تنفيذ قرارات "الكابنيت" يبدأ من القدس
راسم عبد الواحد
مع إشراقة شمس نهار اليوم الأربعاء، وبعد ساعات فقط من قرارات اللجنة الوزارية المصغرة بحكومة الاحتلال "الكابينت"، كانت القدس وما زالت على موعدٍ مع إجراءات انتقامية وقهرية متجددة ومبتكرة تنفذها قوات كبيرة من الوحدات الخاصة والتدخل السريع وما يسمى "حرس الحدود" التابعة للاحتلال، والتي حوّلت مدينة القدس، وخاصة محيط البلدة القديمة، إلى ساحة حرب وثكنة عسكرية تغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعة.
"الكابينت" الإسرائيلي اتخذ الليلة الماضية قرارات عقابية، منها: إغلاق الفتحات في مقاطع جدار الضم والتوسع العنصري حول القدس، واستكمال بناء الجدار في منطقة ترقوميا، وإغلاق وسائل الإعلام التي "تبث التحريض"، وتشديد العقوبات على مشغلي العمال الذين لا يحملون تصاريح عمل، وسحب تصاريح العمل والتجارة بشكل أوسع من السابق، وتنفيذ عمليات محددة ضد المناطق التي يخرج منها منفذو العمليات وفرض حصار وإغلاق على تلك المناطق.
وتبحث حكومة الاحتلال اليوم، اقتراحا يقضي بإبعاد أهالي منفذي العمليات ضد قوات الاحتلال والمستوطنين خارج البلاد، فضلاً عن ابتكار إجراءات انتقامية ضد المواطنين بمشاركة كل أذرع الاحتلال، وفي مقدمتها بلدية القدس ودوائرها ومؤسساتها، وأول ما تفكر به هدم وتدمير منازل الأهالي واعتقال المقربين من منفذي العمليات، وتحرير مخالفات ضريبية وغيرها.
ومنذ الليلة الماضية، سارعت قوات الاحتلال لتنفيذ قرارات "الكابينت" باقتحام بلدة العيسوية وسط القدس بأعداد هائلة من جنودها ووحداتها الخاصة، وداهمت العديد من منازل المواطنين، ومنها منزل الشهيد فؤاد أبو رجب منفذ عملية اطلاق النار يوم أمس وسط شارع صلاح الدين بالقدس، حيث تم اعتقال والده وعمه وابن عمه، إضافة إلى اعتقال الأطفال: شادي حمدان، ومؤمن باسل محمود، ويزن محمد أبو عصب وشقيقه معتصم، والشابين: نديم عبدة، وحمزة أبو ارميلة .
وحسب محامي مؤسسة الضمير محمد محمود، فقد اعتقلت قوات الاحتلال المواطن باسل محمود لإجبار ابنه مؤمن على تسليم نفسه لسلطات الاحتلال.
ورافق عمليات الدهم تخريب وإتلاف محتويات منازل المواطنين وتخويف النساء والأطفال وترويعهم.
وتعاني مدينة القدس من الشلل بكل مكوناتها التجارية والاقتصادية والتعليمية والحياتية، وبات المقدسي متهما أمام قوات الاحتلال التي توقفه على حواجزها وتفتشه بشكل مذلة ومهين خلال مروره وسط المدينة ومحيط بلدتها القديمة.
وأصبح المواطن المقدسي يخشى على أبنائه خلال ذهابهم وإيابهم الى مدارسهم ومعاهدهم، أو الى مراكز أعمالهم في الشطر الغربي من مدينة القدس، تحسبا من اعتداءات المستوطنين أو قوات الاحتلال أو كليهما معا، مع تلفيق تهم جاهزة لهم خلال توقيفهم أو عقب إطلاق النار عليهم، ما يجعل القدس وكأنها على صفيح ساخن قابل للانفجار في أية لحظة.