13 عاما من التصوير.. سامر حامد: لا تخسر إنسانيتك
رحمة حجة- كان الرسمُ خطوته الأولى في رحلة تعلّم التصوير، المستمرة منذ عام 2003 حتى الآن.
المصور سامر حامد (31 عامًا)، من بلدة بيتين الواقعة شرق رام الله، درسَ المُحاسبة، إلا أن التصوير الفوتوغرافي هوايته القديمة المتجددة، التي لا يُغفلها وإن أشغلته أمور الحياة.
يقول حامد لــ"الحياة الجديدة"، إنه كان يهوى الرسم والتلوين منذ صغره، ليجد في برامج الرسم الإلكتروني متعته، عند توفر جهاز كمبيوتر له، عام 1997، فتعلّمها وصار يصمم الصور، والتواقيع الثابتة والمتحركة، التي كانت تُستخدم بكثرة في "المنتديات" الإلكترونية.
الرسم والتصميم لم يعد كافيًا، كما أن الصور المتوفرة في مواقع الإنترنت، حينذاك، قليلة جدًا أو حجمها صغير، ولا تفي بالغرض، لذا كان الحل بالنسبة لحامد، أن يتعلّم التصوير، فاشترى كاميرا "ديجيتال" صغيرة "2 ميجا بكسل"، وعند ذكرها يضحك حامد قائلا "في وقتها كانت تعتبر رائعة".
وخطوة تجرّ أخرى في هذا المسار الذي اختار حامد سلكه، حيث أصبح بحاجة لأماكن أخرى غير "المنتديات" ينشر صوره من خلالها، فأنشأ موقعا إلكترونيا، ويقول عنه "تعلمت بعض لغات البرمجة، وصرت أنشر جميع صوري، وكان إنشاء المواقع في حينه مجانيًا، أسميته (شبكة سامر الفلسطينية)"، بالإضافة إلى نشره عبر موقعي "Hi5" و"My space" اللذين كانا بمثابة "فيسبوك" في السنوات الماضية، بينما الفيسبوك الآن تفوّق عليهما وعلى جميع المواقع التي ألفها جمهور الإنترنت قبله، باجتماع ميزاتها فيه.
كما أن حامد نشر صوره في عدد من المجلات العربية المطبوعة، خاصة التي كان يلتقطها خلال مواجهات الشباب الفلسطيني مع قوات الاحتلال، مع بداية الاحتجاجات الأسبوعية على جدار الفصل العنصري في قرى بلعين ونعلين والنبي صالح، بمحافظة رام الله والبيرة.
كيف تعلمتَ التصوير؟ يقول حامد لـ"الحياة الجديدة": "تعلمتُ بنفسي عن طريق مواقع كثيرة في الإنترنت، خصوصا اليوتيوب".
ويتذكر حامد أول كاميرا اشتراها بعد أعمال متعددة وفر منها ثمنها "Nikon D80"، قبل أن يمتلك كاميرا "Nikon D180" الاحترافية، وكما قال الشاعر – بتصرّف- "حنينه أبدًا لأول كاميرا"، وهو لغاية اليوم يستخدمها، كما يقول.
وعن تصويره للمواجهات والاقتحامات اليومية للقرى والبلدات في محيط رام الله، يقول حامد: "كنتُ أذهب للتصوير مع مراسلي الوكالات، وكانت الأمور تزداد صعوبة مع إطلاق الرصاص الحي، وأتذكر عديد الشبّان الذين سقطوا بجانبي جرّاء إصابتهم".
وحامد، الذي تطوّع مدة عشرة أعوام في الإسعاف الأولي، يقول إن الرابط بين التصوير والإسعاف "أن تحمي نفسكَ أولًا ثم تقوم بالمهمة"، مستدركًا "رغم أنني كنتُ أغامر أحيانًا من أجل صورة".
وأكثر ما يستهوي حامد، التقاط الصور للمناظر والظواهر الطبيعية، التي نرفق منها مع هذا التقرير، كما عمل على توثيق الأماكن الأثرية في منطقته، إضافة إلى البيوت القديمة، بصورتها السابقة والحالية، ليجمع نحو 150 صورة.
13 عامًا من التصوير، ما هي حصيلة تجربتك من دروس؟ يقول حامد لـ"الحياة الجديدة": "ان أحافظ على إنسانيتي، وقربي من الناس، وطبع البساطة، وأن أرى الأشياء كل مرة بصورة ومن زاوية جديدة ومختلفة، كما لا أنسى الدهشة، تمامًا كالأطفال، الذين يرون في كل جديد شيئًا مُدهشًا".
ويضيف حامد: "التعلم ثم التعلم، فمتى ظننا أننا تعلمنا كل شيء، سنخسر الكثير".
والجدير ذكره، أن حامد حاز على المرتبة الولى في مسابقة "البيت الدنماركي" المدعوّة بـ"ماراثون الصورة" العام الفائت، وفي ذلك يقول: "الفكرة أن تلتقط مجموعة من الصور خلال 24 ساعة، التي تنقسم إلى مدد زمنية لكل منها فكرة".
وكانت الجائزة زيارة إلى الدنمارك، وإقامة معرض للصور في العاصمة كوبنهاغن.
ويعمل حامد حاليًا كمساعد إداري في مدرسة نور الهدى، ببلدة بيتونيا، كما عمل سابقًا كمهرج، يُبهج الأطفال وينظم لهم ألعابًا جماعية في مواسم الأعياد وأعياد الميلاد، لتوفير مصدر دخل له.
في نهاية حواره مع "الحياة الجديدة"، يقول حامد "الصورة فلسفة ورؤيا، وكلمّا ازداد المرء ثقافة يستطيع اختيار الزاوية المميزة عن غيره ويبتعد عن التقليد".