"أجويدا" البرتغالية.. في نابلس
زهران معالي
في المدخل الغربي للبلدة القديمة من نابلس، كان الممر الضيق على غير عادته، فشوارع "أجويدا" البرتغالية حاضرة بمظلاتها الملونة، حيث تتسلل خيوط الشمس بين مائة "شمسية"، عُلقت بطريقة جاذبة زادت من سحر المنطقة، التي تحتضن مسجدا وكنيسة، جمالا؛ لانعكاس ظلها الساحر على الأرض وألوانها التي أضافت لمسة سحرية على جمال الطريق المعبدة بالبلاط التركي.
"يدا بيد للتغير" المجموعة الشبابية التطوعية التي أخذت على عاتقها تجميل مدينة نابلس ومرافقها ضمن مبادرة أسمتها "هيك نابلس أجمل"، استوحت فكرة تعليق "الشماسي الملونة" من عدة مدن تركية ومدينة "أجويدا" البرتغالية، بحسب مدير المجموعة عبد الرحمن البنا.
وتتزين شوارع مدينة "أجويدا" البرتغالية، في شهر تموز/ يوليو من كل عام، بمئات الشماسي الملونة في سماء المدينة، وذلك كجزء من التقليد السنوي للاحتفال بمهرجان "أجيت أجويدا" للفنون، الأمر الذي جعل المدينة تكتسب شهرة عالمية.
وأوضح البنا لـ"وفا" أن المجموعة أرادت تسليط الضوء على البلدة القديمة من نابلس وإعادة النشاط السياحي إليها بعد أن تراجعت وفود الزائرين، مشيرا إلى أن المدخل الغربي يدل على التآخي والتعايش بين المسلمين والمسيحيين لوجود مسجد الخضر وكنيسة القديس فيلبس الأسقفية العربية فيه.
ولفت إلى أن المجموعة تنوي تعميم فكرة تعليق "الشماسي الملونة" في مداخل البلدة القديمة وأحياء مدينة نابلس، بجهد من متطوعيها الخمسين ودعم مالي ذاتي يقتطعونه من مصروفهم اليومي بهدف تجميل المدينة.
وأخذت "يدا بيد للتغير" على عاتقها منذ تأسيسها عام 2012 مهمة جعل مدينة نابلس "دمشق الصغرى"، الأجمل بين المحافظات الفلسطينية والوصول إلى الكمال في المجتمع الفلسطيني وتحسين ظروف المحتاجين ورسم البسمة على وجه كل بائس وحزين وزرع الأمل والتفاؤل، سعيا لبناء مجتمع راقٍ نظيف.
وبينت مسؤولة الأنشطة في مجموعة "يدا بيد للتغيير" أسيل الشعّار، أن تعليق الشماسي طبق لأول مرة في فلسطين، لجذب السياح وزيادة عراقة البلدة القديمة ورونقها.
وقالت: ضمن نشاط "هيك نابلس أجمل"، زينت المجموعة حاويات النفايات ولونت درج الكرمل في نابلس، إضافة لمساعدة الفقراء وتوزيع الأغذية على العائلات في رمضان.
وتُنفذ جميع الأنشطة بمبادرات شخصية من أفراد المجموعة وهم طلبة من المدارس والجامعات من مدينة نابلس ومخيماتها وقراها، دون تلقيهم أي دعم بالتنسيق مع بلدية المدينة لاستخدام المرافق العامة، وفق الشعّار.
وأكدت أن المشاركين بالمجموعة يطمحون لتغيير مفهوم التطوع بالمجتمع الفلسطيني وجعله ثقافة راسخة في قلوب المواطنين كواجب وطني لرفع شأن الوطن والرقي بمختلف قطاعاته، منوهة للرغبة بترخيص المجموعة كجمعية خيرية.
وشهد المدخل الغربي للبلدة القديمة منذ الجمعة الماضي حيث علقت المظلات الملونة، حركة للمواطنين من جميع الأعمار، وجميعهم التقطوا الصور للوحة فنية قوامها إبداع الماضي في البلاط المرصع والجدران التي شيدت منذ قرون والمسجد والكنيسة التي تعكس روح التعايش في المدينة التي جمعت الأديان الثلاثة.
وعبر الحاج طارق الحنبلي أحد سكان البلدة القديمة عن سعادته لرؤية مناظر جميلة جاذبة للسياح لأول مرة.
في حين، قال الشاب علاء التميمي: "لوحة فنية، مناظر الشماسي ساحرة وجاذبة لزوار البلدة القديمة والمنطقة بين تنوع الألوان والبنايات القديمة والمسجد والكنيسة".
وتمنى الشاب عميد التميمي أن تعمم الفكرة على جميع الأحياء في نابلس كونها مدينة عريقة تاريخية.