومُصطلح سياسي، والذي لا يزال مدار نقاش في الساحة السياسية الفلسطينية، وكان ذلك في مدخل خاص. أما الفصل الأول، يُضيف برهوم قائلاً: "لقد تم تخصيصه للحديث عن حركات التحرر الوطنية العالمية ومبدأ وأهمية امتلاكها لقرارها المُستقل كمدخل لممارسة حق تقرير المصير ونيل الاستقلال الوطني، وذلك عبر التعرض للتجربتين التحرريتين الجزائرية والفيتنامية، التي تأثرت بهما الحركة الوطنية الفلسطينية، وخاصة حركة فتح التي كرست مبدأ الاستقلالية الفلسطينية".
أما ثاني فصول الكتاب وأطولها، تم من خلاله استعراض نشأة القرار الفلسطيني المُستقل وتطوره عبر مراحل النضال الفلسطيني، منذ أن فقد الشعب الفلسطيني قراره عام 1948، وحتى الامساك به بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967، والمراحل اللاحقة للنضال من أجل الحفاظ عليه وعدم التفريط به لمصلحة أي نظام عربي يريد أن يستخدم الورقة الفلسطينية لمصلحته، وفي هذا الفصل يُمكن مُلاحظة دور فتح في تكريس الهوية الوطنية الفلسطينية والخصوصية الفلسطينية في سياق ارتباطها بالقومي العربي والانساني.
وبالتالي دور فتح في تأكيد مبدأ الاستقلالية وحق الشعب الفلسطيني بأن يُقرر مصيره ومصير قضيته بنفسه، مع ابراز دور قيادة فتح التاريخية في هذا المجال وخاصة القائد الوطني ياسر عرفات.
وبخصوص الفصل الثالث، يقول الكاتب: " تم تكريس هذا الفصل للحديث عن تطور مفهوم القرار المُستقل في سياقه الفكري، حيث كان في مرحلة مُبكرة ابراز الوطنية الفلسطينية في سياق القومي العربي، وفي مرحلة متأخرة في مواجهة الاسلام السياسي الذي لا يؤمن اساساً بالهويات الوطنية وبالتالي بالقرار الوطني المُستقل". كما كرس الكاتب هذا الفصل للحديث عن أهمية القرار المُستقل من زاوية ارتباطه مباشرة بالهدف الرئيسي للتحرر الوطني الا وهو حق تقرير المصير.
الصهيوني الاحلالي وتجلياته الراهنة باستمرار الاستيطان والمطالبة الاسرائيلية للجانب الفلسطيني الاعتراف باسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي، بالإضافة الى التهديدات المُتعلقة بفقدان السيادة، والانقسام، والضغوط المالية والاقتصادية وأخيراً العولمة، التي تُهدد جوهر السيادة وتخترق حدود الدول، وبالتالي استباحة الشعوب وثقافاتها لمصلحة القوى المُهيمنة.
وفي الخاتمة يقول الكاتب انه اراد توجيه رسالة لكل من يعنيه الأمر بالمخاطر التي لا تزال تُهدد القرار الوطني المُستقل، وليس هذا فقط بل انه يقدم مقترحات لمواجهة هذه التهديدات والمخاطر وكيفية الحفاظ على القرار الوطني مُستقلاً حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
ومن ما جاء في تقديم الكاتب والروائي فيصل حوراني:
يقول باسم برهوم حين يُحدث أصحابه عن بداياته هذه، إن الوعي الوطني بدأ بالتبلور عنده مع تأسيس منظمة التحرير ومعارضيها على اليمين واليسار. أما المنعطف الحاسم في بلورة هذا الوعي، فإن هزيمة حزيران/ يونيو 1968 وتداعيانها على الساحة الفلسطينية هي التي أحدثته، فهذه الهزيمة أسقطت التحريم الذي وضعته أنظمة عربية ثورية وأخرى محافظة على مبادرة الفلسطينيين تولي المسؤولية الأولى عن العمل المطلوب لتحرير وطنهم/ المبادرة التي شكلت فاتحة الجهد المتصل من أحل امتلاك القرار الوطني المستقل عن الأنظمة العربية التي سبق أن صادرته. وهذه الهزيمة هي التي أرغمت الحكام العرب المعارضين للمبادرة الفلسطينية هذه على التواضع أمام الانطلاقة الكبيرة التي مكنت حَملة البنادق رافعي راية الاستقلال الفلسطيني من تسلُم قيادة م.ت.ف
هذا كتاب مُتخصص أحاط بموضوعه من جوانبه كافة فلم يهمل أياً منها وهو الكتاب الأول الذي خُصص كله لهذا الموضوع، ألفه كانت مؤهل هو في الوقت ذاته صديق عمر، فلماذا لا أحتفي به وأحث سواي على قراءته. لن أسوس على القارئ بأي عرض لما جاء في الكتاب أو تقويم له، فليكتشفه القارئ بنفسه، وليتمتع بما يكشفه كما تمتعت أنا، ثم ليحكم عليه.