الحروب.. الأمل والطموح سر أي نجاح
ما أن تم إعلان المعلمة حنان الحروب أفضل معلمة في العالم، حتى علت أصوات الجماهير المحتشدة على دوار الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله بالهتاف لفلسطين التي حققت من خلال الحروب انجازا تربويا عالميا.
المحتشدون انتظروا أكثر من ساعة وعيونهم تراقب شاشة العرض التي بثت الحفل مباشرة من دبي، حيث كان الترقب والتوتر سيد الموقف قبل إعلان النتيجة خاصة من طالبات مدرسة سميحة خليل ومعلماتها، وأسرة التربية والتعليم.
لكن الحروب كانت عند حسن ظن أبناء شعبها، في تحقيقها الفوز التاريخي الذي أكد أن شعبنا ومعلميه منبع للعطاء والتميز رغم الظروف الصعبة التي يمر بها.
وما أن بدأت الحروب إلقاء كلمتها، حتى بدا على وجوه المحتشدين البهجة وهي تعبر عن آمال أبناء شعبنا وأطفاله بالعيش بسلام كباقي أطفال العالم.
وتعمل الحروب معلمة في مدرسة بنات سميحة خليل بمحافظة رام الله والبيرة، وتقدمت لجائزة المليون دولار الهادفة إلى لفت انتباه العالم، وإحداث حراك عالمي في السياسيات التربوية في العالم من أجل التغيير، وتطوير المعلمين المتميزين ودعم مبادراتهم مستقبلا، وتقدمت ضمن 11 معلما رشحوا للمشاركة في المسابقة من خلال وزارة التربية والتعليم العالي.
وكانت الحروب تأمل بتعميم تجربتها ومنهجيتها في التعليم والتي ترتكز على الاستخدام الأمثل للألعاب وتوظيفها في العملية التعليمية والتربوية، فهي مطلعة ومتابعة بشغف لأحدث التقنيات في مجال التربية عبر الإنترنت، وتتواصل مع مؤسسات تربوية محلية وعالمية.
والقصة التي شكلت السبب الرئيس في نجاحها وتميزها بحسب ما قالت في وقت سابق في حوار مع "وفا"، وهي أنها ذات يوم، كانت عائدة وأسرتها إلى البيت، وتعرضت السيارة لإطلاق نار فأصيب زوجها، وانقلبت حياة العائلة رأساً على عقب، وانعكس ذلك على أطفالها الصغار سلبا وتحصيلهم العلمي، وعلاقاتهم الاجتماعية.
وانطلقت حنان جاهدة للبحث عن طرق لمساعدة أبنائها، وهنا راودها الأمل والطموح بإكمال مسيرتها الجامعية، وكانت حنان أنهت الثانوية العامة في العام 1999، والتحقت بجامعة القدس المفتوحة في كلية التربية تخصص تعليم المرحلة الأساسية الأولى وتخرجت في العام 2005.
وبدأت الحروب مسيرتها العملية في إحدى مدارس الذكور ضمن نظام المعلم البديل، وفوجئت بأحد المعلمين يقدم لها "بربيجا" (أنبوب من البلاستيك يستخدم في التمديدات الصحية والكهربائية)، فرفضت استخدام أي وسيلة من وسائل العنف المدرسي التي يستخدمها المعلمون، وفي زيارة مدير المدرسة الأولى للصف الذي أدرسه فوجئت بقوله: "هذا صف معروف بإثارة الفوضى، لكن ما سر انضباطهم والتزامهم معك!".
وتقول الحروب "أخذت على عاتقي حمل التغيير فأدخلت الألعاب والترفيه في المنهاج وطرق التدريس، لتخفيف العبء الدراسي الذي يثقل كاهل الطلبة بالطرق التقليدية، واستخدمت ذلك كل ما أمكن، من خلال الكلمات السحرية والأساليب التعزيزية، الكيس السحري، الجوائز، ورسائل نصية وحرية الاختيار بين زوايا الرسم والقراءة والترفيه والبرامج الغنية بالمعلومات، التي جذبت انتباه الطلبة ولبّت احتياجهم، فاللعب والعمل الجماعي وروح الترفيه هو السر في إحداث التغيير وترك الأثر الطيب، والأطفال كالعجين تشكلهم بالطريقة التي تريد".