في جاكرتا تكلمت القدس
على نحو بالغ الوضوح وبكلمات الوجع الفلسطيني ذاتها، وضع الرئيس ابو مازن قمة المؤتمر الاسلامي الاستثنائية، التي عقدت في العاصمة الاندونيسية "جاكرتا" امام حقيقة الوضع الذي تعيشه مدينة القدس المحتلة بأبناء شعبها ودروب الامها ومسجدها الاقصى، وقبة صخرتها المباركة التي اسرى من فوقها الى السماوات العلى، الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
ودونما اي تنظير اوضح الرئيس ابو مازن، واوجز ببلاغة الواقع ومعطياته "لم تكن القدس في خطر كما هي اليوم" فالاحتلال يواصل مخططاته التهودية دونما هوادة، "ووفقا لسياسة ممنهجة" ترمي الى عزل القدس" ليس عن باقي المدن الفلسطينية" فحسب، وانما في الاساس عزلها عن بيئتها وتاريخها وثقافتها وارثها وبالطبع عن عروبتها وفلسطينيتها، وعن كل احبائها من المؤمنين مسلمين ومسيحيين الساعين الى التقدس في مساجدها، التي تشد اليها الرحال، وفي كنائسها التي اعطاها الفاروق العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه امانها واحترامها بعهدته التاريخية.
القدس في خطر، المدينة والناس والتاريخ والهوية، واقبح ما يحاوله الاحتلال اليوم ان يجعل من الصراع هنا صراعا دينيا، وهو أمر لطالما حذر الرئيس ابو مازن منه، وقد اعاد تحذيره على مسامع اعضاء المؤتمر الاسلامي في قمتهم الاستثنائية، ليؤكد حقيقة السياسات الاسرائيلية الساعية في هذا الاتجاه، لعل صحوة اسلامية تتحقق، بعيدا عن التطرف والعنف والارهاب، لتضع حدا لهذا التطرف العنصري البغيض، وتفتح للقدس وفلسطين وشعبها نافذة امل جديدة، أن بالامكان تحقيق السلام لمدينة السلام، فصحوة شاملة بعمل وموقف موحد لأمة العرب والمسلمين بوسعها ان تفعل ذلك ودونما اية مبالغة.
في جاكرتا تكلمت القدس كما ينبغي، بخطابها البليغ، وبرجائها الابلغ، ان انتبهوا ايها المسلمون، مقدساتكم في خطر، تاريخكم وتراثكم المقدس في خطر، مستقبلكم في خطر، وما عاد في القوس من منزع ... واشهد اللهم انا قد بلغنا.
كلمة الحياة الجديد - رئيس التحرير